موالون يشتكون من ارتفاع التكاليف :تراجــع أسعــار الماشيــة إلـى النصف بأسواق تبسة

يؤكد  أغلب الفلاحين بولاية تبسة،  أن أسعار الماشية خلال هذه الأيام دون طموحاتهم، و أعرب عدد منهم ممن تحدثت معهم – النصر – على عدم ارتياحهم لنبض سوق الماشية، بفعل الأسعار المتدنية، و غير المسايرة لحجم ما يبذلونه من جهد، و ما يرصدونه من كلأ و أعلاف لتحضير هذه القطعان.
 و ما زاد من استغراب المربين، هو أن هذه الأسعار جاءت قبيل أسابيع من الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، بخلاف سقف توقعاتهم التي كانت تذهب في اتجاه انتعاش السوق، بالنظر لحجم المحفزات على غرار مناسبة العيد، و كثرة الأفراح و المناسبات في هذه الفترة من الصيف، كما أن توفر الأعلاف، و وفرة المنتوج الفلاحي، و الطلب المتزايد على المنتوج التبسي و التسمين الطبيعي، كلها عوامل منعشة حسبهم لسلم الأسعار. و ذكر عدد من هؤلاء الموالين بسوق الشريعة الذي يعد الأكبر بولايات الشرق الجزائري، أن الأسعار كانت و لا زالت مخيبة للآمال، و لا تغطي ما صرف من مال و جهد لتحضير هذه القطعان، و لو لا أسعار الماشية الموجهة للذبح في المناسبات و الأفراح، لحلت الكارثة بالعديد منهم، بحيث تباع باقي المواشي بما فيها الكباش بنصف ما كانت تباع عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي، إذ بيعت الخرفان بين 2.5 و 04 ملايين، و الكباش بين 05 و 08 ملايين، فيما قل الطلب على الأنثى من الضأن، لأن المطلوب هو الماشية الموجهة للذبح و ليس للكسب، و يعتقد المربون و الموالون بأن الأسعار ستستأنف صعودها تدريجيا في ما تبقى من الصيف، مستفيدة في ذلك بقرب حلول فصل الخريف و اقتراب عيد الأضحى المبارك، كما ستنشط المناسبات و كذا الوسطاء و تجار المناسبات في ارتفاع الأسعار، و قد يدفعون بها إلى أعلى، و حينها لن تكون في مستوى محدودي الدخل.
غير أن هذه النظرة قد لا يشاطرها البعض من المتابعين لنبض السوق، و الخشية من الإنزال الكبير للماشية المجلوبة من الولايات الأخرى، و هو ما سيرهن حظوظهم في تحقيق أرباح ظلوا لأشهر يعدون لها و يبذلون المال و الجهد لتحقيقها، و يدافع الموال التبسي على نوعية منتوجه المطلوب حتى دوليا، بالنظر لتسمينها الطبيعي، و اعتمادها على المواد الطبيعية كالأعشاب التي تزخر بها منطقة الدرمون على وجه الخصوص، و عدم الاعتماد على التسمين الصناعي و بعض المكملات الغذائية التي تفقد الماشية قيمتها الغذائية، بحيث يتطلب تحضير هذه المواشي أشهرا و أكثر لكي تكون جاهزة و معدة للزبون، و هذه التحضيرات، حسب الموالين، باتت مكلفة و كثيرة في ظل انحصار مساحات الرعي، و عدم توفر الكلأ و الأعلاف في عدد من الولايات المجاورة، بعدما مسها الجفاف خلال السنة الفلاحية الجارية. أما المواطن التبسي، فينظر بعين الريبة لهذه الأسعار  خاصة مع  زيادة الطلب عليها في المناسبات و الأفراح، ما جعل البعض يفكرون  في اقتناء  الأضاحي  مبكرا ، قبل أن ترتفع الأسعار مجددا.    
  الجموعي ساكر