الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

وفــــرة فـــي الإنتــــــاج و تراجـــــع فـــــي الأسعـــــــــــــــار: تهافت مبكر على اقتناء المحافظ والمآزر المدرسية

 

تشهد العديد من المكتبات ونقاط  بيع الأدوات المدرسية إقبالا متزايدا من زبائن فضلوا شراء اللوازم المدرسية مبكرا خصوصا المحافظ و المآزر، وذلك لتجنب الاكتظاظ الذي يطبع الأسبوعين اللذين يسبقان الدخول المدرسي و ما يرافق ذلك من ارتفاع في الأسعار التي تعرف حاليا استقرارا نسبيا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

الزائر لمكتبات ومحلات و أجنحة بيع الأدوات المدرسية بأحياء قسنطينة، يلاحظ حركية كبيرة  تشبه النشاط الذي يطبع آخر أسبوع من العطلة، فالطلب كبير و متزايد حسب التجار، مع تركيز كبير على نقاط البيع المتواجدة على مستوى المراكز التجارية الكبرى، أين تعرض محافظ ومآزر بتصاميم مختلفة و ألوان متعددة، طبعت على أغلبها صور بتقنية ثلاثية الأبعاد لأبطال رسوم الأفلام الكرتونية، كما يزين بعضها بأحجار براقة تخطف الأبصار، أما الأسعار  فقد عرفت حسب باعة وتجار، تراجعا بنسبة 20 بالمائة     وقالوا، بأن عودة الاستيراد و انخفاض رسوم  الشحن سبب في  انخفاض تكاليف المنتجات مقارنة بالسنة الفارطة،  فضلا عن دخول سلع جديدة بكميات معتبرة وفرتها ورشات محلية عديدة.  
هيمنة السلع الصينية بنسبة 80 بالمئة
لاحظنا خلال جولة استطلاعية بعدد من نقاط بيع الأدوات المدرسية، تنوعا كبيرا في المنتجات، وتعدد العلامات التجارية، خصوصا الصينية التي شكلت نسبة تفوق 80 بالمائة، تقربنا من باعة لنستفسر عن أسعار المنتجات المعروضة فأخبرونا، أن السعر يختلف باختلاف الجودة والنوعية، فأسعار المآزر المستوردة بحسب جلول صاحب محل «كيد كيذز» تتراوح بين  1400 و 1500 دج جزائري فيما تباع المآزر المحلية بـ  900 إلى 1200 دج.
وأضاف التاجر، بأن السلع المعروضة  سواء من علامات أجنبية أو محلية، تلقى استحسانا كبيرا من طرف العائلات وهذا راجع حسبه، إلى نوعية الأقمشة التي صممت منها المآزر، مشيرا إلى أن  غالبية المنتجين يستعملون قماش «البوبلين» من النوعية الجيدة عادة، موضحا بأنه يشتري المآزر من ورشات وطنية أثبتت جودتها في السوق المحلية.
وأكد جلول، أن السلع المعروضة بمحله ذات جودة عالية مشيرا، إلى أن المحافظ والمآزر التي تباع بأسعار منخفضة ما هي إلا تقليد للسلع الأصلية ولا يمكن المقارنة بين المنتجين من حيث الجودة، وأن هناك من يبيع المحافظ بأثمان رخيصة لكن السلعة تكون عديمة أو منخفضة الجودة، و بالتالي سريعة التلف.
محافظ طبيّة تفوق عتبة مليون سنتيم
وقفنا أيضا، على رواج المحافظ الطبية « أورتوبيديك» الموجه للأطفال وهي منتجات تتوفر هذا السنة بكميات كبيرة جدا وتعتبر موضة الموسم بامتياز، لكن أسعارها جد مرتفعة و تنطلق من عتبة مليون سنتيم فما أكثر، فيما تتراوح أسعار المحافظ العادية بين 2500 و 5000 دينار وهي محافظ تتميز بقماشها السميك.
استفسرنا من محمد، صاحب مكتبة «لاغوزا» عن الفارق في الأسعار، فأخبرنا أن جل المحلات باتت توفر المحافظ الطبية لزبائنها بعدما زاد الطلب عليها كثيرا في السنوات الأخيرة بالنظر إلى حجم البرنامج الدراسي و معاناة التلاميذ من ثقل المحافظ، بسبب حمولة الكراريس و الكتب، مشيرا إلى أن أولياء يعتبرون المحفظة الطبية حلا مناسبا لهذا المشكل في ظل انعدام الحلول الأخرى كالخزائن المدرسية مثلا.
