في لقاء لإطارات حزب طلائع الحريات بوهران

دعـوة لإشـراك الأحـزاب في  مشـاورات تعـديل الدستـور
قال رئيس حزب طلائع الحريات بالنيابة سعدي عبد القادر، أمس السبت، إنه كان يحبذ لو تم إشراك الأحزاب السياسية في المشاورات الجارية حول تعديل الدستور، والتي طالب بترقيتها لمستوى حوار، حتى يكون لها إطار تنظيمي ويكون برنامج اللقاءات محددا ومضبوطا وجدول الأعمال واضحا، مبرزا أنه إذا تم استدعاء تشكيلته السياسية للحوار فإنه سيستجيب، وثمن سعدي قرار رئيس الجمهورية بتجريم خطاب الكراهية، مشيرا أنه جاء في وقته.
أكد السيد سعدي عبد القادر بمقر الحزب في وهران، خلال إشرافه على أول لقاء جهوي لإطاراته، تحضيرا لمؤتمر الحزب المنتظر عقده خلال السداسي الأول للسنة الجارية، أن مثل هذه المشاورات المتعلقة بتعديل الدستور، كان يتوقع منها أن تبدأ مع الأحزاب السياسية وليس الخبراء، لأنه في تصور طلائع الحريات فإن الأزمة التي تمر بها البلاد هي أزمة سياسية، وأيضا لأن الأحزاب لها نظرة شاملة وواسعة، ثم يأتي المجتمع المدني وبعدها الشخصيات، حسب تأكيده، وهو الترتيب الذي قال عنه سعدي أنه موجود في بنود برنامج الرئاسيات الماضية، التي ترشح لها رئيس الحزب المستقيل علي بن فليس.
وفي ذات الصدد، قال المتحدث إن حزب طلائع الحريات شارك ثلاثة مرات في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي له من الخبرة ما يؤهله لإثراء هذا التعديل الدستوري، خاصة القضاء على الشخصنة من أجل التوجه لبناء دولة المؤسسات، وأوضح سعدي في رده على أسئلة الصحافة، أنه لم تتضح رؤيته السياسية بعد، وأنه يرافع من أجل نظام شبه رئاسي، حتى يكون لرئيس الحكومة المنبثق عن البرلمان صلاحيات أوسع.
أما عن الحراك الذي قال عنه إنه جاء نتيجة تراكمات على مدار 20 سنة الماضية، فإن وجهة نظر رئيس حزب طلائع الحريات بالنيابة، ترتكز على ضرورة تأطير الحراك حتى لا يكون هناك انزلاق، مؤكدا بأن المسيرات بدأت سلمية قبل حوالي سنة وواصلت على نفس النهج، ولكن وفق المتحدث فإن أطرافا سياسوية تستولي عليه وتطبعه بخلفيات مختلفة، مما قد يبعده عن مسار المطالب، التي خرج من أجلها المواطنون، خاصة مكافحة الفساد ومطالب التغيير وإرساء الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، حسب ما أضاف.
وفي شق آخر، أوضح سعدي أن تشكيلته السياسية ترفض مقترح استغلال الغاز الصخري بالنظر للمخاطر المتنوعة التي ستنجم عنه، مبرزا أن حزبه سبق وأن أجرى دراسة مع خبراء وأظهرت جوانب المخاطر على البيئة والإنسان، بالإضافة لكون استغلال الغاز الصخري، ليس أولوية حاليا، على حد تأكيده، وأنه سيكرس نمط الاعتماد على الريع الطاقوي لباطن الأرض، مدافعا في الوقت نفسه على ضرورة استغلال الطاقات البديلة وخاصة الشمسية وطاقات أخرى صديقة للبيئة، مشيرا في نفس السياق أنه يجب فتح حوار معمم وشامل حول هذا الملف الإستراتيجي، ومن أجل الإقلاع الاقتصادي، الذي اعتبر أن محركه هو الرقمنة الشاملة، كما تطرق سعدي لعدة مواضيع منها القضية الليبية وما يسمى بصفقة القرن لتقسيم فلسطين.
للعلم، يعد لقاء وهران أمس، الانطلاقة لتنظيم لقاءات جهوية أخرى بالعاصمة وقسنطينة وورقلة وبشار، من أجل هيكلة الحزب وضبط الأمور التنظيمية والهيكلية في القواعد تحضيرا للمؤتمر الذي قال عنه سعدي، أن عقده في جوان المقبل بالتزامن مع انتهاء العهدة الماضية، متوقفا على حل الأزمة المالية في الحزب، معتبرا اللقاءات الجهوية التنظيمية، هي أيضا من أجل دراسة تموقع الحزب في الخريطة السياسية القادمة، و كيفية تواجده في المجالس المنتخبة من البرلمان لغاية البلدية، علما أن طلائع الحريات ليس له لحد الآن منتخبين في البرلمان.
بن ودان خيرة