الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

57 سنة على الاستقلال


5 جويليـــة.. عيــن علـى الماضي وأخـرى على المستقبـل
يحتفل الجزائريون هذه السنة بالذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب في ظرف متميز بحق، عنوانه البارز الحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر بكل ما حمله من تغيّرات متسارعة على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية أيضا.
يحيي الشعب الجزائري غدا الذكرى السابعة والخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، المصادف للخامس يوليو من كل عام، وهي الذكرى الأغلى بالنسبة لكل الشعب في التاريخ الحديث للبلاد، ففي  مثل هذا اليوم قبل 57 سنة تمكنت الجزائر بشعبها وأرضها من استرجاع سيادتها وكرامتها التي سلبها الاستعمار الفرنسي طيلة 132 سنة، المدة التي اقترف فيها أبشع أنواع الجرائم في حق البشر والتراب والسماء.
 و يحل الخامس من يوليو هذا العام والجزائر تمر بمرحلة متميزة بالفعل لم تعرفها منذ الاستقلال، مرحلة تحرك فيها الشعب بكل شرائحه ونخبه وطاقاته قبل أكثر من أربعة أشهر في 48 ولاية بمطالب واحدة موحدة، كانت في البداية رافضة لعهدة خامسة للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، ثم رفضت التمديد له، وطالبته بالرحيل عن قيادة البلاد هو وجماعته، وبإصلاحات جذرية حقيقية لمنظومة الحكم.
والجميع بطبيعة الحال يعرف التطورات التي أتت بعد قرار بوتفليقة تقديم استقالته من رئاسة البلاد بداية شهر أبريل وما تلى ذلك من تغييرات على مستوى الحكومة وفي مفاصل أخرى للدولة، بالموازاة مع استمرار الحراك الشعبي في  كامل أرجاء البلاد المطالب بإصلاحات جذرية ورحيل كل رموز النظام.
 وبعد قرار استقالة بوتفليقة واحتكاما للدستور تقرر إجراء انتخابات رئاسية كانت ستكون اليوم، الرابع يوليو، لولا أن الحراك الشعبي رفضها بقوة وطالب بتأجيلها، وبالنظر لعدم توفر مرشحين لها في الآجال القانونية واستحالة إجرائها فقد ألغيت من قبل المجلس الدستوري قبل أسابيع قليلة. واليوم وفي خضم إعادة شريط  ذكرى استرجاع السيادة الوطنية بكل ما يحمله من أفراح وآلام،  فإن البلاد تمر بوضع جد حساس وظرف خاص لم تعشه من قبل، يتطلب من الجميع التركيز في البداية على حماية الاستقلال الوطني كاملا، ورفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. ولا يمكن حماية الاستقلال الذي نعيش ذكراه اليوم والذي كلف أسلافنا ثمنا غاليا دون حماية الوحدة الوطنية، وحدة الشعب ووحدة التراب الوطني والحفاظ على ثوابت الشعب الجزائري.
والملاحظ اليوم أن الحراك الشعبي المتواصل وضع العديد من الملفات على طاولة النقاش دون خجل أو مزايدة أو غلو، ولا يمكن نكران أن الحراك وما أنتجه قد ساهم في دفع المواطنين  والنخب على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية و تعدد رؤاهم إلى السماع إلى بعضهم البعض، وتبادل النقاش والأفكار في السياسة والاقتصاد والثقافة و الاجتماع وغيرها بشكل هادئ، وهو أمر ايجابي.
 وينظر كل الجزائريين اليوم نحو المستقبل بنوع من الحذر، في ظل الوضع الحالي الذي تمر به الجزائر وهي لم تنتخب بعد رئيسا لها ليقودها في المرحلة القادمة، وكلهم يتمنون الابتعاد عن أي نفق مظلم مهما كان طوله وعرضه، قد يرهن مستقبل أبنائهم، و يتمنون عدم تكرار تجارب الماضي  والابتعاد عنها قدر الإمكان.
و إذا كانت الرؤى السياسية اليوم تبدو مختلفة بين العديد من الأطراف والفاعلين السياسيين حول كيفية  تجاوز الأزمة الحالية فإن ذلك لا يعني أن الجزائريين غير قادرين على حل مشاكلهم وحدهم دون تدخل من أحد بالطرق الحضارية، بل أن التجربة أثبتت أنه في وقت الشدة والعسر فإن العبقرية الجزائرية بإمكانها الإبداع وإيجاد الحلول للوضعيات المستعصية.
و إذا كانت هناك أطراف ما ترغب في أن تجعل من الخامس يوليو هذا العام منطلقا ومبعثا جديدا للشعب الجزائري نحو أفق جديد  واعد على ضوء التطورات السياسية التي عرفتها البلاد من بداية العام الجاري، فإن ذلك ممكن  وهو مبتغى مشروع، شريطة الاحتكام للعقل والمنطق، و شريطة الانفتاح على كل الآراء الأخرى، والالتزام بالثوابت والقيم الوطنية التي ضحى من أجلها الجميع.  إن ذكرى الخامس يوليو هذا العام يجب أن تتحول إلى محطة تلهم القائمين اليوم على الشأن السياسي الوطني والمنخرطين في الحركية الاجتماعية التي تولدت عن الحراك الشعبي السلمي بأن يضعوا جميعهم نصب أعينهم مستقبل البلاد، وأن يتذكروا أن هذا الاستقلال الذي ننعم به اليوم لم يأت هكذا بشكل عابر بل أن حوالي 10 ملايين جزائري دفعوا أرواحهم ثمنا له، ومن هنا يكون المنطلق نحو مرحلة جديدة يتمناها الجميع.     
إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com