وذكر المتحدث، أن وزن المحفظة أكبر معضلة تواجه التلميذ، وأن المحافظ تكون أثقل أحيانا من وزن بعض التلاميذ الصغار كما علم من زبائنه، موضحا أن بعضهم يخبرونه أنهم يفضلون شراء منتج طبي وقائي بسعر يعادل 16 ألف دج، على المخاطرة بتعرض الطفل لمشاكل صحية أو اعوجاج الظهر على المدى البعيد، أو ما يعرف بمرض « السيليلوز»، وهو ما جعل التجار بحسبه، يتأهبون للدخول المدرسي بتوفير هذا المنتج بكميات أكبر من المعتاد، خاصة وأن اقتناءه لا يقتصر على العائلات الميسورة بل يشمل فئة من الموظفين كذلك.
وقال، إن ارتفاع أسعار المحافظ المدرسية في  محله  راجع إلى الجودة التي تتميز بها، مؤكدا بأنها طبية 100 بالمائة    ولا تسبب تشوهات العمود الفقري للطفل المجبر على حمل أكثر من 2 كيلو من الكتب على ظهره.  
ولفت التاجر، إلى أن غالبية زبائنه يفضلون الحقائب المستوردة التي بإمكان التلميذ استعمالها لموسم دراسي كامل نظرا لجودتها، عكس نوع معين من المنتجات المحلية منخفضة السعر و الجودة في آن واحد، لأنها سريعة التلف    ولا تتحمل ثقل الكتب وقد لا تصمد لأكثر من ثلاثي واحد.
انخفاض نسبي في أسعار باقي المنتجات
أوضح كمال، صاحب محل «أونلي كيدز»، بأن المحافظ الصينية هي الأكثر رواجا، نظرا لنوعيتها المقبولة وأسعارها المناسبة لمتوسطي و محدودي الدخل، و قال إن الزبائن يفضلون اقتناءها لأنها أكثر صلابة ومتانة ويمكن  استخدامها لفترة أطول.
وأكد، بأن هناك إقبالا من الزبائن على شراء المحافظ والمآزر في هذه الفترة بالذات قبل نهاية العطلة الصيفية  بغية تجنب التهاب الأسعار المحتمل في بداية الموسم الدراسي.
وأَضاف، بأن التحضير للدخول المدرسي، يبدأ بشراء الألبسة و المحافظ والمآزر ويتم تأجيل اقتناء الأدوات المدرسية إلى حين استلام القائمة من الأساتذة بما في ذلك الكراريس والمقلمات و الكتب، وحتى أصغر الأدوات التي يحتاج إليها  التلميذ.
أما عن انخفاض الأسعار، فقد أكد صاحب المحل  أن السبب الرئيسي يعود إلى عودة الاستيراد و وفرة المنتج المحلي بقوة ما أدى إلى استقطاب الزبائن  أكثر من السنة الفارطة.
وقال السيد  يوسف، أب لطفلين يدرسان بالطور المتوسط  إنه قدم من بلدية ديدوش مراد، لاقتناء المحافظ المدرسية والمآزر لطفليه،  حتى يتفادى الطوابير الطويلة في المكتبات  عند حلول السنة الدراسية،  مضيفا بأنه وقف على  استقرار الأسعار مقارنة بالسنة الماضية.
التقينا بسامي، وهو بصدد شراء مئزر لابنته فقال لنا، بأنه قد قام بشراء المحفظة بـ 2500 دج، و هو بصدد اختيار مئزر يكون جيدا ونوعيته رفيعة، كون الأسعار عرفت تراجعا محسوسا هذا العام.  
أما لطفي فأكد، أن السلع المعروضة متنوعة جدا مقارنة بالسنة الماضية، ما جعله يفضل اقتناء جميع الأدوات في هذه الفترة.
لمسنا أيضا، تباينا في آراء المواطنين، فبينما يرى زبائن بأن الأسعار عادية وفي متناول الجميع، يقول البعض الآخر ممن يملكون أكثر من 4 أطفال متمدرسين، بأن تكاليف المحافظ والمآزر مرتفعة جدا.
وحسب سيدة تدعى أم ريمة، فإن الدخول المدرسي فترة صعبة على الأسر  في ظل الغلاء الذي مس أسعار المستلزمات المدرسية وبخاصة الكراريس.
تجدر الإشارة، إلى أن السوق الإلكترونية تعرف أيضا نشاطا كبيرا في هذه الفترة، وقد توجه البعض إليها بدلا عن التسوق  التقليدي، وذلك لتوفر الخيارات و عرض الأسعار وتوفير خدمة التوصيل إلى المنزل، كما اختار أصحاب محلات الجمع بين نشاط البيع المباشر و الإلكتروني عن طريق عرض جديدهم و منتجاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص فيسبوك وإنستغرام، الأمر الذي  خفف على الزبائن عناء التنقل إلى  المحلات والمراكز التجارية في هذا الحر.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com