وفّر لهم حظوظا متساوية : نظام القائمة المفتوحة يحفّز جميع المتّرشحين على النّزول للميدان

حفز نظام القائمة المفتوحة في الانتخابات التشريعية الذي تضمنه قانون الانتخابات الجديد جميع المترشحين سواء في قوائم الأحزاب أو الحرة إلى تنشيط الحملة الانتخابية والأمل في الظفر بمقعد في البرلمان، بما في ذلك المترشحين الذين يحتلون المراتب الأخيرة في القوائم، بحيث وفق القانون الجديد للانتخابات لم يعد لمتصدري القوائم أفضيلة وحظوظ أكبر في الفوز بمقاعد البرلمان، وسمح نظام القائمة المفتوحة لكل ناخب الحق في اختيار مرشحه المفضل دون الأخذ بعين الاعتبار درجة الترتيب في القائمة، وهذه الصيغة الجديدة للتصويت جعلت كل المترشحين ينشطون الحملة الانتخابية بغض النظر عن درجة الترتيب، وذلك على عكس الانتخابات السابقة، حيث كانت بعض الأسماء المرشحة تدرج من أجل ملأ القوائم فقط، كما لا يقوم المترشحون في غير المراتب الأولى بتنشيط الحملة الانتخابية لحظوظهم الضئيلة في الفور بمقعد في البرلمان.
ووفق نظام القائمة المفتوحة اعتمدت بعض الأحزاب والقوائم الحرة إستراتيجية التوازن في الترشيحات، حيث تم التركيز على توزيع المترشحين على مناطق مختلفة لإيجاد التوازن في القائمةوفق التوزيع الجغرافي والجهوي للولاية.
 وما ميز الحملة الانتخابية في أيامها الأولى الأنشطة الجوارية التي يقوم بها المترشحون بشكل فردي في الأحياء، والتركيز على المناطق التي ينحدرون منها، حيث يملكون حظوظا أكبر في كسب أصوات الناخبين بهذه المناطق، ويلاحظ ببعض الولايات تخلي المترشحين خاصة القوائم الحرة عن القاعات المغلقة لتنشيط الحملة الانتخابية والتركيز على العمل الجواري مع اختيار المناطق بشكل دقيق ومدروس، كما ساهم نظام القائمة المفتوحة في خلق تنافس كبير بين المترشحين سواء بين القوائم المختلفة أو بين مترشحي القائمة الواحدة، ويبقى المترشح الذي يستقطب أكبر عدد من الناخبين الأوفر حظا في الظفر بمقعد في البرلمان بغض النظر عن ترتيبه في قائمة الحزب أو القائمة الحرة.
في سياق متصل اعتمد المترشحون لتشريعات 12 جوان القادم على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك لكسب أصوات الناخبين خاصة فئة الشباب، حيث طغت خلال هذه الأيام صور المترشحين على الفضاء الأزرق، ونفس المشاهد التي تعرفها الحملات الانتخابية الميدانية وتنشيط كل مرشحي القائمة الواحدة الحملة الانتخابية التي فرضها عليهم نظام القائمة المفتوحة، تتكرر  نفس المشاهد في الحملات الانتخابية الافتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث الترويج للمترشحين الذي يشهده الفايسبوك يتم بشكل فردي، بحيث كل مترشح يستغل حسابه في الفايسبوك أو حسابات مؤيديه للترويج لشخصه بشكل أكبر من الترويج للقائمة التي ينتمي إليها أو الحزب الذي يرشحه.
من جهة أخرى تركزت أغلب خطابات ومضامين المترشحين خلال الأيام الأولى للحملة الانتخابية على إحداث التغيير في الجزائر الجديدة والمساهمة في معالجة مشاكل المواطنين ونقل انشغالاتهم للحكومة والمسؤولين المحليين.
نورالدين ع