الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

في مسيرة شعبية جابت الشوارع : آلاف المـــواطنيــن يستعيـــــدون ذكــــرى مجـــــازر سطيــــــــف


نظم، صبيحة أمس، الآلاف من المواطنين مسيرة شعبية تخليدا للذكرى 76 من مجازر الثامن ماي 1945، والتي راح ضحيتها 45 ألف شهيد سقطوا غدرا على يد الاستعمار الفرنسي بعدد من المدن، وعلى رأسها سطيف وقالمة وخراطة.
وكانت الاحتفالات فرصة للتأكيد مجددا أن ذاكرة الجزائريين تأبى نسيان ما تعرض له الأجداد والآباء من جرائم ضد الإنسانية، كان من ورائها جيش الاحتلال الفرنسي الذي اغتصب الأراضي الجزائرية ظلما منذ سنة 1830.
وقد انطلقت المسيرة من أمام مسجد أبو ذر الغفاري (مسجد محطة القطار سابقا-حي لانقار)، حضرها كل من الأمين العام لوزارة المجاهدين و ذوي الحقوق، العيد ربيقة، والمستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، والأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، خالفة أمبارك، و رئيس جمعية 8 ماي 1945، عبد الحميد صلاقجي، وكذا السلطات المحلية المدنية والعسكرية لولاية سطيف وحتى الأسرة الثورية وحشد كبير من المواطنين.
واتخذت المسيرة الشعبية نفس المسار الذي قطعه الشهيد سعال بوزيد ورفاقه، يوم الثامن ماي من سنة 1945، حيث مر الموكب عبر الشارع الرئيسي 1 نوفمبر 1954، ليصل بعدها إلى النصب التذكاري «سعال بوزيد»، والذي تم تشييده في ذكرى استشهاد أول شهيد سقط خلال تلك الأحداث الدامية.
وعمد عناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى حمل العلم الوطني مرددين الأناشيد الوطنية، مع تشكيل مربعات في مقدمة المسيرة، وعند الوصول إلى نقطة النصب التذكاري قدم عناصر الكشافة تمثيلية رائعة تحاكي بالضبط ما حدث في ذلك الثلاثاء الأسود الدامي، في صور أعادت إلى أذهان آلاف الجزائريين ما وقع بالضبط قبل 76 سنة من أحداث إجرامية في حق الإنسانية، لأن ما فعله الشعب الجزائري في ذلك اليوم بعدد من المدن الجزائرية، هو مجرد مسيرة سلمية، كان الهدف منها إعادة تذكير فرنسا بالوعود التي قطعتها اتجاه الشعب الجزائري، بالموافقة على نيل استقلاله الوطني، لكن فرنسا الاستعمارية قابلت تلك المسيرات السلمية بوحشية كبيرة، من خلال قتل الآلاف من الشعب الأعزل والتنكيل بهم.
وكانت المسيرة فرصة من أجل تجديد الشعب الجزائري تأكيده أن ذاكرته الجماعية لن تنسى ما فعلته فرنسا الاستعمارية، التي ارتكبت إحدى أكبر المجازر في التاريخ المعاصر.
ولم تقتصر الاحتفالات بهذا اليوم التاريخي على مدينة سطيف فقط، بل أحيت جميع بلديات عاصمة الهضاب العليا هذه الذكرى، من خلال تنظيم الكثير من النشاطات والندوات التاريخية، ووضع إكليل الزهور على مقابر الشهداء والترحم عليهم، نظير ما قدموه في سبيل استقلال هذا الوطن.
وقال الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، على هامش مشاركته في المسيرة الشعبية، إن مجازر الثامن ماي ورغم بشاعتها وآلامها، غير أنها أحيت في النهاية آمال الشعب الجزائري، من خلال المرور من مرحلة النضال في الحركة الوطنية إلى الكفاح المسلح، ما سمح بعد سنوات من الجهاد من طرد الاستعمار الفرنسي ونيل الاستقلال الوطني.
وبدوره فقد أكد رئيس مؤسسة الثامن ماي، عبد الحميد سلاقجي، أن المجازر كانت فعلا جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها مؤسسات الدولة الاستدمارية، داعيا إلى مواصلة الدعوة في تجريم الفترة الاستعمارية، مع المطالبة في نفس الوقت بتعويض ضحايا المجازر بعد مرور 76 سنة من حدوثها.
ومباشرة بعد نهاية المسيرة الشعبية، توجهت السلطات الرسمية إلى دار الثقافة «هواري بومدين»، من أجل متابعة فيلم وثائقي جديد حول تلك المجازر، مع إلقاء الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حول هذه المناسبة، قبل أن تختتم احتفاليات اليوم الوطني للذاكرة المصادف للذكرى 76 من مجازر الثامن ماي، بتكريم عدد من المجاهدين وعائلات الشهداء من مدينة سطيف.
أحمد خليل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com