فيما احتلت الولاية المرتبة التاسعة وطنيا في إصابات كورونا: إقبـــــال مخيـــف للعـــائلات و الشبــــاب علـــى الغــابـــــات بقسنطينـــــة

تجمعت مساء أول أمس، عشرات العائلات بغابات تقع بقسنطينة، هروبا من الحجر المنزلي باتجاه فضاءات مفتوحة، حيث عجت غابتا البعراوية وجبل الوحش بالمواطنين، معرضين بذلك أنفسهم لعدوى فيروس كورونا الذي تسبب في وفاة 9 أشخاص بالولاية.
و بغابة البعراوية لاحظنا تجمعات كبيرة للعائلات والشباب و هم يجلسون على مسافات متقاربة في ذلك الفضاء المفتوح و في منظر يشبه ما نراه على شاطئ البحر خلال فصل الصيف، حتى أن حظيرة السيارات كانت ممتلئة عن آخرها كما ركنت أكثر من 100 سيارة بالحظائر المحيطة بالمرفق.
وكانت هناك عائلات مكونة من 4 أفراد على الأقل، متجمعة على مائدة واحدة من أجل تناول الشاي و القهوة وبعض الحلويات، مبررين ذلك بمحاولة التخلص من الضغط النفسي بعيدا عن إحصائيات المصابين والوفيات جراء وباء كورونا، كما كان عشرات الشباب يمارسون الركض و مختلف الرياضات داخل الغابة.
وانتشرت العائلات على طول الطريق الرابط بين الحدود الجنوبية لمدينة الخروب والمقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث أقبلت على المساحات الخضراء حتى تلك التي لم تكن تستقطب المواطنين من قبل، كما عرفت حواف الطريق ركن مئات السيارات ولمسافات طويلة بداية من محور الدوران المؤدي إلى صالح دراجي وصولا إلى القرية الحمراء.
كما توافد عدد معتبر من المواطنين على غابة جبل الوحش وتحديدا بالبحيرات الواقعة بها، حيث كانت جل المساحات مكتظة بالعائلات التي اتخذت من الأشجار محطة لها للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، لكن دون مراعاة الخطر المحدق الناجم عن فيروس كورونا، حيث لم تُحترم مسافات الأمان و تجمع أطفال على مسافات قريبة و لعب بعضهم كرة القدم، ما قد يسهل من انتقال الفيروس من طفل إلى آخر و بالتالي إلى أفراد عائلاتهم.
واستثمر بعض الباعة الفوضويين في إقبال العائلات على غابة البعراوية، حيث شكلوا صفوفا طويلة من الطاولات بها مختلف أنواع الخضار والفواكه، و ذلك على مسافة تقارب 100 متر، كما كان الإقبال كبيرا عليهم من طرف العائلات التي وجدت نفسها في رحلة استجمام وتسوق في نفس الوقت.
يأتي هذا في وقت يعيش سكان قسنطينة حالة من الخوف بعد ارتفاع عدد المصابين على مستوى الولاية، حيث جاء أمس في الأرضية الرقمية لمركز تنمية للتكنولوجيات المتطورة، أن عاصمة الشرق أصبحت تحتل المركز التاسع وطنيا من حيث عدد الحالات المؤكدة والتي وصلت إلى 57 فيما توفي 9 أشخاص إلى غاية أول أمس، وهي أرقام جعلت عشرات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدون بشدة عدم الالتزام بالحجر المنزلي.
حاتم/ب