وزيرة البيئة فاطمة الزهراء زرواطي من عنابة

غلق 134 مؤسسة مخالفة وتسهيلات للمستثمرين في رسكلة النفايات
أعلنت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، أمس بعنابة، عن إحياء برنامج «سماء صافية»، عن طريق تفعيل عمل المخابر الوطنية الناشطة في مجال البيئة و الطاقات المتجددة، وتكثيف عمليات التفتيش و قياس مدى درجات التلوث بالمؤسسات المصنفة التي تفرز انبعاثات غازية في الهواء، و نفت وجود تسربات بالمؤسسات الصناعية التي قد تشكل خطرا على الصحة العمومية.
وأكدت الوزارة على هامش زيارة العمل والتفقد التي قادتها لولاية عنابة، على  وجود متابعة مستمرة للتدخل في حال وقوع تجاوزات، و أشارت إلى أن برنامج سماء صافية سيعود للمدن الكبرى التي توجد بها حظيرة كبيرة للسيارات وتخلف انبعاثات للغازات الملوثة.
كما أكدت حرص الوزارة،  على عدم الترخيص لأي مشروع استثماري يتسبب في تدهور صحة الإنسان، حيث دعت إلى تفعيل طب العائلة عن طريق الفحوصات الدورية لمعرفة المناطق التي يوجد بها التلوث و تنجر عنه أمراض.
و فيما يتعلق بمصبات المياه القذرة بشواطئ البحر قالت الوزيرة بأن مصالحها على مستوى الولايات الساحلية، تقوم بتحليل المياه من أجل تحديد مدى قابليتها لاستقطاب المصطافين، وقالت بأن الضرر يكون مضاعفا، عندما تصب شبكات الصرف الصحي الخاصة بالمنازل في البحر مباشرة، إلى جانب مصبات المواد الكيميائية التي تفوق نسبة التلوث بها المعدل العادي.
و أكدت وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة، على رفع جميع العراقيل المتعلقة بالترخيص للمشاريع الاستثمارية، على غرار رسكلة وتدوير النفايات بمختلف أنواعها، و أشارت إلى إعطاء تعليمات صارمة لمراكز الردم التقني للتحول بسرعة لعقد شراكات مع الخواص لرسكلة النفايات خاصة بالمدن الكبرى لتكون مصدرا للمواد الأولية كالبلاستيك و الكرتون و الباقي يتم تحويله إلى سماد. و دعت إلى تثمين هذه النفايات و رسكلتها و التسيير المدمج للنفايات المنزلية و إعطاء الفرصة للمواطنين من أجل الفرز الانتقائي للنفايات، بدل التوجه نحو انجاز مراكز جديدة للردم التقني كما هو حاصل بالمدينة الجديدة دراع الريش، أين وقفت هناك على المطالبة بتسجيل مشروع للردم التقني، تحسبا لوصول الكثافة السكانية على المدى المتوسط إلى نحو مئة ألف نسمة، و في نفس السياق دعت إلى تحويل القطب العمراني الجديد إلى مدينة ايكولوجية و ذكية تستخدم فيها الطاقة الشمسية للإنارة العمومية.
و في ردها على سؤال الصحافيين، حول تلوث مياه واد سيبوس الذي يربط عدة ولايات شرقية، بسبب إفرازات المصانع،  قالت الوزيرة بأن هناك لجنة تحقيق و كذا مراقبة مياه عبر عدة وديان، منها واد الشلف، الذي استفاد من مشروع ضخم للتقليل من حدة التلوث، وعن مسألة نفوق الأسماك، دعت إلى البحث في القضية بشكل دقيق، لتحديد الأسباب المباشرة وراء ذلك، وذكرت بأن مصالح مديريات البيئة عبر الوطن سجلت خلال 2017 من خلال خرجات الفرق الميدانية، 3032 تدخلا سمح بتحرير 134 قرارا بالغلق لمؤسسات صناعية، وإحالة 164 ملفا على العدالة، و توجيه 526 اعذارا، وفي هذا الشأن أكدت الوزيرة على التزام مصالحها بالتحسيس والمرافقة قبل الوصول إلى الجانب الردعي.
وكشفت زرواطي، لدى زيارة مركب فرتيال للأسمدة الأزوتية، التزام الشركة بتخصيص مبلغ 9 مليون دولار، لإزالة أنبوب الأمنياك المعلق، الذي ينقل هذه المادة الحساسة إلى رصيف ميناء عنابة التجاري، واستبداله بأنبوب جديد تحت الأرض، كما نفت وجود أي انبعاثات غازية لمادة الأمنياك من مركب فرتيال.
وخلال زيارتها التفقدية إلى عنابة، قامت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة بتدشين الحديقة المتوسطية بمرتفع عين عشير المطل على البحر، لتكون جاهزة لاستقبال العائلات للنزهة خلال موسم الاصطياف، كما عاينت مصنع مستثمر خاص بذراع الريش، يُنتج الزيوت الأساسية والطبيعية، وتجفيف وتعليب النباتات العطرية والتوابل الغذائية.   
   حسين دريدح