الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

الجزائر تنتقد عملية سرفال في مالي و التدخل في ليبيا: خبراء الإرهاب الجديد يهدد الجزائر و لابد من قراءته بطريقة أخرى

انتقد اللواء محمد قايدي من وزارة الدفاع الوطني عملية «سرفال» العسكرية التي قامت بها فرنسا في مالي والتدخل العسكري الغربي في ليبيا، وقال أنهما فاقما من حدة الإرهاب وزادا من تهديداته في منطقة الساحل، وحذّر من أن ما يجري في ليبيا يهدّد فعلا أمن الجزائر، بينما كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن وزارته رصدت وثائق ومطويات تؤكد وجود قوى تكفيرية تدخلت في غرداية لإشعال الفتنة عبر إقناع المالكية بأن الإباضية خوارج وليسوا مسلمين.

نظم المجلس الشعبي الوطني أمس بنادي الجيش بالعاصمة يوما برلمانيا تحت عنوان» مكافحة الإرهاب الدولي الجديد ..القواعد والآليات» بحضور مختصين وخبراء وضباط سامين من الجيش الوطني الشعبي والأمن الوطني ونواب من الغرفتين، وفي مداخلة له بعنوان» التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب والأعمال التخريبية» انتقد اللواء محمد قايدي من وزارة الدفاع الوطني بشدة عملية «سرفال» العسكرية التي نفذتها فرنسا في مالي، وكذا التدخل العسكري الغربي في ليبيا، وقال أنهما فاقما من حدة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل وزادا من انتشار السلاح.
وبالنسبة لممثل وزارة الدفاع الوطني، فإن العمليتين غيرتا من خارطة التهديد الإرهابي في المنطقة بحيث انتقل من الشمال إلى الجنوب، و اعتبر أي تدخل لا يزيد الأمور إلا تعقيدا، ورافع من أجل الحل السياسي لأي معضلة والحوار بين أبناء الوطن الواحد» اقتنعنا بأن أي تدخل إلا و وراءه خراب بما فيها تدخل دولة عربية في دولة عربية ولو بالأفكار فقط»، وبرأي المتحدث فإن الانتصار على الإرهاب لابد أن يأتي بالقوات المحلية لأي دولة وبقوات الأمن والشعب فيها، ومحاربة الإرهاب لابد أن تكون في إطار مقاربة شاملة تلتحم فيها الخيارات العسكرية الأمنية بالخيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
اللواء محمد قايدي وخلال استعراضه مراحل التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، كشف عن تنظيم ندوة دولية حول مكافحة الإرهاب في شهر جويلية بالجزائر، و قال أن التجربة الجزائرية في هذا المجال أصبحت مطلوبة من كل الدول، لأنها قائمة على حلول أمنية وسياسية( المصالحة الوطنية) وخطط اقتصادية واجتماعية وثقافية.
وقال قايدي مطمئنا، أن عدد الإرهابيين المتبقين يعد ببضعة عشرات فقط، وعلى الشعب الجزائري الإطمئنان لأننا لن نعود للمراحل السابقة، وتحدث عن التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها البلاد وبخاصة التي تقع على عاتق الجيش الوطني الشعبي لأنه في ظل الظروف الإقليمية التي خلفتها الحرب في ليبيا ومالي أصبح الجيش مكلفا بحماية أكثر من 6500 كلم من تونس إلى المغرب، وقال أن الجيش الجزائري رافق ويرافق الجيش التونسي في مجال مكافحة الإرهاب، وقد كون إطارات من الجيش التونسي ودعمه بالوسائل فضلا عن الدعم الاستخباراتي وقد وصل التعاون بينهما في الوقت الحالي إلى التعاون التكتيكي.
ونفس الشيء بالنسبة للنيجر، وهي دولة ضعيفة ماديا وجيشها ضعيف، وكذلك مالي، منتقدا في السياق التدخلات والضغوط الخارجية الممارسة على هذين الدولتين، وقال أن المجموعات التي لم توقع بعد على اتفاق السلام في مالي تخضع لتدخلات ومصالح خارجية.
أما بالنسبة للمغرب التي للجزائر معها حدود بطول 1739 كلم، فإن المخدرات التي تدخل من هذا البلد تغدي الإرهاب وقد أخذت هذه الحدود من الجيش الوطني الشعبي قواتا كبيرةكان من المفروض توجيهها لمكافحة الإرهاب، وخلص ممثل وزارة الدفاع الوطني إلى أن أمتنا لا تزال مهددة بالإرهاب الدولي الجديد، والتدابير الأمنية ضرورية لمواجهته لكن يستوجب تدعيمها بالحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأن الأمن الوطني قضية الجميع.
وخلال عرضه تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي، أعطى اللواء قايدي بعض الأرقام المتعلقة بظاهرة الإرهاب والخسائر التي سببتها للبلاد، فكشف أن عدد الإرهابيين في نهاية التسعينيات كان يقدر بـ 30 ألفا، 17 ألفا منهم سلموا أنفسهم في إطار تدابير الوئام والمصالحة الوطنية، كما كشف أن الإرهاب سبب خسائر مادية للبلاد تتراوح بين 30 إلى 40 بليون دولار، ودمر ما يقارب 5 آلاف وحدة اقتصادية، وحرق ما يقارب 1000 مدرسة وجامعة وتسبب في مقتل 100 ألف شخص في ذلك الوقت.
أما البروفيسور محند برقوق، أستاذ العلاقات الدولية ومستشار رئيس المجلس العشبي الوطني فقد نبه إلى أننا اليوم أمام ظاهرة جديدة وأمام تهديد إرهابي جديد، بل نحن أمام شيء جديد، وقال أن الجزائر وبعد 20 سنة في مجال مكافحة الإرهاب لا يمكن إلا أن توصف «بدولة الأمن والمناعة»، ودعا إلى ضرورة عدم قراءة الإرهاب الدولي الجديد بنفس التوصيف الذي قرأنا به الإرهاب سابقا.
وأجمع الكثير من المتدخلين في هذا اليوم البرلماني على أن الإرهاب لا دين ولا هوية له وهو إيديولوجية قائمة على التطرف وعابرة للأوطان، وأصبح ينتشر في الوقت الحالي عن طريق وسائط الاتصال بشكل كبير ( الإنترنيت)، والإسلام بريء كل البراءة منه، ودعوا إلى محاربة الإرهاب الدولي الجديد والتطرف بمقاربة شاملة تتضمن العديد من المستويات.
محمد عدنان

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com