الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

هزيمة أخرى تكشف حقيقة الأزمة: الخضـر يواصلون السقــوط الحــر

جسدت الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني سهرة أول أمس أمام منتخب جزر الرأس الأخضر الوضعية التي آل إليها الخضر، والتي بلغت أدنى المستويات على الصعيدين القاري والعالمي، كنتيجة حتمية للسقوط الحر، الذي بدأت مراحله بانطلاق تصفيات مونديال روسيا في سبتمبر 2016، مرورا بدورة “كان 2017”، وعلى مدار 20 شهرا.
وبصرف النظر عن ردود الفعل العنيفة التي خلفتها هذه الهزيمة، خاصة بتصاعد موجة الغضب على الناخب الوطني رابح ماجر، وحتى رئيس الفاف خير الدين زطشي، فإن الانهزام داخل الديار أمام منافس من القارة السمراء، أمر لم يحدث سوى مرة واحدة منذ 2007، وكان ذلك بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة في سبتمبر 2017 أمام زامبيا، دون الأخذ في الحسبان الهزائم في الوديات أمام صربيا في مارس 2010 وكذا على يد البوسنة في نوفمبر 2013، لأن حجم المنافسين في تلك الفترة يحجب الرؤية عن النتائج الفنية، فضلا عن تواجد الخضر في ثوب المنتخب “المونديالي”.
خرجة النخبة الوطنية أمام الرأس الأخضر جسدت حالة الإفلاس التي بلغتها، لأن المنافس منتخب “مجهري”، نشط فعاليات العرس القاري في نسختين، رغم أنه كان قريبا من نهائيات كأس العالم في مناسبتين، لكن هذا المنافس قدم إلى الجزائر بترسانة من الاحتياطيين، على اعتبار أن مدربه البرتغالي روي أغواش كان يفكر أيضا في الودية الثانية التي سيجريها اليوم بالبرتغال ضد منتخب أندورا، وقد ترك 15 عنصرا في حالة استرجاع بلشبونة، وأعفاهم من التنقل إلى الجزائر، ومع ذلك فإنه تمكن من الاستثمار في معاناة الخضر والعودة بفوز يعد تاريخيا بالنسبة لهذا المنتخب، لأن هذه المواجهة هي الخامسة في تاريخ المنتخبين، ولم يسبق لمنتخب “الكاب فيردي” الانتصار على الجزائر إطلاقا، كما أنها المرة الأولى التي ينجح فيها لاعبوه في تسجيل هدف بالأراضي الجزائرية، لأن مصيره في الخرجتين السابقتين كانت بتلقي الهزيمة بثنائية نظيفة، وذلك في أفريل 2000 وكذا مارس 2007.
هزيمة أمس الأول هي الثانية على التوالي للمنتخب الوطني، وقد شاءت الصدف أن تكون في نفس الإطار، لأن الأمر يتعلق بسلسلة من المباريات الودية، بعد تلك التي تلقاها الخضر أمام إيران، ولو أن هزيمة منتخب المحليين منذ أسبوعين ضد السعودية كانت قد عجلت باعفاء ماجر من قيادة هذا المنتخب، وتفرغه التام للمنتخب الأول، لكن المعطيات الميدانية سارت في الاتجاه المعاكس، والقاطرة حادت مجددا عن السكة، بتكبد هزيمة مفاجئة، جعلت صاحب “الكعب الذهبي” يجلس على كرسي قاذف، ومستقبله على رأس العارضة الفنية لن يكون مرهونا بنتيجة الودية القادمة ضد البرتغال، والمبرمجة سهرة الخميس المقبل، ولو أن الطاقم الفني الحالي كان قد تسلم المشعل في سبتمبر الفارط، وعاين التشكيلة بالكاميرون، ثم كانت خرجته الرسمية الأولى في ختام تصفيات مونديال روسيا، بالتعادل مع نيجيريا، ليكون الفوز على إفريقيا الوسطى بثلاثية نظيفة في نوفمبر الماضي ثاني انتصار تحرزه النخبة الوطنية طيلة 16 شهرا، بعد ذلك المحقق في جوان 2017 على حساب الطوغو في الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى دورة “كان 2019” المقررة بالكاميرون.
وانطلاقا من هذه المعطيات يمكن القول بأن الكرة الجزائرية عادت إلى نقطة الصفر بتراجع المنتخب إلى أدنى المستويات، بعد فترة “ذهبية”، وهو “سيناريو” مستنسخ من ذكريات ماضية، كما حدث في “زينغشور” 1992، ثم في الفترة الانتقالية لبداية الألفية الجارية، لأن السقوط الحر كان قد بدأ في عهد راييفاتس، لما تم فسح عقده في سبتمبر 2016 ، ثم كانت دورة “كان 2017” المنعرج الحاسم الذي مكن الجزائريين من الوقوف على حقيقة التراجع، وما خلفته تلك النكسة من انقلاب في المنظومة الكروية الوطنية، ورياح التغيير التي هبت لم تكن كافية لاحداث الإقلاع الذي راهن عليه ملايين الجزائريين، فأصبحت المشاركة في دورات “الكان” حلما قد يصعب تجسديه ميدانيا، في ظل الانهزام أمام الرأس الأخضر، بعدما كان الخضر ضمن منشطي المونديال.
 ص / فرطـاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com