في جو جنائزي مهيب: تشييع جثماني الشهيدين جابر مسوس ويحياوي عبد الناصر بمقبرتي فكيرينة وعين البيضاء

وُوري، في ساعة متأخرة من عشية أمس الأول، جثماني شهيدي الطائرة العسكرية المنكوبة ، ويتعلق الأمر بابن مدينة عين البيضاء جابر مسوس وابن مدينة فكيرينة يحياوي عبد الناصر، الثرى في جو جنائزي مهيب.
جثماني الشهيدين اللذين يعتبران آخر شهيدين فقدتهما ولاية أم البواقي، بعد كل من عائلة المساعد الأول حامي سيد أحمد المتكونة من زوجته و3 أبنائه وكذا كل من الشهيدين نسيم مبروك ولربس رضوان، استقبلا بشكل رسمي من طرف السلطات العسكرية والمدنية يتقدمهم والي أم البواقي، بالقاعدة الجوية بقرية بئر رقعة ببريش، لينقلا بعد ذلك لمنزليهما، بحي 250 سكنا بفيكرينة وحي لاسيساد بعين البيضاء، أين ألقت عائلتاهما النظرة الأخيرة عليهما، ليحولا بعد ذلك لمقبرتي المدينتين، أين ووريا الثرى وسط حضور حشود كبيرة للمواطنين، الذين كبروا وهللوا طويلا، وقدموا التعازي لعائلتي الشهيدين.
ويعتبر الشهيد جابر مسوس المكنى «عقبة» الابن الذكر الثاني لوالدته بعد شقيقه الذي التحق هو الآخر بالمؤسسة العسكرية، والتحق جابر الأكبر سنا في عائلته بصفوف الجيش الوطني قبل نحو 7 سنوات ونصف وهو البالغ من العمر 27 سنة ومقبل على عقد قرانه، بعد أن أنهى مراسيم خطوبته من شريكة حياته في إجازته التي سبقت سقوط الطائرة، ليقرر العودة لثكنته بتيندوف أين يحمل رتبة رقيب، وكان الفقيد قد ظفر بشهادة البكالوريا سنة 2011 ودرس سنة بمعهد العلوم الاقتصادية بجامعة أم البواقي، ليقرر بعدها الالتحاق بالمؤسسة العسكرية.
أما الشهيد يحياوي عبد الناصر فهو كبير إخوته الأربعة، ومن الصدف أنه توفي في يوم ميلاده في الحادي عشر من أفريل من سنة 1994، عبد الناصر معيل عائلته يتواجد طيلة 4 سنوات في صفوف الجيش الوطني، أين التحق بداية بثكنة المنيعة وتنقل لقاعدة بوسفر بوهران ثم حول لثكنة جادو بتيندوف، وكان الفقيد قد عقد هو الآخر مراسيم خطبته في الإجازة التي حل فيها بمدينته، ليقرر بعدها العودة بمعية صديقه لربس رضوان الشهيد الآخر، غير أنهما ودعا الدنيا معا بلا رجعة بعد تحطم الطائرة التي كانا على متنها.     أحمد ذيب