الرئيس تبون يناقش مبادرة الوساطة مع قادة أوروبيين: الجزائـر تدخـل مرحلـة المشـاورات لحـل النـزاع الروسـي- الأوكرانـي

دخلت الجزائر في مشاورات مع الدول الشريكة وقادة الدول الفاعلة في أوروبا لبحث تفاصيل مبادرة الوساطة التي أطلقها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للمساهمة في الجهود الدولية الرامية لبلورة حل سلمي ومستدام يضع حداً للصراع القائم في أوكرانيا ويسمح بمعالجة آثاره ومخلفاته على مختلف المستويات.
شرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في ربط اتصالات ومباحثات مع قادة الدول الأوروبية لبحث الدفع بمبادرة الوساطة الجزائرية في النزاع الروسي الأوكراني، حيث ناقش، أول أمس، مع نظيريه الايطالي والبرتغالي الوساطة الجزائرية في الملف الأوكراني-الروسي، وذلك في سياق الجهود التي تبذلها الجزائر لحل النزاع، وسط مساع لحشد التأييد الدولي للمبادرة التي وافق عليها الرئيس الروسي، وعرضها وزير الخارجية، أحمد عطاف، على نظرائه خلال الجولة الأوروبية التي قادته إلى ألمانيا وإيطاليا وصربيا.  
وتأتي الاتصالات، امتدادا للمساعي التي بدأتها الجزائر الشهر الماضي مع إيفاد وزير الخارجية، أحمد عطاف إلى 3 عواصم أوروبية لمناقشة المبادرة الجزائرية لإنهاء الأزمة الروسية – الأوكرانية، حيث أكدت الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، خلال المباحثات التي جمعته مع نظيرته الألمانية، سعيها للتوصل إلى حل سلمي ومستدام بين روسيا وأوكرانيا، من خلال عرض الوساطة بين موسكو وكييف لوقف الحرب القائمة بين البلدين.
وقال عطاف خلال مؤتمر صحافي عقده في برلين مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، إن «مبادرة الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، هي عرض لإحلال السلام بين دولتين صديقتين للجزائر». وأكد أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، «لم يأخذ الضوء الأخضر من أي أحد في إطلاق مبادرة السلام بين موسكو وكييف، وأن ذلك جاء بمحض إرادته للإسهام في إحلال السلام والوفاق بين بلدين صديقين للجزائر».
وأوضح وزير الشؤون الخارجية، بأن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أدلى حينها بتصريح يتضمن القبول بالمبادرة، وتمنى أن تلقى الموافقة من الطرف الأوكراني». وشدد عطاف على أن «هدف الجزائر اليوم هو بناء جسر (ثقة)»، مؤكدًا أن العملية ما زالت قائمة بشأن المبادرة الجزائرية.
وكان الرئيس تبون قد اعتبر في منتصف شهر مارس الماضي، أن الجزائر مؤهلة لدور وساطة في الأزمة الأوكرانية، قائلا: «نحن من الدول القليلة التي لها مصداقية كافية لذلك». وأكد حينها عزم الجزائر تقديم مشروع لخطة سلام لوقف الحرب وحلّ الأزمة في أوكرانيا، وهي المبادرة التي تأكدت خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا، ولقائه الرئيس الروسي بوتين، حيث أعلن الرئيس تبون، الاستعداد للقيام بدور الوساطة بين موسكو وروسيا، وهي فكرة علق عليها بوتين حينها بالموافقة.
وأعرب رئيس الجمهورية, عن شكره لنظيره الروسي فلاديمير بوتين, لقبوله وساطة الجزائر في النزاع القائم بين روسيا الصديقة و أوكرانيا, مؤكدا أن هذه الثقة «ستكون في محلها». وفي تصريح مشترك, أعرب رئيس الجمهورية عن شكره للرئيس بوتين على «رحابة صدره وقبوله توسط الجزائر بين الدولة الصديقة روسيا وأوكرانيا فيما يخص النزاع القائم حاليا بينهما». وبهذا الخصوص, أكد الرئيس تبون لنظيره الروسي أن هذه الثقة «ستكون في محلها».
وعبر الرئيس فلاديمير بوتين عن شكره للجزائر وللرئيس تبون على الاستعداد لتقديم جهود الوساطة في النزاع القائم بين بلاده وأوكرانيا. مشيراً إلى أن الجزائر عضو فعال في فريق الاتصال بالجامعة العربية حول أوكرانيا. وذكر بوتين أنه شرح للرئيس تبون الرؤية الروسية والأسباب الأولية لهذا النزاع والملابسات المتعلقة به، وأوضح الرئيس بوتين قائلا: «لقد شرحت للرئيس تبون الرؤية الروسية والأسباب الأولية لهذا النزاع والملابسات المتعلقة به».                     
ع سمير