الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

ألقى 70 ألف طن من المتفجرات خلال نصف عام من العدوان: 72 بالمـائة من مباني قطاع غـزة دمرها جيش الاحتـلال الصهيونــي


دمر جيش الاحتلال الصهيوني 72 بالمائة من المباني في قطاع غزة إما تدميرا كليا وأصبحت غير صالحة للسكن والاستغلال أو تدميرا جزئيا، وذلك خلال ستة أشهر من العدوان المتواصل على القطاع.
وكشف في هذا الإطار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في تقرير نشره أمس حول المشهد الفلسطيني في القطاع عن إلقاء جيش الاحتلال الصهيوني 70 ألف طن من المتفجرات على غزة خلال نصف عام من حرب الإبادة الجماعية المتواصلة، وتمثل عدد المتفجرات التي ألقيت على غزة 5 أضعاف قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما، وتحدث نفس المصدر عن إسقاط جيش الاحتلال 45 ألف صاروخ وقنبلة على قطاع غزة خلال نفس الفترة.
الأضرار الجسيمة والآثار التي خلفها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة بعد مرور 6 أشهر على العدوان المتواصل مرعبة وصادمة، ولم يشهد لها العصر الحديث مثيلا في كل الحروب المتعاقبة، وانتهج الاحتلال الصهيوني أسلوب التدمير الشامل والأرض المحروقة بهدف تهجير سكان غزة، وجعل المنطقة غير صالحة للحياة وينفرد بالمنطقة بعيدا عن سكانها الأصليين، لكن بعد 6 أشهر من العدوان استطاع الاحتلال الصهيوني أن يدمر ويقتل ويشرد ويجوع سكان غزة، لكنه لم يتمكن من تحقيق أهدافه خصوصا تهجير سكانها قسريا، والقضاء على المقاومة، وكل يوم تنقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشاهدا لمواطنين من غزة يخرجون من وسط الركام ليؤكدوا تمسكهم بأرضهم والتفافهم خلف المقاومة، رغم الجراح العميقة والآثار الكبيرة التي خلفها هذا الكيان المجرم الذي لم يفرق بين شجر وحجر ورجل وامرأة وصغير وكبير، وتفنن في استعمال كل أساليب الإبادة الجماعية التي لم يصل إليها حتى الخيال البشري في إنتاج الأفلام السينمائية.
وبعد 6 أشهر من العدوان المستمر استطاع جيش الاحتلال الصهيوني أن يرفع يوميا حصيلة الشهداء والمصابين من المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال، كما استطاع أن يرفع من أرقام المساكن ومنازل المدنيين التي دمرها، لكن بالمقابل الأرقام بقيت في مرتبة الصفر ولم يستطع أن يزيد ولو بعدد واحد فيما يتعلق بتحرير أسراه لدى المقاومة، وكل الذين حررهم كان عن طريق المفاوضات، أو كما فعل مع تحرير رهينتين كانتا لدى عائلة فلسطينية في رفح، اللتين حررهما بعد أن دفع فدية للعائلة وفق ما نقلته عدة مصادر إعلامية، وبذلك ما حققه الاحتلال بعد نصف عام من العدوان هو الدمار والتقتيل والتنكيل والتجويع، لكن لم يستطع تحقيق هدف واحد من أهدافه التي أعلنها في اليوم الأول للعدوان.
وحسب الإحصائيات المقدمة من طرف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن عدد الشهداء الذين سقطوا بعد مرور نصف عام من العدوان بلغ 33175 شهيدا و75886 إصابة، من بينهم 9560 امرأة و14500 طفل، ويمثل الأطفال والنساء قرابة 73 بالمائة من عدد الشهداء، كما أن 75 بالمائة من الجرحى هم من النساء والأطفال، وفي نفس الوقت لا يزال حسب نفس المصدر 7 آلاف شخص في عداد المفقودين ولا يعرف مصيرهم، وأغلبهم شهداء لا يزالون تحت الأنقاض أو جثامينهم ملقاة في الشوارع، و70 بالمائة منهم من النساء والأطفال.
