الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

خــلال ندوة وطنية حول الاستثمار في الجــزائر: مختصـون يوصـون باعتمـاد الشراكـة مع الأجانـب لتطويـر الفلاحـة

دعا، أمس بقسنطينة، مشاركون في ندوة وطنية حول الاستثمار في الجزائر، إلى جلب شراكات جزائرية أجنبية في الميدان الزراعي، بغية الوصول إلى الأمن الغذائي، بالإضافة إلى الالتفات نحو زراعة الأعلاف الحيوانية وإطلاق مشاريع في هذا الإطار، وكذا تحسين السلالات للرفع من الإنتاج الحيواني، فيما تمّت الإشادة بمختلف الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل تحسين مناخ الاستثمار وتطوير الاقتصاد والنمو الفلاحي.
واحتضنت قاعة أحمد باي «الزينيت»، ندوة وطنية تحت عنوان «الاستثمار في الجزائر تحديات وآفاق»، من تنظيم المنظمة الوطنية لأرباب العمل الجزائريين، تخلّلها معرض لمختلف منتوجات الشركات الجزائرية العمومية والخاصة وكذا المؤسسات الناشئة، وقام بافتتاح أشغاله والي قسنطينة عبد الخالق صيودة وبحضور السلطات المدنية والأمنية والجهات ذات العلاقة.
وذكر المهندس الفلاحي والمختص في تكنولوجيا الأغذية الزراعية خضاري بن عالية خلال مداخلته التي جاءت تحت عنوان « الجزائر تتّجه نحو تعزيز الأمن الغذائي» أنّ الجزائر قامت بخطوات استعجالية لتفادي الصدمة، من خلال حظر استيراد بعض المنتجات وفي المرحلة الثانية القيام بدراسة استراتيجية حول كيفية ضمان الاستقلالية في الغذاء و كذا الأهداف التي يمكن تحقيقها من حيث الغذاء، حيث قامت بالتوجّه إلى الرقمنة من أجل تسهيل التواصل بين الفلاح والإدارة من خلال قنوات مباشرة ووضع مجموعة من القوانين، فمن خلال تتبّع ما جاء في قانون المالية للسنة الحالية يمكن ملاحظة حجم التسهيلات الموضوعة، ما يجعل الموسم الحالي موسما للاستثمار الفلاحي.
وأوضح المتحدّث أنّ الاستثمار في المجال الفلاحي كغيره من الاستثمارات في أي مجال صناعي يمكن أن يحقق أرباحا كبيرة مضمونة، قابلة للتنفيذ مع مرور الوقت، حيث ذكر للنّصر، خضاري بن عالية، على هامش الندوة، أنّه في الظروف العادية كان من المسموح الالتفات إلى كل الفاعلين في المجال الزراعي انطلاقا من أبسط مشغل، لكن في ظل الظروف الاستعجالية التي تحتاج إلى السعي إلى تحقيق الأمن الغذائي لابد من التعامل وفتح المجال للشركات والمقاولين للاستثمار في القطاع، الذين بإمكانهم القيام بقفزة نوعية في وقت قصير بحكم الإمكانيات المادية التي يمتلكونها، بالإضافة إلى قدرتهم على نقل التكنولوجيا من الخارج، ناهيك على أنّ إبرام الشراكات بالنسبة لهذه الفئة يعدّ أمرا بسيطا بحكم خبرتها في هذا الجانب.
ولفت المتحدّث أنّ هذه الشراكات لابد من أن يكون في مجالات استراتيجية معيّنة على غرار القمح، النباتات الزيتية، اللحوم والحليب، وهي الشعب التي تحتاجها البلاد وتشهد نقصا فيها، ومن جهة أخرى قال المتحدّث إنّ المناخ الجوي في الجزائر يعدّ أفضل بكثير من دول أخرى وهو ما يعتبر امتيازا ينبغي استغلاله، وأشاد المتحدّث بالمجهودات التي تتّبعها الجزائر في سبيل ترقية القطاع الفلاحي.
ولفت كذلك المستشار الدولي مبارك سراي إلى أهمية التوجه نحو الشراكة في قطاع الفلاحة، مؤكدا وجود مستثمرين على استعداد للاستثمار في الجزائر، قائلا إنّ القرارات السياسية المتّخذة إيجابية للنهوض وترقية القطاع غير أنّ هناك عوائق على المستوى القاعدي وفي تفعيلها، مؤكدا كذلك أنّ مؤشرات النهوض الاقتصادي تبعث عن التفاؤل.  وقال المختص في البيطرة محمد دومير أنّه بحكم غلاء اللحوم في البلاد، بلغ مستوى استهلاك الفرد السنة الماضية وصل إلى 18 كلغ، ودفع ذلك إلى استهلاك اللحوم البيضاء ما أدى إلى ارتفاع أسعارها.
وذكر دومير أنّ أوّل سبب أدى إلى ارتفاع الأسعار هو الجفاف، وبالتالي لابد من بناء اقتصاد يتحدى الظروف ويتأقلم معها، كما أنّ لهذا المشكل حل، يتمثّل في الاستثمار في ما هو موجود في باطن الأرض من مياه لإنتاج الأعلاف، وأضاف المتحدّث أنّ لأعلاف الحيوانات نوعين منها ما هو للتسمين وأخرى خضراء، والاستثمار فيهما يخص القطاع الزراعي، الذي لا يحقق الاكتفاء الذاتي من ناحية استهلاك القمح والذرة، وبالتالي تأثير الجانب الحيواني يعتبر تحصيل حاصل، لكون الجزائر لا تنتج حبوبا بقدر ما تستهلك، وهو ما يعني أنّه لابد من الاستثمار بشكل أكبر في المجال.
وأوضح المتحدّث أنّ الإشكال الثاني يتمثّل في عدم وجود صورة واضحة بخصوص الرقم الدقيق للثروة الحيوانية من خرفان وأبقار وجمال، وهذا يعيق تخطيط عملية التلقيح على غرار التطعيم ضد الأمراض وتوزيع الأعلاف، حيث ذكر وجود عدد تصوري فقط وليس مضبوطا حول القطيع المتوفّر لوضع ورقة عمل وفق ذلك، وبالتالي لابد من إحصاء حقيقي للثروة الحيوانية، و ذلك كأولوية ، على الرغم من وجود على حد قوله عائق يتمثل في التربية غير المقننة والعشوائية، الذي يعتبر حائلا أمام السيطرة على المخزون.
ودعا المتدخل إلى الالتفات نحو عملية التحسين الوراثي، فباستعمال  تقنيات طبية يمكن مضاعفة الإنتاج بالإضافة إلى التلقيح الصناعي، فعلى سبيل المثال يمكن للماعز من خلال هذه التقنيات أن تلد مرتين عوض واحدة، وهو ما يتطلب توفير مخزون غذائي في المقابل، زيادة على التركيز على السلالات التي كانت موجودة سابقا و التي تتأقلم بشكل طبيعي من الظروف المناخية الصعبة المعاشة في الوقت الحالي على غرار سلالة الغنم «بربرين» التي يعود أصلها إلى قسنطينة وتتميّز بمناعة طبيعية وراثية كبيرة وتتحمل الجفاف، وبالتالي يمكن رفع القدرة من إنتاج اللحوم إذا تمت مراعاة هذه الجزئيات.
إسلام. ق

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com