في موسم جديد يتميّز بتطبيق الجيل الثاني من الإصلاحات: أزيد من 8 ملايين و 600 ألف تلميذ يلتحقون بالمدارس

يلتحق اليوم الأحد، أزيد من 8 ملايين و600 ألف تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة بمقاعد الدراسة، في ظرف يتميز بشروع وزارة التربية في تطبيق الجيل الثاني من الإصلاحات، وفي ظل التزام الشركاء الاجتماعيين بإنجاح انطلاق السنة الدراسية.
بحسب الأرقام الرسمية، يبلغ العدد الإجمالي للتلاميذ الذين يلتحقون اليوم بالأقسام، بعد عطلة دامت أزيد من شهرين، 8 ملايين و691.006 تلميذ في الأطوار الثلاثة، من بينهم 493 ألف و626 تلميذ في التحضيري، و 4 ملايين و206.022 تلميذ في الابتدائي، و 2 مليون و727.160 تلميذ في المتوسط، و 1 مليون و 261.198 في الثانوي، يؤطرهم أزيد من 495 الف أستاذ، من بينهم 4878 أستاذ تخرجوا من المدارس العليا للأساتذة، و أكثر من 28 ألف أستاذ جديد، فازوا في مسابقة التوظيف الأخيرة التي نظمها الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، في حين بلغ العدد الإجمالي للموظفين الإداريين أكثر من 258 ألف موظف، علما أن وزيرة التربية نورية بن غبريط اختارت هذه السنة ولاية النعامة لإعطاء إشارة انطلاق السنة الدراسية 2016/2017.
ولا يختلف هذا الموسم عن المواسم الدراسية السابقة من حيث تجنيد كافة الإمكانات المادية لإنجاحه، إذ لم تمنع الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد بسبب تراجع أسعار النفط في السوق العالمية الحكومة من مواصلة سياسة الدعم الاجتماعي لفائدة التلاميذ المعوزين، وذلك بتخصيص غلاف مالي بقيمة 15 مليار دج لمساعدة هذه الفئة التي تستفيد سنويا من منحة الدراسة بقيمة 3000 دج لفائدة 3 ملايين تلميذ، بمبلغ إجمالي قدره 9 ملايير دج، إلى جانب 6.5 مليار دج لضمان مجانية الكتب المدرسية لصالح هذه الشريحة، كما يتم تخصيص سنويا ميزانية هامة لتمكين التلاميذ من الإطعام المدرسي، خاصة لفائدة المعوزين وقاطني في المناطق البعيدة والمعزولة، وذلك بقيمة حوالي 200 دج يوميا عن كل تلميذ.
ويتميز الموسم الدراسي الحالي بشروع وزارة التربية الوطنية في تطبيق الجيل الثاني من الإصلاحات، بإدراج كتب ومناهج جديدة لفائدة تلاميذ أقسام سنوات الأولى والثانية ابتدائي وكذا الأولى متوسط، بغرض ضمان التعليم النوعي وتحسين النتائج الدراسية، ورفع مستوى التحصيل العلمي، علما أن ديوان المطبوعات المدرسية قام بتوزيع أزيد من 60 مليون نسخة موجهة للأطوار التعليمية الثلاثة على مستوى كافة مديرية التربية، من بينها أزيد من 4.7 مليون كتاب جديد، أو ما يعرف بكتب الإصلاحات لفائدة تلاميذ السنة الاولى ابتدائي، وأكثر من 4 ملايين نسخة لأقسام السنة الثانية ابتدائي، وما يفوق 8.7 مليون نسخة لأقسام السنة الأولى متوسط. وحرصت الوزارة هذه السنة على تخصيص نقاط بيع الكتب الجديدة عبر جميع الولايات، لتمكين الأولياء من اقتنائها بأسعار معقولة.
كما أشرف مفتشو المواد أمس، على تنظيم دورة تكوينية لفائدة الأساتذة الذين سيطبقون المناهج الجديدة، تحسبا للدخول المدرسي الجديد اليوم ، مع تلقينهم كيفية استعمال الكتب الجديدة التي تضمنت تعديلات، في وقت تقوم الحكومة بدراسة ملف إصلاح امتحانات البكالوريا قبل إحالته على مجلس الوزراء للفصل فيه بشكل نهائي، ويتضمن الملف مقترحات الشركاء الاجتماعيين وإطارات بوزارة التعليم العالي، تتمحور أساسا حول تقليص عدد أيام هذه الامتحانات ومراجعة محتواها، بكيفية تساعد على توجيه الناجحين في الشهادة إلى التخصصات الجامعية التي تناسب قدراتهم ميولهم العلمية.
وفي سياق متصل، وتحسبا لإنجاح العام الدراسي بادرت وزارة الداخلية بالتنسيق مع قطاع التربية وكذا مصالح الحماية المدنية إلى وضع مخطط لتأمين محيط المؤسسات التعليمية، ومنع التوقف العشوائي أمامها، مع مراقبة معايير السلامة بداخلها، بهدف حماية التلاميذ من حوادث السير وكذا الاعتداءات التي قد يتعرضون لها، تنفيذا لاتفاق مسبق تم بين القطاعين في الموسم الدراسي المنصرم.كما ساهم ميثاق الأخلاقيات الذي وقع عليه الشركاء الاجتماعيون بعد نقاش عميق  في تحقيق دخول مدرسي هادئ حيث التزمت كافة النقابات التي جمعتها جلسة عمل بالوزيرة يوم الخميس الفارط بإنجاح ما اعتبرته «عرسا» حقيقيا بالنسبة لكافة الأسرة التربوية، معربة عن ارتياحها لتصريحات المسؤولة الأولى عن القطاع حول ملف التقاعد النسبي.                  

لطيفة/ب