تتضمّن البيع من المنتج إلى المستهلك لكسر الأسعار: الشروع في افتتاح الأسواق الجوارية الخاصة برمضان يوم غد

 تشرع المديريات الولائية للتجارة بالتنسيق مع مصالح وزارة الفلاحة ونقابات التجار في افتتاح الأسواق الجوارية الخاصة بشهر رمضان ابتداء من يوم غد الإثنين عبر أزيد من 500 دائرة، باعتماد صيغ البيع الترويجي ومن المنتج إلى المستهلك، وإدراج تخفيضات تكريسا لإجراءات دعم القدرة الشرائية.  ويساهم في تنشيط وتموين الأسواق الجوارية منتجي المواد الغذائية العامة وكذا الفلاحين، إلى جانب مشاركة واسعة من قبل تجار الجملة الذين قرروا إطلاق حملات ترويجية من أجل الحفاظ على الطابع التضامني للأسواق الجوارية الخاصة بالشهر الفضيل وفق ما كشفت عنه مصادر من نقابة التجار «للنصر».
وتمكنت أغلب الدوائر من تخصيص مساحات كافية لاحتضان هذه الفضاءات التجارية، على أن يشرع ابتداء من يوم غد في افتتاحها بصفة تدريجية تجسيدا لقرار وزارة التجارة وترقية الصادرات بإنشاء أسواق تضامنية عبر مجمل الدوائر، وإدخالها حيز النشاط 15 يوما قبل بداية شهر رمضان.  وأفاد الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين عصام بدريسي في هذا الصدد بأن دور الأسواق الجوارية لن يقتصر على ضمان وفرة المواد واسعة الاستهلاك، وكذا المنتجات التي يكثر عليها الطلب في رمضان، بل سيشمل أيضا كسر الأسعار عبر إدراج عدة صيغ لفائدة المستهلكين.
وستكون الأسواق الجوارية فضاء للبيع المباشر من المنتج إلى المستهلك، ومناسبة لإطلاق البيع الترويجي والإعلان عن تخفيضات في أسعار عدة منتجات، بما يمكن المواطنين من اقتناء ما يحتاجونه من مواد ومستلزمات مختلفة في أريحية، بعيدا عن حمى ارتفاع الأسعار التي كانت تسجل سابقا خلال إحياء المناسبات.
وبادرت نقابات التجار وكذا الغرفة الوطنية للفلاحة إلى إطلاق حملات تحسيسية لإنجاح الأسواق الجوارية، لتكون الملاذ الآمن للمستهلكين لاقتناء المواد الغذائية بأسعار مستقرة، عن طريق توعية الممونين بضرورة تفادي الزيادات غير المبررة في الأسعار، واستغلال الطلب المتزايد على المواد الغذائية لتحقيق الأرباح.
وأوضح هي هذا الصدد رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة يزيد حمبلي في حديث معه بأن الفلاحين على أتم الاستعداد لتموين مختلف الفضاءات التجارية بالخضر والفواكه بأسعار تنافسية من المنتج إلى المستهلك، موضحا بأن العمل الاستباقي للغرفة الفلاحية ركز على محور استقرار الأسعار، على أن تبقى الجوانب التنظيمية من اختصاص وزارتي التجارة والفلاحة لضمان نجاح العملية.
وينتظر أن تحظى عديد الدوائر على مستوى الولايات الكبرى بأكثر من سوق جوارية، من أجل تلبية الطلب على المواد الاستهلاكية بما يتماشى مع حجم الكثافة السكانية، وكذا بغرض تحقيق استقرار الأسعار عبر مضاعفة مستوى العرض، إلى جانب ضمان السير الحسن للحركة التجارية على مستوى هذه الأسواق لتفادي التهافت أو الاكتظاظ، لاسيما خلال هذه الأيام.  ويذكر أيضا بأن مديريات التجارة قامت بضبط خريطة الأسواق الجوارية بطريقة مدروسة، وفق ما كشف عنه ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين فادي تميم، موضحا في حديث معه بأن فتح هذه الفضاءات سيتم بحر هذا الأسبوع بطريقة تدريجية، بالموازاة مع إطلاق حملة واسعة لتحفيز المتعاملين والتجار على الانضمام للعملية.  وأضاف المتدخل بأن المنظمة ستحرص من جانبها على تتبع مدى التزام التجار والمنتجين بتجسيد الأهداف المرجوة من الأسواق التضامنية، من خلال إعداد تقارير يومية حول المستوى العام للأسعار، وضمان الوفرة، سيما ما تعلق بالمواد واسعة الاستهلاك، إلى جانب تنشيط الحملة الخاصة بمحاربة التبذير والاقتناء العشوائي للمواد الغذائية، بهدف محاربة العادات الاستهلاكية السلبية التي تظهر على بعض الأفراد في رمضان.
ويشار في هذا السياق إلى إطلاق مبادرة هي الأولى من نوعها من قبل الاتحاد العام للتجار والحرفيين والهلال الأحمر الجزائري، وتتضمن تنظيم موائد الإفطار الجماعي على مستوى أسواق الجملة المعروفة على المستوى الوطني، من أجل ضمان استمرار نشاطها خلال اليوم سيما في الفترة الليلية، لتموين الفضاءات التجارية بمختلف المواد.
كما ستفتح هذه المطاعم أبوابها أمام المعوزين وعابري السبيل طيلة شهر رمضان، في إطار الحملات التضامنية التي شرع في التحضير لها من قبل منظمات المجتمع المدني، والجمعيات الخيرية، فضلا عن المساجد لفائدة الفئات الهشة والمعوزة التي تخصها الدولة بإعانات مادية توزع عن طريق المجالس البلدية.         لطيفة بلحاج