الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

الدكتور عزيز حداد في ندوة تاريخية بجامعة الأمير عبد القادر: مجازر 17 أكتوبر أرغمت الفرنسيين على المفاوضات وعجّلت بـالاستقـلال

أكّد الباحث في التاريخ، الدكتور عزيز حداد، أن أحداث ومجازر 17 أكتوبر 1961 المرتكبة في حق المتظاهرين الجزائريين السلميين بالعاصمة الفرنسية باريس، ساهمت في فك الخناق عن الثورة بالداخل، كما أرغمت الفرنسيين على المفاوضات مع جبهة التحرير الوطني وعجلت بالاستقلال، كما ذكر المجاهد نور الدين بلارة، أن الجرائم لم تقتصر فقط على رمي المهاجرين في نهر السين، بل تعدتها إلى تعليقهم قتلى  فوق أشجار ضواحي العاصمة الفرنسية.

ونظمت، أمس الأحد، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، بقسنطينة، ندوة تاريخية بمناسبة الذكرى 61 لليوم الوطني للهجرة، الذي واجهت فيه السلطات الفرنسية المظاهرات السلمية للمهاجرين الجزائرين، المطالبين بالحرية، بالقمع والقتل والتهجير.
وذكر المجاهد، نور الدين بلارة، بأن شهر أكتوبر من بين الأشهر، التي لا تنسى سواء لدى الجزائريين أو بالنسبة للفرنسيين، الذين ظلت هذه الذكرى وصمة عار في تاريخهم الأسود الملطخ بالدماء، مشيرا إلى أن إحياء الذكرى يعد سنة ثورية، كما لفت المتحدث، الذي كان يعتمد ويستدل  في مداخلته بوثائق ومقالات صحفية لصحفيين، من مختلف الدول الأوربية إلى أن التنظيم الفدائي بالخارج كان محكما جدا .
واستدل المتحدث، بالعملية الفدائية الكبرى، التي نفذها الفدائي محمد بن صدوق الذي كلف من طرف جبهة التحرير الوطني بقتل الخائن علي شكال، وذلك عند المدخل الرئيسي لملعب «كولومب» بباريس في ختام نهائي كأس فرنسا لكرة القدم الذي جمع آنذاك بين فريقي «تولوز» و»أنجي»، بحضور الرئيس الفرنسي روني كوتي، مشيرا إلى أن ما كان يحدث من عمليات داخل التراب الفرنسي كان يلقى صدى كبيرا، لاسيما وأن ديقول كان يستعمل كل الوسائل للقضاء على الثروة.
ولفت المتحدث، إلى أن أحداث 17 أكتوبر أثارت هلع المستعمر نظرا للصدى الإعلامي الذي لاقته، حيث أن التقارير الإعلامية للصحفي شارل أونلي، قد فضحت الجرائم المتركبة التي لم تقتصر فقط على رمي الجزائريين أحياء في نهر السين، بل تعدتها إلى تعليقهم وهم قتلى في أشجار ضواحي باريس .
وأشار الباحث في التاريخ عزيز حداد ، في مداخلته، إلى أن باريس شهدت الكثير من المعارك والمظاهرات الدامية، لكنها لم تكن بنفس القسوة والمجازر الرهيبة التي عرفتها مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ، ففرنسا مثلما قال المتحدث مستدلا بمقولة الجنرال الفيتنامي جياب، « تلميذ غبي لا يفهم إلا بتكرار الدروس».
وذكر الدكتور حداد وهو نائب رئيس جامعة الأمير، معلقا على تصرفات فرنسا الحالية والاستعمارية، بأن فرنسا، لم تعترف إلى اليوم بمجازرها في الجزائر رغم المناورات التي قام بها كل من الرئيسين هولاند وماكرون في عدة مناسبات، والدليل كما أكد، عدم إرجاع جماجم الجزائريين المحجوزة في متحف الإنسان.
وعاد المتحدث، إلى الحديث عن دور المهاجرين في فرنسا، فقد شكلوا، مثلما جاء في مداخلته، دعما للثورة ماديا وإعلاميا كما ساهموا في فضح الممارسات الإجرامية في أوروبا ما ساهم في فك الخناق عن الثورة في الداخل ومنحها متنفسا في الخارج، وذلك رغم أساليب الترهيب والترغيب، التي اتبعتها السلطات الاستدمارية.
وذكر المتحدث، أن عدد الجزائريين في باريس كان يقدر بـ 150 ألف، لكن لم يتم ضبط العدد الحقيقي للمشاركين في المظاهرات التي جاءت كرد مباشر على قرار حظر التجول الذي فرض على الجزائريين فقط بتاريخ 15 أكتوبر من ذات السنة وذلك ابتداء من الثامنة ونصف مساء إلى غاية الخامسة ونصف صباحا، مشيرا إلى أن هذا القرار اتخذ في حق الجزائريين فقط لمنعهم من النشاط الثوري، بداخل باريس والذي كان يتم عادة ليلا.
وأكد الدكتور حداد، أن السلطات الفرنسية حاولت تحميل مسؤولية الجرائم إلى محافظ الشرطة الباريسية موريس بابون فقط وذلك تبييضا لصورتها، لكن المسؤولية الكاملة والأساسية يتحملها الرئيس ديغول، كما أشار إلى تنظيم حملة شحن منظمة قبل مباشرة القمع، إذ تم عرض شرطي فرنسي وهو مقتول أمام أنظار زملائه، ما أثار غضبهم وأدى إلى تعذيب المئات وقلتهم.
ولفت المتحدث، إلى أن الفرنسيين، استخدموا أساليب قمعية مختلفة، فقد حشدوا قرابة 21 ألف جزائري في الملاعب والساحات ومراكز الشرطة مع تعذيبهم لأيام، وذلك كإجراء لمنع توسع نطاق المظاهرات، كما تم قتل المتظاهرين بشكل مباشر ورميهم من الجسور، في حين تم قتل الكثير منهم رميا بالرصاص من المنازل.
وحاولت السلطات الفرنسية، التعتيم على جرائمها، واتهمت جبهة التحرير بافتعال الإشاعات لكنها في نفس الوقت استمرت في جرائمها إلى ما بعد 17 أكتوبر ، لكنها ،مثلما قال، لم تنجح في معركة التعتيم، إذ سرعان ما انتشرت صور المجارز والأحداث عبر مختلف وسائل الإعلام، بعد أن نقلها صحفيون سويسريون وبريطانيون وإيطاليون إلى العالم.
ويؤكد الباحث في التاريخ، أن أحداث ومجازر أكتوبر الأسود، بقدر ماكانت شنيعة فإنها ساهمت في التعجيل بالمفاوضات، إذ تم تنظيم لقاء ثنائي بين جبهة التحرير الوطني والفرنسيين في 28 أكتوبر ، كما اعتبرها بمثابة «ورقة جوكر» عجلت بالاستقلال مثلما كان لمجازر 8 ماي دورا في انطلاق الثورة المجيدة.
لقمان/ق

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com