بسبب توجّه العديد من إطاراتها لأداء فريضة الحج

الأئمة يتهمون الوزارة بالتقصير
وجّه المجلس الوطني المستقل للأئمة وعمال قطاع الشؤون الدينية، انتقادات لاذعة لوزارة الشؤون الدينية، التي اتهمها بالتقصير في أداء مهامها مؤخرا، بعد أن هجر الكثير من إطاراتها مناصبهم لأداء فريضة الحج، بدليل اللبس الذي ظهر بشأن توقيت صلاة العيد، وكذا الفتوى حول الإشتراك في الأضحية.
قال جمال غول رئيس النقابة المستقلة للأئمة، بأن وزارة الشؤون الدينية «تغط في نوم عميق»، موضحا في تصريح للنصر أمس، بأنهم كأئمة سجلوا بعض النقائص في الفترة الأخيرة، من بينها الصعوبات التي واجهوها لتحديد توقيت صلاة عيد الأضحى، إذ كان من المفروض أن يتم الإعلان عن موعدها خلال صلاة الجمعة التي سبقت العيد، على غرار ما يتم العمل به في كل مرة، غير أن انعدام المعلومة والتوجيه بسبب عدم تدخل وزارة الشؤون الدينية للفصل في الأمر في الوقت المناسب، خلق نوعا من الفوضى، وجعل الناس يؤدونها في أوقات متفاوتة، فمنهم من صلاها على السابعة بالضبط، وآخرون على الساعة السابعة والنصف، وبعضهم على الساعة الثامنة إلا الربع، ومنهم من لم يتمكن من بلوغها أصلا بسبب جهله لوقتها المحدد. ويعتقد ذات المصدر بأن ذهاب معظم إطارات الوزارة لأداء الحج، خلق فراغا واضحا في تسيير شؤون القطاع هذه الأيام.
ومن بين مظاهر حالة التسيّب التي أثارتها نقابة الأئمة، عدم الفصل في الفتوى التي أثيرت بشأن الاشتراك في الأضحية، أي نحر الأبقار بين مجموعة من الأشخاص، وهي العادة التي انتشرت بصورة ملحوظة هذا العام، حيث أكد جمال غول بأن بعض إطارات الوزارة أجازوها وآخرون حرموها، مع أن الهدف منها التقليل من تكلفة الأضحية، إذ كان لا بد من صدور فتوى واضحة للفصل في الأمر، ورفع الحيرة عن الناس، لتفادي التأويلات « لكن للأسف كل شيء مؤجل لما بعد موسم الحج، وفق جمال غول، الذي أوضح بأن تقصير إطارات وزارة الشؤون الدينية في أداء مهامهم ظهر أيضا من خلال تأطير شعيرة الحج، ومن ذلك أن حادثة منى وانتشار رائحة الموتى، دفعت بأغلب الحجاج إلى مغادرة هذا المشعر في اليوم الثاني للعيد، في حين أن السُنة تحبذ المكوث بالمكان لثلاثة أيام، متأسفا لغياب الإرشاد الديني في الحج، جراء انشغال الجميع بأداء الفريضة، علما أن الهيئة الوصية وضعت هذا العام تحت تصرف الحجاج فريقا متنقلا من الأئمة لمساعدتهم في أداء الفريضة.  وأثارت نقابة الأئمة إشكالية أخرى، اعتبرتها من بين مظاهر التقصير من قبل وزارة الشؤون الدينية في أداء واجبها، وهي الاتصالات التي يتلقاها الأئمة يوميا من قبل المواطنين للاطلاع على الحالة الصحية لذويهم الذين يؤدون الحج، لمعرفة ما إذا كانوا من بين الناجين من حادثة التدافع، واضطر ذلك النقابة للاستعانة بمعارفها للحصول على المعلومات وطمأنة هؤلاء، في حين أن ذلك يعد من بين مهام البعثة والوزارة.       لطيفة بلحاج