في ملتقى وطني بجامعة قالمة

إطارات بقطاع الصحة تقر بتدني الخدمات بالمستشفيات الوطنية
دعا أطباء وممرضون و إطارات قطاع الصحة بالجزائر أمس الثلاثاء، في ملتقى وطني نظمته جامعة 8 ماي 45 بقالمة، إلى وضع خارطة طريق فعالة لحل مشاكل الصحة في الجزائر و تطوير الخدمات المقدمة للمرضى، لمحو الصورة النمطية السوداء التي ظلت عالقة بالقطاع سنوات طويلة، و وسعت الهوة بينه و بين المواطنين الذين أصبحوا يفضلون مراكز العلاج الخاصة، معتقدين بأنها أحسن حالا من الهياكل العمومية.  
و أجمع المتدخلون في اليوم الأول من الملتقى على ضرورة الاهتمام أكثر بالجانب البشري في كل عملية إصلاح و تقويم وضع الصحة بالجزائر، مؤكدين بأن الكوادر البشرية من أطباء و إداريين و شبه طبيين هم أساس الخدمة الطبية، و تأتي بعد ذلك الوسائل المادية و التكنولوجيا.  
و قالت الدكتورة سمير بيطام من مستشفى بني مسوس بالعاصمة في مداخلة تحت عنوان “الصحة في الجزائر بين الواقع و المأمول” بأن الوضع الحالي لا يبعث على الارتياح نظرا للمشاكل العديدة التي يعرفها القطاع في السنوات الأخيرة، مضيفة بأن “ الحديث عن الصحة في الجزائر، هو وبالضرورة حديث عن القطاع الأكثر حساسية في البلاد، لأن غالبية الشعب الجزائري يعاني من هذا الجانب وسط سوء التسيير وعلى وقع توالي الإضرابات و المطالبة بتحقيق جملة حقوق هي في مضمونها شروط عمل، حيث لا تمر أي فترة زمنية قصيرة إلا وتتجدد موجة الاحتجاجات والإضرابات في هذا القطاع. وفي اليوم العالمي للصحة رغم استمرار أكبر مكسب و المتمثل في مجانية الصحة التي يكفلها الدستور، إلا أننا نلاحظ تدني الخدمات الصحية ، حيث  أصبحت الجزائر تتذيل قوائم المنظمات العالمية بما فيها منظمة  الصحة رغم كل الإمكانيات والموارد البشرية المتاحة.
لقد أصبح المرض و الإعاقة  تشكلان  عبئا اجتماعيا و اقتصاديا، بالإضافة  إلى كونهما عبئا صحيا على المجتمع ، و برامج الرعاية الصحية الأساسية و الخدمات الصحية  ليس بإمكانهما أن يحلا كل المشاكل المترتبة عن المرض و الإعاقة خصوصا و نحن نعيش في عصر تزداد فيه نسبة الإعاقات  و الأمراض بسبب ملوثات البيئة المحيطة و الظروف السيئة التي تعاني منها الأحياء المختلفة” .  
و أجمع المتدخلون على أنه و بالرغم من تراجع الأمراض المعدية و الأوبئة المتسببة في الموت الجماعي غير أن تحديات كبيرة مازالت تنتظر المشرفين على قطاع الصحة بالجزائر بعد ارتفاع مقلق لبعض الأمراض المزمنة غير المعدية و تزايد الحوادث و الصدمات الناتجة عن العنف.  
وتطرق المشاركون في الملتقى إلى قضايا عديدة تهم قطاع الصحة في الجزائر في ظل الظروف الاقتصادية و الاجتماعية التي تمر بها البلاد، و قدموا مقترحات لتطوير الخدمات و هياكل الصحة العمومية متحدثين عن نسق الخدمة الاجتماعية في المؤسسة الصحية الجزائرية بين غياب الأطر التنظيمية و القانونية، وإشكالية تطبيق النظام التعاقدي في ظل محدودية الموارد المالية، و المقاربات و التحديات المتعلقة بتسيير المؤسسات الصحية العمومية.  
وكانت قضايا النفايات الصحية،  و الأخطاء الطبية و اقتصاد الصحة و الجودة والتسيير، وأخلاقيات المهنة وصناعة الدواء و نظام المعلومة الطبية، وتسويق صورة المؤسسة الصحية العمومية، و  الإنفاق على الرعاية الصحية بالجزائر، و ضغوط العمل، و المسؤولية القانونية للممارسة الطبية، و التخطيط الاستراتيجي لآفاق الخدمة الصحية العمومية، من بين القضايا التي يعالجها الملتقى الذي يعول عليها كثيرا للمساهمة في حل المشاكل المطروحة، حيث شدد المتدخلون على ضرورة إشراك الجامعة الوطنية في إصلاح القطاع و تحسين الخدمات الصحية و الإدارية خلال السنوات القادمة.  
        فريد.غ