فاز على شباب بلوزداد بقسنطينة أمس: الوفــاق يضيـف الكــأس الـممتـــازة الثـانيـــة إلـى سجلــــه

وفاق سطيف (0) = شباب بلوزداد (0)    
تتويج الوفاق بركلات الترجيح (4 / 3)
توّج وفاق سطيف مساء أمس بالكأس الممتازة على حساب شباب بلوزداد في مباراة تكتيكية، ابتسم في نهايتها الحظ لأبناء عاصمة «الهضاب»، الذين تمكنوا بذلك من الأخذ بالثأر من المنافس الذي كان قد حرمهم من كأس الجمهورية في جويلية الماضي، و يتوج الوفاق للمرة الثانية بهذا اللقب، و يثري سجله بلقب جديد، هو رقم 28 في خزائن «النسر» السطايفي.
 اللقاء شهد تنظيما محكما، بحضور وزير الشباب و الرياضة و كذا السلطات المحلية لولاية قسنطينة، إضافة إلى وفد كبير من الفاف و الرابطة المحترفة، و قد خطفت فيه «أوركيسترا» المدرجات الأضواء من اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، لأن أنصار الوفاق و نظرائهم من الشباب بادروا إلى صنع أجواء تواكب البعد التاريخي للمنافسة، خاصة بتزامنها مع الاحتفالات بذكرى اندلاع الثورة التحريرية.
المقابلة عرفت انطلاقة بطيئة، بحكم توخي الحيطة و الحذر من الجانبين، على اعتبار أن الفريقين يعرفان بعضهما البعض جيدا، و الصراع التكتيكي بين المدرب تودوروف و ماضوي ألقى بظلاله على «فيزيونومية» اللعب، لأن الشباب عمد إلى تحصين خطه الخلفي، و التجمع بأكبر عدد ممكن من اللاعبين في وسط الميدان، الأمر الذي كان كافيا لامتصاص اندفاع «السطايفية» نسبيا صوب الهجوم.
هذه الخيارات التكتيكية جعلت الصراع على الكرة يحتدم أكثر في حدود الدائرة المركزية، لأن أبناء «العقيبة» فضلوا الدفاع بجدارين على مشارف منطقة العمليات، و فرض رقابة فردية لصيقة على صانع الألعاب جابو من دراوي، مما تسبب في شل القاطرة الأمامية للوفاق، بدليل أن أخطر فرصة في هذا الشوط كانت بعد 22 دقيقة من إعطاء الحكم عراب صافرة البداية، عندما قام بن عياد بعمل فردي، كاد على إثره ان يخادع الحارس صالحي، و هي المحاولة الهجومية الوحيدة الجادة من الجانبين التي تستحق الذكر طيلة الشوط الأول.
معطيات المباراة لم تتغير كثيرا خلال المرحلة الثانية، لأن «النسر الأسود» واصل إحكام سيطرته على منطقة وسط الميدان بحثا عن هدف السبق، بينما ظل الشباب يعتمد على خطة دفاعية محضة، و الاكتفاء ببعض المرتدات من لاكروم، على اعتبار أن حامية كان ظلا لنفسه، و لم يزعج الدفاع السطايفي، و الحارس زغبة قضى أمسية مريحة، دون أي تدخل جدي.
خيارات تودوروف الميالة أكثر إلى الدفاع أجبرت مدرب الوفاق على تعزيز خط الهجوم من خلال التغييرات التي قام بها، خاصة بعد إقحام أمقران و ناجي، لكن ذلك لم يكن كافيا لتغيير الوضع في شيء، لأن المحاولات الهجومية كانت ناتجة عن مجهود فردي تارة، أو التصويب من خارج منطقة العمليات، كما فعل آيت واعمر في الدقيقة 55 بقذفة قوية اعتلت إطار المرمى بقليل.
بصمة المدرب تودوروف ارتسمت بصورة جلية من خلال الخيار التكتيكي الذي لجأ إليه لمجابهة التغيير الذي قام به نظيره ماضوي من جانب الوفاق، لأن دخول ناجي كبديل دفع بمدرب الشباب إلى تكليف زناسني بمراقبة هذا «الجوكير»، في محاولة للحد من نجاعة الهجوم السطايفي، و إبطال مفعول محاولاته على مستوى منطقة وسط الميدان، دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس صالحي.
أخطر فرصة في المباراة كانت في الدقيقة 67 بعد عمل جماعي أنهاه البديل أمقران برأسية محكمة، غير أن صالحي أنقذ مرماه من هدف محقق ببراعة كبيرة، حارما «النسر الأسود» من أخذ الأسبقية في النتيجة، و بالتالي ترجمة سيطرته المطلقة إلى هدف السبق.
الدقائق المتبقية سارت على وقع سيطرة عقيمة للوفاق، رغم محاولة آيت واعمر التنويع في صنع الفرص، بالقذف من خارج منطقة الجزاء، لكن من دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى صالحي، الذي كان له تدخل وحيد ساخن في الدقيقة 84 بعد دربكة في منطقته، اثر تردد صمام الأمان نعماني في إبعاد الخطر، لتنتهي المقابلة في وقتها الرسمي دون فائز.
قانون تنظيم الكأس الممتازة حتم على الفريقين الاحتكام مباشرة إلى ركلات الترجيح دون المرور عبر شوطين إضافيين، و ضربات الحظ سارت على وقع «سيناريو» تلاعب بأعصاب أنصار الفريقين، لأن نعماني أهدر ضربة من جانب الشباب لكن صالحي تدارك الوضع بصده ركلة جابو، الأمر الذي أطال «السيسبانس» إلى غاية تصدي حارس الوفاق زغبة لضربة حامية، لتكون الركلة الأخيرة من آيت واعمر كافية لترسيم تتويج «النسر الأسود» بهذه الكأس الممتازة.
بورصــاص / ر