لوح يؤكد من القاهرة

 التشريع الجزائري سيتعزز بقانون لتجريـــم تنقل الأشخــــاص  لمناطق النزاعــــات
قال وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، أن الإرهاب يعد أكبر تهديد للأمن العربي في الوقت الحاضر بحكم ارتباطه بعوامل داخلية وخارجية تغذيه، ومسألة السلم والأمن في الوطن العربي هي القضية المحورية في كل ما تعيشه بعض الاقطار. واعتبر أن ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب قد باتت تهدّد الدول في كيانها وتؤجج النزاعات الدولية، مؤكدا أن المنظومة التشريعية الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب ستتعزز قريبا بقانون يجرّم كافة الأعمال التحضيرية ذات الصلة بتنقل الأشخاص إلى مناطق النزاعات.
وأكّد الطيب لوح من القاهرة حيث يشارك في الدورة الـ 31 لمجلس وزراء العدل العرب أن التشريع الجزائري في مجال مكافحة الإرهاب، سيتعزز قريبا بقانون جديد يجرم كافة الأعمال التحضيرية ذات الصلة بتنقل الأشخاص إلى مناطق النزاعات والمشاركة في العمليات القتالية، ويجرم في ذات الوقت كل أعمال الدعاية والتحريض التي تهدف الى تجنيد المقاتلين عن طريق استعمال الانترنيت وتكنولوجيات الاتصال الحديثة.
وفي السياق، ذكّر لوح بالخطوات والمكاسب التي تحققت في ميدان تطوير قطاع العدالة بالجزائر، وتعزيز استقلالية السلطة القضائية تحت رعاية رئيس الجمهورية، معتبرا أن القطاع حقق طفرة حقيقية فيما يخص أساليب التسيير بإدخال التكنولوجيات الحديثة وتقديم الخدمات للمواطنين، وتطوير مناهج تكوين القضاء وتحيين المنظومة التشريعية في كل مرة حتى تواكب التطورات التي يعرفها المجتمع الجزائري على جميع الصعد.
كما شدّد وزير العدل حافظ الاختام في ذات الاتجاه، على أن أكبر تهديد للأمن العربي حاليا يتمثل في ظاهرة الإرهاب لارتباطه بعوامل داخلية وخارجية تغذيه و تعمل على انتشاره وتجدره، وأيضا بحكم ارتكازه على مرجعيات فكرية متطرفة حتى يضفي الشرعية على الجرائم البشعة التي يرتكبها، وهو ما يجعل موضوع مكافحة الإرهاب من أولويات العالم العربي في الوقت الراهن.
واعتبر أن ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، باتت تهدد الدول في كيانها وتؤجج النزاعات،وهو ما يستدعي من مجلس وزراء العدل العرب إعطاءها الاهتمام اللازم بإدراجها ضمن جدول أعماله تحت بند مكافحة الإرهاب على غرار ما فعلته المجموعة الدولية ومجلس الأمن الدولي، مشيرا في هذا الشأن إلى أنه وعلى الرغم من كل الجهود الوطنية و الدولية المبذولة، إلا أننا نشهد اليوم تنامي ظاهرة الإرهاب و استقطاب الشباب بشكل غير مسبوق إلى مناطق النزاعات، متأثرين بالدعاية الهدامة التي تنشرها الجماعات الإرهابية بكل الوسائل ومنها على وجه الخصوص وسائل الإعلام والاتصال الحديثة.
وبالنسبة للطيب لوح، فإن الإرهاب ليس وحده من يهدد الوطن العربي اليوم، بل هناك تحديات أخرى أفرزتها الاختلالات الناجمة عن النظام الدولي الراهن والتنكر للشرعية الدولية وعدم احترام المبادئ والأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة، الشيء الذي أدى إلى انعدام الأمن وتفشي الفقر ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص نحو المجهول، مشيرا إلى أنه من المؤسف أن يعيش وطننا العربي مثل هذه المأساة التي تتطلب تجنيد جميع الطاقات للحفاظ على كرامة المواطن العربي.
كما نبّه المتحدث إلى أنه يتعين على العرب مواجهة تحديات أخرى، مثل انتشار الأسلحة وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر وذلك بتفعيل الآليات القانونية الاقليمية وتعزيز التعاون القضائي والأمني وتحيين وتطوير وسائل العمل، والتبادل الآني للمعلومات الخاصة بالشبكات الإجرامية.
ومن هذا المنطلق، دعا لوح إلى وضع تصورات تضفي على عمل مجلس وزراء العدل العرب فعالية ونجاعة أكثر بالشكل الذي يجعل الجامعة العربية طرفا فعالا في صنع المنظومة القانونية الدولية بما يحافظ على مصالح الوطن العربي ويحافظ على مقوماته الحضارية ويضمن أمنه واستقراره، مقترحا هنا عقد اجتماع كل سنتين فضلا عن الاجتماع السنوي العادي للمجلس.
م- عدنان