الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

257 ضحية في تحطّم طائرة عسكرية ببوفاريك: الفـاجـعــــة

خلف حادث سقوط طائرة عسكرية بالقرب من القاعدة الجوية ببوفاريك بولاية البليدة 257 قتيلا، من بينهم 10 أشخاص من طاقم الطائرة، كما سجلت إصابة شخص واحد بجروح، ويتعلق الأمر بحارس لأحد البساتين المجاورة الذي يبلغ من العمر 36 سنة كان بمحاذاة مكان وقوع الحادثة، والذي أصيب بجروح في أنحاء مختلفة من الجسم بعد إصابته بشظايا حطام الطائرة وحول إلى مستشفى فرانتز فانون لتلقي العلاج.
في حدود الساعة السابعة وخمسة وخمسين دقيقة (07:55) من صباح أمس استيقظ سكان مزرعة كريتلي مختار المعروفة بحي بريسوني الواقعة على بعد أمتار فقط عن القاعدة الجوية ببوفاريك على وقع سقوط طائرة من نوع « ايلوشين 76»، كانت متوجهة من المطار العسكري ببوفاريك نحو بشار ثم تندوف، وكانت  تقل على متنها 257 راكبا أغلبهم من العسكريين وعائلاتهم.

ومباشرة بعد الواقعة تصاعدت ألسنة الدخان من مكان الحادث المحاذي للطريق السريع الرابط بين البليدة والعاصمة، كما تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات التقطت من الطريق السريع لمشهد سقوط الطائرة التي ارتفعت في السماء، بعد أن اشتعلت فيها النيران، ثم سقطت سقوطا حرا على الأرض في مكان غير مأهول، واندلعت فيها النيران بكثافة، ويظهر فيديو لمشهد سقوط الطائرة أن العثور على ناجين منها يبدو شبه مستحيل.
كما أن الكارثة كانت ستكون أكبر لو سقطت الطائرة على الحي المحاذي للقاعدة الجوية ببوفاريك المعروف بحي بريسوني، بحيث أن موقع الحادثة يفصله عن الحي أمتار فقط،  ولحسن حظ  السكان فإن سقوط الطائرة كان في مكان غير مأهول.
المشهد كان مروعا وجثث الضحايا ملقاة في كل مكان
مباشرة بعد وصولنا إلى عين المكان، كان لنا حديث مع عدد من شهود العيان من سكان الحي المجاور لمكان سقوط الطائرة يوم الأربعاء الأسود، ويذكر أحد المواطنين الذي شاهد الحادثة من بدايتها أنه كان بمنزله الذي يبعد بحوالي 300 متر عن مكان سقوط الطائرة، ويقول بأنه سمع انفجارا قويا، ولما خرج مسرعا وجد دخانا كثيفا والنيران تتصاعد في السماء، ويقول بأنه اقترب رفقة عدد من السكان الآخرين من مكان الحادث، لكن المشهد حسبه كان فظيعا ولا يمكن تصوره، بحيث الدخان الأسود يغطي المكان والنيران تتطاير في مشهد تراجيدي، ويقول محدثنا بأن الأسوأ من كل ذلك هو جثث الضحايا المتفحمة والمترامية في كل مكان، كما أن بعض الجثث تحولت إلى أشلاء، وكان جمعها أمرا صعبا، بل وحتى النظر إليها.
ونفس المشهد رصده لنا شاهد عيان آخر الذي يؤكد بأنه لم يشاهد في حياته مشهدا مماثلا، ويقول بأنه لم يتمكن من مواصلة رؤية هذه المشاهد لجثث متفحمة وأشلاء منتشرة في كل مكان، واضطر أمام هول ذلك لمغادرة المكان، كما يذكر شهود العيان بأن الصدمة كانت قوية، لدى عناصر الجيش الوطني الشعبي بالقاعدة الجوية ببوفاريك، بحيث شاهدوا جنودا يقفزون من أسوار القاعدة الجوية لنجدة زملائهم، في حين أن حجم الكارثة كان كبيرا، ولم يسجل نجاة أي شخص، باستثناء الحارس الذي كان بمحاذاة مكان الحادث، وأصيب بشظايا من حطام الطائرة، ونقل إلى مستشفى فرانتز فانون لتلقي العلاج، وهو من أحد سكان مزرعة كريتلي المختار.
وفي نفس الوقت قفز العديد من أصحاب السيارات من الطريق السريع لنجدة الضحايا.
قائد الطائرة اتخذ موقفا بطوليا وجنب السكان كارثة
يذكر سكان حي بريسوني بأن قائد الطائرة الذي كان من بين ضحايا الحادث وهو طيار يقيم بالحي العسكري ببلدية أولاد يعيش، اتخذ موقفا بطوليا وجنب سكان الحي كارثة إنسانية ومأساة أكبر، ويذكر في هذا الإطار شهود عيان بأن الطائرة بعد اشتعال النيران في أحد محركاتها، كان يفترض أن تحلق نحو الأمام، وبالتالي يكون سقوطها فوق السكان إلا أن الذي حدث هو أن قائد الطائرة تجنب التحليق بالطائرة نحو الأمام  بعد مغادرة المدرج واشتعال النيران في محركها وغير اتجاهها، وسقطت في مكان غير مأهول بالسكان، كما تظهر الفيديوهات الملتقطة من طرف هواة من الطريق السريع، المحاذي لمكان وقوع الحادث، أن الطائرة كانت تسير بعد مغادرتها القاعدة الجوية في الاتجاه الغربي، لكن بعد اشتعال النيران في محركها تغير مسارها في اتجاه غير مأهول قبل أن ترتطم بالأرض وتشتعل بها النيران، وهو ما يرجح فرضية أن يكون قائد الطائرة هو من غير اتجاهها حتى لا تسقط فوق الحي السكني.  
هبة تضامنية كبيرة من طرف سكان الحي المجاور