أما على صعيد المباني السكنية شن الاحتلال الصهيوني حربا مدمرة، ودمر مدنا بشكل كامل، كما حدث مع بعض مناطق شمال القطاع، أو خانيونس جنوبا، أو على مستوى الشريط الحدودي على غلاف غزة، حيث مساحات كبيرة تضم مباني وأبراجا سكنية دمرت بشكل نهائي وسويت بالأرض، وذلك ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني، كما أن العديد من المباني دمرت دون أن يسمح لقاطنيها بالمغادرة، كما حدث مؤخرا مع مئات المساكن المحيطة بمجمع الشفاء الطبي التي أحرقها جيش الاحتلال ودمرها دون أن يسمح لقاطنيها بالمغادرة وهم في عداد الشهداء المفقودين، وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن الاحتلال دمر ما يقارب 400 ألف وحدة سكنية، منها 122500 وحدة تعرضت للتدمير بشكل كامل، كما تمثل نسبة الوحدات السكنية التي تأثرت بالعدوان الصهيوني ما بين هدم كلي وغير صالحة للسكن وهدم جزئي 72 بالمائة من مجموع الوحدات السكنية في القطاع، وقدرت قيمة الأضرار في المباني والأبراج السكنية  بـ 3.6 مليار دولار، إلى جانب 1 مليار دولار قيمة الأضرار في البنية التحتية.
أما على صعيد الوضع الإنساني سبب الاحتلال أضرارا بالغة للعائلات الفلسطينية، فإلى جانب القتل والتجويع، أحصى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة 2 مليون نازح داخل القطاع، كما ارتكب الاحتلال 2937 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، نجم عنها 17 ألف طفل فقدوا أحد الأبوين أو كلاهما، وفي نفس الوقت لم يسلم القطاع الصحي من حملة التدمير الواسعة التي طالت غزة، و قام الاحتلال بتدمير ممنهج للمنظومة الصحية، حيث استهدف 159 مؤسسة صحية، ودمر 32 مستشفى و53 مركزا صحيا خرجوا عن الخدمة بشكل نهائي، بالإضافة إلى تدمير 186 سيارة إسعاف، ووصلت نسبة استغلال الأسرة في الأقسام والعناية المركزة في ما تبقى من مستشفيات القطاع إلى 340 بالمائة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف طاقتها.
وفي السياق ذاته لم يسلم قطاع التعليم من حملة الاستهداف الصهيوني المتعمد، وكشف نفس المصدر عن استهداف الاحتلال 443 مدرسة وجامعة، أكثر من 100 منها دمرت بشكل كلي، كما أن 90 بالمائة من الأبنية المدرسية الحكومية تعرضت للاستهداف المباشر، و29 بالمائة منها لا يمكن تشغيلها لتعرضها لهدم كلي أو أضرار بالغة، إلى جانب سقوط 6050 شهيدا من الطلبة و8227 جريح، بالإضافة إلى 94 شهيدا من أساتذة الجامعات والأكاديميين والخبراء من بينهم 3 رؤساء جامعات و68 شخصية تحمل درجة بروفيسور.
وفي قطاع الإعلام سقط 140 شهيدا من الصحفيين خلال نصف عام من العدوان  الصهيوني، من بينهم 12 صحفية، إلى جانب 80 جريحا و 12 معتقلا، كما استهدف الاحتلال 177مؤسسة إعلامية ومقار صحفية و60 منزلا لصحفيين تم تدميرها، إلى جانب 25 إذاعة محلية تم إغلاقها، ويندرج ذلك كله في إطار مخططات الاحتلال لإخفاء جرائمه في القطاع وإسكات صوت الإعلام حتى يستمر في حرب الإبادة الجماعية بعيدا عن أنظار العالم.              
نورالدين ع

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com