أستاذ الإعلام بالأردن صخر الخصاونة في ندوة حول أخلاقيات الصحافة

دور الإعلام ليس محاكمة الأشخاص ولا اغتيالهم سياسيا وفكريا
دعا الدكتور صخر الخصاونة، أستاذ الإعلام  بالأردن، الأسرة الإعلامية إلى اعتماد الرقابة الذاتية، لتفادي الرقابة المفروضة بقوة القانون، وحذّر من تحول وسائل الإعلام إلى منابر لمحاكمة الشخصيات العامة واغتيالهم سياسيا أو فكريا، وشدّد على ضرورة تبني علاقات شراكة بين الحكومة ووسائل الإعلام لتفادي الانزلاقات المحتملة.
رافع الدكتور صخر الخصاونة أستاذ تشريعات و أخلاقيات الإعلام  بمعهد الإعلام الأردني، من أجل تبني ميثاق ذاتي لأخلاقيات المهنة، وذلك خلال دورة تكوينية نظمت أمس، بالمدرسة العليا للصحافة لفائدة مهنيي الصحافة تحت عنوان «التنظيم الذاتي للعمل الصحفي نحو المهنية و الاحترافية»، حيث أكد على ضرورة الارتقاء بالأخلاقيات لتكون في مستوى تطلعات المجتمع.
وحذّر المتحدث من أي إخلال بالأخلاقيات، الأمر الذي سيحول الإعلام إلى منابر للدعاية السياسية وتحقيق أغراض شخصية، وقال بأن غياب الأخلاق سيحول الإعلام إلى أبواق للابتزاز قد تطال الشخصيات العامة، مشددا على أن دور الإعلام لا يتمثل في محاكمة الأشخاص ولا اغتيالهم سياسيا وفكريا، داعيا الإعلاميين إلى التحقق من الأخبار التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تكون في غالب الأحيان فاقدة للدقة والمصداقية.
ودعا الدكتور الخصاونة، إلى إقامة شراكة بين الحكومة وقطاع الإعلام، لمنع كل التجاوزات المحتملة، ورافع لصالح الرقابة الذاتية مع الحرص على ضمان الاستقلالية بعيدا عن كل الضغوطات التي قد تمارس على الصحفي وتمنعه من نقل وإيصال المعلومة الصحيحة، وأكد المحاضر أن الصحافة المحترفة و المهنية تستند في أدائها على ثلاثة أعمدة أساسية وهي القانون و الحرية المسؤولة و الأخلاق المهنية و تشكل مجتمعة البناء الأساسي لممارسة العمل الصحفي.
ورأى الخصاونة في مداخلته، أن انهيار أي عمود من هذه الأعمدة سيؤدي حتما وبلا شك إلى انهيار الوظيفة الأساسية للصحافة و تعديها على حقوق الجمهور و الخلط بين مفهوم حق الإعلام و حق الأفراد في الحياة الخاصة، مشيرا إلى أن حرية الصحافة حق مكفول في الدساتير و المواثيق الدولية وعلى الصحفي إدراكها واحترامها في ممارسة عمله، مضيفا أن انتهاك الصحافة لأي حق من الحقوق فضلا عن أنه قد يعرضها للمساءلة القانونية في كثير من الأحيان أو المساءلة التأديبية، فإنه يفقدها ثقة الجمهور فيما تقدمه ومن هنا تأتي قيمة الأخلاق المهنية وهي تلك المبادئ و السلوكيات التي يلتزم بها الصحفي أثناء ممارسة عمله تحت إشراف المؤسسة التي يعمل لصالحها و ترتكز على الدقة، الحياد و الموضوعية في نقل الخبر، وأشار بهذا الصدد إلى نجاح التجربة الأردنية في استحداث مرصد لمراقبة الإعلام بالأردن يسيره صحفيون محترفون  يضطلعون بمراقبة ما ينشر أو يبث من مختلف وسائل الإعلام، و أن دوره رقابي بعيد عن مساءلة القانون يهدف إلى تكريس أخلاقيات المهنة في العمل الصحفي .
 أنيس نواري