تجاهل صيانة أجهزة التدفئة ومنافذ من أسباب ارتفاع حالات الاختناق: الحماية المدنية تدعو المواطنين إلى رفع مستوى الحيطة والحذر

دعت مصالح الحماية المدنية المواطنين إلى رفع درجة الحيطة والحذر للوقاية من أخطار الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، للاستعمال العقلاني لأجهزة التدفئة، وأكدت من جهتها منظمة حماية المستهلكين أن أغلب حوادث الاختناقات سببها عدم صيانة هذه الأجهزة، أو عدم استناد العملية إلى مختصين.
رفعت الحماية المدنية من مستوى التحذيرات ضد الاختناقات بغاز أكسيد الكربون بعد عودة الإضطرابات الجوية، وانخفاض درجات الحرارة خلال الفترات المسائية بالمدن الداخلية، وحثت ذات المصالح في بيان لها المواطنين على التزام الحيطة والحذر للوقاية من هذه المخاطر التي تحصد سنويا أرواح عديد الأشخاص.
ونصحت ذات المصالح في بيان لها المواطنين بالاستعمال العقلاني لأجهزة التدفئة، والتقيد بالنصائح الوقائية للحفاظ على الأرواح، مذكرة بأن غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة لا رائحة ولا لون له وهو سام، يظل  يشكل خطرا مستمرا جراء الاستعمال السيء لوسائل التدفئة أو غير المطابقة لمعايير السلامة.
وأكد من جهته الناطق باسم المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين فادي تميم «للنصر» بأن عدد ضحايا غاز أحادي أكسيد الكربون في تزايد مستمر سنويا، وهو يؤدي بحياة عائلات بأكملها، كما يتسبب في حالات شلل وإصابة بأمراض مزمنة للناجين من الموت، وهو ما جعل المنظمة تخصص حملات للوقاية من الاختناقات خلال فصل الشتاء وذلك منذ العام 2017.
وتحضر ذات المنظمة لإطلاق حملة خاصة بهذا الموسم تحت شعار «شتاء دافئ دون حوادث»، بمشاركة مصالح وزارة التجارة والأمن والحماية المدنية، وبحسب المتدخل فإن جل الحوادث المسجلة سنويا ناجمة عن عدم صيانة أجهزة التدفئة او سوء تركيبها بسبب عدم استعانة بعض الأسر بمختصين في المجال، قائلا إن وزارة التجارة قضت تماما في السنوات الأخيرة على الترويج للأجهزة المغشوشة.
كما أرجع المصدر بعض حالات الاختناق بالغاز المحترق المتسرب إلى استعمال أجهزة قديمة بعد اقتنائها من سوق الخردوات، دون إخضاعها للصيانة أو للمعاينة من قبل عامل محترف في مجال الترصيص، فضلا عن انتشار قطع الغيار المغشوشة أو غير الأصلية.
واكد فادي تميم بأن بعض المواطنين يستهينون بخطورة صيانة أجهزة التدفئة وتسخين المياه بطريقة فردية دون اللجوء إلى مختصين، قائلا إن بعض الأسر لا تكترث أصلا لصيانة هذه الوسائل وكذا مخارج الغازات المحترقة قبل استعمالها عند حلول موسم الشتاء.
وستعتمد منظمة حماية حقوق المستهلكين على مختصين في إصلاح أجهزة التدفئة وتسخين المياه خلال الحملة التحسيسية، لتوعية المواطنين بالطرق الصحيحة لصيانة مداخل ومخارج الغازات المحترقة، وسبل الوقاية من الاختناقات، وكذا التحذير من التركيب الذاتي لأجهزة التدفئة والتسخين.
وستخص هذه الحملة المناطق التي شهدت أكبر حالات اختناقات، من بينها المدينة الجديدة بولاية قسنطينة، وكذا المناطق التي تشهد سنويا شتاء باردا من بينها الولايات الداخلية التي تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل محسوس، كما سيقوم مختصون بدراسة أسباب ارتفاع حالات الاختناق بغاز أحادي الكربون في مناطق محددة، مع محاولة البحث عن حلول لها.
وتنصح من جهتها مصالح الحماية المدنية المواطنين بالحرص على عدم انسداد فتحات التهوية بالبيت، مع المراقبة الدورية لهذه المنافذ وكذا قنوات صرف الدخان أو الغازات المحروقة، فضلا عن ضرورة تهوية البيت يوميا لمدة لا تقل عن 10 دقائق على الأقل.
كما تنبه نفس المصالح إلى عدم غلق فتحات التهوية في المنازل خاصة في الأماكن التي تتواجد بها وسائل التدفئة أو سخانات الماء، وبضرورة الصيانة الدورية لهذه الوسائل كذا لقنوات صرف الدخان، محذرة أيضا من استعمال الوسائل التقليدية في التدفئة وآلات الطبخ في الأماكن المغلقة.        
لطيفة بلحاج