وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي

لا تعليمـــة للأئمـــــة بشـــأن الانتخـــابـــات الرئــاسيــــة
نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أمس إمكانية إصدار تعليمة تخص الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه حث الأئمة على تبني خطاب يدعو لخدمة الوطن وللوحدة، وعلى التفاعل إيجابيا مع الوضع الذي يصنعه المشهد السياسي والانسجام معه.
وأوضح بلمهدي في ندوة صحفية نشطها على هامش افتتاح لقاء ضم مدراء المراكز الثقافية الإسلامية على مستوى الوطني، بأن الوزارة لن تصدر أي تعليمة تخص الانتخابات الرئاسية المقبلة،  وهي لا تدعو في أي مناسبة من المناسبات الوطنية الإمام للقيام بواجبه الوطني، لكنها تحثه على التفاعل الإيجابي مع الوضع الذي يصنعه المشهد السياسي الوطني والانسجام معه، وأن يكون خطابه  بناء لا خطاب هدم، وخطاب جمع لا تفريق، يوحد الأمة ولا يشتت شملها، ولا يجرح أو يشهر في الاشخاص أو المؤسسات.
كما ناشد الوزير الأئمة لدعوة المواطنين لان يكونوا مع بلدهم ووطنهم، مبديا رضاه عن الخطاب المسجدي ووصفه بالمتزن والبناء والجامع، وهو يقيم الرسالة حق القيام، وذلك في رده على سؤال يتعلق بإمكانية إقحام الأئمة في الدعوة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كالحث مثلا الناخبين على التوجه إلى مراكز الاقتراع.
وأفاد بلمهدي في إجابته على استفسار آخر يتعلق بقرار وزارة الداخلية بغلق كنائس مؤخرا بإحدى المناطق، بأن الأمر يتعلق بمرائب ومحلات تمارس نشاطا غير قانوني وليس كنائس، وشبه ما تم القيام به، بالإجراء الذي تتخذه وزارة التجارة لمحاربة الأنشطة غير القانونية أوالموازية والتي لا تحترم دفتر الشروط، مؤكدا استعداد مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية لاستقبال مشاريع من يمارسون الشعائر الدينية، واعتمادها،
وشدد يوسف بلمهدي أن الداخلية وهي الهيئة المخولة بمنع الخروقات، قائلا إن بعض الاشخاص يدعون أنهم يمثلون طائفة معينة دون أن الحصول على الاعتماد، واحترام الإجراءات القانونية التي  ممارسة الشعائر لغير المسلمين، مذكرا بحق الدولة في تطبيق قوانين الجمهورية، وبضرورة التزام الافراد باحترامها، لأننا في دولة لها سيادتها وقوتها وجيشها وتريخ وحضارة.
 وحذر الوزير خلال مداخلته في اليوم الدراسي، من النحل التي تريد السطو على الشباب، داعيا المراكز الثقافية الإسلامية إلى القيام بدورها بحكم قدرتها على استقطاب كافة الشرائح، لان من يقصدها ليس بالضرورة من يرتاد المساجد، مذكرا بمقولة المفكر مالك بن نبي التي اكد فيها الحاجة إلى أفكار مخابر، ولا إلى أفكار المقابر،  أفكار ولادة للفكر والإبداع، والأفكار المحيية وليست المميتة، والتي تروج لأفكار قاتلة مفجرة ومدمرة.
كما اقترح المصدر وضع استراتيجية لتنشيط المراكز الثقافية الإسلامية، مع القيام بدراسات والتفكير في الوسائل التي يمكن اعتمادها لجعل هذه المؤسسات مراكز تحتضن أنشطة ثقافية مختلفة مستقطبة لجميع المستويات العمرية وللإبداعات، على غرار تدوير المواد غير المستعملة وتنظيم معارض، بما يجعلها تؤدي وظيفتها كاملة.
وتريد وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من خلال عرض الوزير، أن تجعل من المراكز الثقافية الإسلامية المنتشرة عبر 45 ولاية، منبرا للعلم والإشعاع والتنوير ونشر الأفكار البناءة، إلى جانب العمل من أجل تغيير منهجية عمل الأئمة، وفق ما اقترحه الوزير، حتى لا تقتصر وظيفته على تقديم الفتوى والإمامة، أي أن يبقى في المقصورة للافتاء، في هذا الصدد دعا بلمهدي الأئمة لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي للتماشي مع طريقة تفكير الجيل الحالي الذي أضحى يبحث عن ما وأسماه بثقافة الساندويش، مع ضرورة مواكبة التسارع التكنولوجي.
وفي نظر يوسف بلمهدي فإن الوسائط الاجتماعية يتابعها الملايين، لذلك لا ينبغي على الأئمة الحفاظ على النمط الثقيل في التوعية ونشكر الثقافة الإسلامية، واقترح ترك هذا أللمختصين والباحثين، مع تكوين الأئمة في مجال العلوم والمعارف الحديثة، رافضا بشدة الاعتقاد بأن كل من يتحدث بالدين ليس مثقفا، لأن العلم انبثق من المساجد، وذكر على سبيل المثال أسماء لامعة لعلماء مسلمين كانوا فقهاء في الدين، على غرار ابن سينا والخوارزمي.
    لطيفة بلحاج