الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

النصر زارت ميناء الصيد البحري بالقل أثناء الحجر الصحي : كورونا يقلب معادلة سوق السردين و يحيل بحارة على البطالة


عاد مهنيو الصيد البحري و البحارة، إلى النشاط بميناء الصيد البحري بالقل غرب ولاية سكيكدة بقوة، بعد القرار الوزاري الذي استثنى نشاط الصيد البحري و تربية المائيات و بيع السمك من إجراءات الغلق، نتيجة لتنظيم تدابير مواجهة تفشي فيروس كورونا ( كوفيد 19).
و عاد معهم المنتوج السمكي بقوة في الأسواق المحلية بالقل، ما جعل العائلات القلية تتذوق أطباق السردين التي زينت موائدها بعد طول انقطاع، بسبب غلاء الأسعار و ندرة المنتوج في الأشهر الماضية، تزامنا مع دخول البحارة في إضراب عن العمل، للمطالبة بتحسين ظروف العمل.
النصر زارت ميناء الصيد البحري بالقل و وقفت على نشاط البحارة في أيام الحجر الصحي الجزئي على ولاية سكيكدة.
إعادة النظر في آليات الصيد  
أجبر انتشار فيروس كورونا و التدابير الوقائية و الاحترازية المتخذة للحد منه، البحارة و أصحاب قوارب و سفن الصيد، على إعادة النظر في طريقة العمل و آليات النشاط.
 حيث أكد رئيس جمعية الصيادين فوزي برجم في حديث للنصر، على أن التدابير الجديدة تحتم على كل مالك سفينة صيد، تقليص الطاقم إلى حدود النصف تقريبا، فمثلا سفينة ذات طاقم يتكون من 20 بحارا، يتحتم عليه التقليص إلى 12 بحارا و هو ما يحيل عددا كبيرا من البحارة على عطلة إجبارية تدخلهم دائرة العوز و أصبحوا ينتظرون الحصول على المساعدات الغذائية مثلهم مثل بقية العائلات الفقيرة من مساعدات البلدية و المحسنين.
كما يتحتم على البحارة قبل بداية النشاط، لبس الكمامات و القفازات و ألبسة معقمة و احترام مسافة الأمان بين الأشخاص أثناء العمل، كما يتم تعقيم السفينة قبل كل رحلة صيد و عند الرسو مجددا في الميناء، فيما يمتد نشاط البحارة في الفترة الليلية بين الساعة السابعة مساء إلى السابعة صباحا، فيما يمنع دخول غير المنتسبين للنشاط البحري، إلى فضاء الميناء و تزامن وجودنا في الميناء، مع تواجد عناصر من الحماية المدنية رفقة عمال الميناء، يقومون بعملية تعقيم واسعة.
كورونا يعيد السردين الممتازة من إسبانيا إلى القل
 دخولنا إلى الميناء، كان في ساعة متقدمة من الصباح، من أجل انتظار عودة قوارب و سفن الصيد، التي كانت هذه المرة محملة بمنتوج وفير، أسعد البحارة بعد فترة طويلة من توقف النشاط و جعل السوق المحيلة للسمك ينتعش بوفرة في المنتوج، خاصة الأسماك الزرقاء من نوع السردين و هو ما أدى إلى انخفاض الأسعار و سقوطها من 600 دج للكيلوغرام إلى 350 دج للكيلوغرام و سمح بذلك للعائلات ذات الدخل الضعيف، الحصول على هذه المادة الأساسية في تغذيتهم، فيما تبقى الأسماك البيضاء مرتفعة الأسعار نسبيا و عن وفرة المنتوج السمكي هذه الأيام، أكد أحد البحارة، على أن توقف عمليات المضاربة و تحويل المنتوج إلى أسواق الولايات المجاورة، جعل أغلبه يحول إلى الأسواق المحلية.
 و تحدث البعض من البحارة عن عودة نوع من السردين الممتازة اسمها العلمي
"Sardina Pilchardus" ،  التي كانت نادرا ما تتواجد  بسواحل القل و تشتهر بها السواحل الاسبانية و في سؤالنا عن السبب في عودة هذا النوع من السردين،  أكد أحد البحارة له خبرة مهنية طويلة، على أن هذه الأسماك من نوع السردين، موطنها الأصلي في سواحل إسبانيا و تكون قد انتقلت هذه الأيام من سواحل إسبانيا إلى سواحل القل، تزامنا من تفشي فيروس كورونا بقوة في إسبانيا و كذا في إيطاليا و نظرا لتوقف رحلات الصيد بسبب إجراءات الحجر الصحي  هناك، ما سمح بتكاثرها و انتقالها إلى سواحل القل بحثا عن الغذاء.
فيما استبعد البعض هذه الفرضية جملة و تفصيلا و منهم، عمي عبد الرزاق، خبير في شؤون البحر و البحارة، حيث أكد على أن وفرة المنتوج هذه الأيام، كان لعدة أسباب، منها أن البحارة في ميناء القل، كانوا قد دخلوا في إضراب و توقفوا عن النشاط لعدة أسابيع، قبل انتشار فيروس كورونا و بعد انتشاره واصلوا التوقف عن النشاط، قبل السماح لهم مؤخرا بالعودة و باعتبار أن هذه الفترة هي موسم النشاط البحري، فإن توقف نشاط البحارة، سمح بإكمال الأسماك لمرحلة التكاثر و النضج و ارتفع بذلك عدد الأسماك ذات الحجم التجاري الذي يفوق 11 سنتيما، بعكس السنوات الماضية، حيث كانت فوضى في الصيد و عدم احترام الراحة البيولوجية للأسماك و كذا المضاربة و تهريب المنتوج الذي تسبب في الندرة و غلاء الأسعار، موضحا بأن حركة الأسماك و تنقلاتها تخضع للتيارات البحرية و أماكن تواجد الغذاء و كذا هدوء السواحل و عدم  تلوثها.
مشاكل بالجملة و البحر لم يعد مصدرا للرزق
من جهة ثانية، طرح البحارة أثناء حديثهم عن الظروف السيئة التي يعيشونها منذ سنوات و التي كانت سبب الإضراب في وقت سابق، حيث أكد البعض منهم على أن البحر لم يعد يؤمن مصدر قوت أسرهم، حيث بدأ الكثير منهم يغير الوجهة ناحية مهنة أخرى تضمن العيش، خاصة و أن مهنة الصيد البحري أدخلت عائلات البحارة ضمن العائلات المعوزة، بالنظر للمتاعب المالية التي تلاحق أصحاب قوارب الصيد و السفن و انعكاساتها على البحارة.  
كما لا تزال مدينة القل لا تتوفر على سوق للسمك بالمعايير المطلوبة، حيث مازال السمك يباع في الطرقات و جاءت تدابير و إجراءات تفادي انتشار وباء فيروس كورونا، لتمنع البيع خارج المحلات، فيما بقيت بعض المحالات غير مهيأة يقوم أصحابها بالبيع في ظروف سيئة و حتى المسمكة الموجودة في الميناء و التي صرفت عليها مبالغ ضخمة، لا تتم فيها عملية بيع الأسماك و تحولت إلى هيكل بلا روح و فضاء لوضع أغراض البحارة فقط و هو ما جعل سوق السمك بالقل يعرف فوضى عارمة، في انتظار إعادة الترتيب.            روبورتاج: بوزيد مخبي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com