يذكر السكان المجاورون لمكان سقوط الطائرة بأن الهبة التضامنية كانت كبيرة، بحيث كانوا الأوائل الذين وصلوا إلى مكان الحادث، وذلك بعد دقائق فقط من سقوط الطائرة، وذلك قبل وصول مصالح الحماية المدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني، وذلك لقرب المسافة، بحيث لا يبعد مكان الحادث سوى ب300 متر فقط عن حي بريسوني المعروف بمزرعة كريتلي المختار ببلدية بني مراد. ويذكر أحد شهود العيان في هذا الإطار بأن العديد من المواطنين نقلوا أغطية من منازلهم لتغطية جثث الضحايا التي كانت متناثرة في كل مكان، وذلك قبل أن تصل مصالح الحماية المدنية والجيش والدرك الوطني، بحيث مباشرة بعد وصول المصالح الأمنية تم تطويق المكان واتخذت إجراءات أمنية مشددة، كما منع السكان بعدها من الاقتراب من مكان الحادث، ووضع طوق أمني حول موقع سقوط الطائرة على مسافة 300 متر.
الحماية المدنية جندت أكثر من  400 عون و60 سيارة إسعاف
جندت مصالح الحماية المدنية لولاية البليدة 440 عونا، إلى جانب 60 سيارة إسعاف و30 شاحنة إطفاء من أجل التكفل بضحايا هذا الحادث المأساوي، بحيث مباشرة بعد تلقي مصالح الحماية المدنية البلاغ بوجود حادث سقوط طائرة تنقلت إلى عين المكان، وحسب مسؤول الإعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية البليدة، فقد تم تنصيب مركز طبي بمكان وقوع الحادث بالتنسيق مع عناصر الجيش الوطني الشعبي من أجل البحث عن الضحايا وتجميع الجثث.
لكن أمام هول الحادث وحجم الدمار الكبير لم يكن من بين ركاب الطائرة جرحى، وتوفي جمعيهم، وبقيت سيارات الإسعاف بنفس المكان، وفي حدود منتصف النهار، وبعد القيام بكافة الإجراءات المتعلقة بجثث الضحايا، شرعت سيارات الإسعاف التابعة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية في نقل الجثث إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى العسكري بعين النعجة.
من جانب آخر ذكر مسؤول الإعلام بالحماية المدينة بأن عملية إطفاء النيران المشتعلة بالطائرة استغرقت ساعتين كاملتين، وما عقد العملية حسب نفس المصدر هبوب رياح قوية، جعلت من مهمة رجال الإطفاء صعبة، وفي حدود الساعة العاشرة صباحا انتهت مهمة رجال الإطفاء، ليتم تجميع جثث الضحايا، بعد أن تم التأكد من عدم وجود ناجين .
عائلات الضحايا تتوافد على مكان سقوط  الطائرة ساعات بعد الحادث

 شهد مكان سقوط الطائرة توافد العديد من عائلات الضحايا الذين كانوا في رحلة عبر هذه الطائرة نحو بشار أو تندوف و جلهم من العسكريين من مختلف الرتب مع بعض عائلاتهم، بحيث مباشرة بعد انتشار الخبر توافدت عدة عائلات على المكان، خاصة من السكان المجاورين بالبليدة، العاصمة، تيبازة، المدية، وذلك من أجل الاستفسار عن حالة ذويهم، في حين شح المعلومات، وعدم استكمال عمليات إجلاء جثث الضحايا، اضطرت هذه العائلات إلى البقاء بحي بريسوني على بعد 300 متر عن مكان سقوط الطائرة، وذلك بعد منع عناصر الدرك الوطني المنتشرة بالمكان كل المواطنين من الاقتراب من مكان الحادث، بحيث اتخذت إجراءات مشددة، وكانت بعض العائلات من حين لآخر تحاول التقدم للاستفسار إلا أنها لم تتمكن من الحصول على معلومات أمام الحجم الكبير للمأساة والعدد المرتفع للضحايا، كما توجهت بعض العائلات إلى المستشفى العسكري لعين النعجة للحصول على معلومات عن ذويهم.
التحقيقات جارية لمعرفة أسباب سقوط الطائرة
 مباشرة بعد سقوط الطائرة انتقل فريق من الخبراء التابعين لوزارة الدفاع الوطني إلى عين المكان، وشرع في التحريات لمعرفة أسباب سقوط الطائرة بعد لحظات من إقلاعها من مطار بوفاريك، بحيث أكد شهود العيان، وأظهرت الفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن النيران اشتعلت في أحد محركات الطائرة قبل سقوطها، في حين التحقيقات التي باشرها خبراء وزارة الدفاع الوطني ستحدد بدقة أسباب الحادث.  
نورالدين -ع
   

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com