الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

مختصون يطالبون باعتماد خرائط الأخطار الكبرى قبل إنجاز المشاريع: 900 بلديـــة مازالـــت مهددة بخطــر الفيضانـــات

العاصمة يعبرها 100 وادٍ و هي أكثر المدن عرضة للخطر
كشف البروفيسور شلغوم عبد الكريم، رئيس نادي المخاطر الكبرى، أمس الأربعاء، بأن 80 في المائة من البنايات الجديدة، شيدت على أراضي مهددة بخطر الفيضانات، جراء عدم الاستعانة بالخرائط التي تحدد مجرى الوديان عند تشييد البنايات الجديدة، موضحا بأن خطر الفيضانات ما زال يهدّد ما لا يقل عن 900 بلدية عبر الوطن.
وربط عبد الكريم شلغوم البروفيسور بجامعة باب الزوار بالعاصمة، إشكالية الفيضانات في الجزائر بالتعمير، على أساس أنه منذ عام 1980 وخاصة في سنة 2000 تم الشروع في إنجاز أحياء سكنية على أراضٍ مهددة بالفيضانات، كاشفا بأن نسبة 80 في المائة من المشاريع الكبرى المنجزة في العشريتين الأخيرتين شيّدت على أراضٍ غير صالحة للبناء، أو ما يعرف لدى المختصين بالأراضي الهشّة، التي تعبرها الوديان، أو التي تقع على حواف الوديان، وكذا المناطق الزلزالية، وكذا الأراضي المهددة بالانزلاق الكبير، ولم يستثنِ البروفيسور بجامعة باب الزوار مشروع القرن الطريق السيار شرق ـ غرب من لائحة المشاريع التي تهددها الفيضانات الجارفة، باعتبار أنه لم يخضع لدراسة مسبقة لتحديد طبيعة المخاطر التي قد تهدده، وكذا آثارها على البيئة، ومن بين المواقع السكنية المعروفة وطنية والتي تم تشييدها بطريقة غير مدروسة جيدا، المدينة الجديدة علي منجلي بولاية قسنطينة، التي تضررت مؤخرا من الأمطار التي تهاطلت على المنطقة.
وانتقد المتحدث في تصريح للنصر، بشدة تماطل الجهات المعنية في اتخاذ تدابير استعجالية للحدّ من مخاطر الفيضانات، مؤكدا بأن 38 ولاية مهددة بهذه الكارثة الطبيعية، أي حوالي 900 بلدية، وهي تمثل المناطق التي تعبرها الوديان، وأعطى على سبيل المثال باتنة والبرج وعين الدفلى والجلفة، فضلا عن كافة المناطق التي تقع أسفل الجبال على غرار ولاية تيزي وزو، في حين تعد العاصمة حسب نفس الباحث من أكثر الولايات المهددة بالفياضانات، إذ يعبرها 100 وادٍ، نذكر من بينها وادي بني مسوس وباب الوادي، ووادي الزواوة ووادي حيدرة ووادي قريش، وسيدي يحيى، معتقدا بأن الإشكالية تكمن في عدم استغلال الخرائط التي توضح مجرى الوديان عند إنجاز مختلف المشاريع، محملا وزارة الموارد المائية المسؤولية الكبرى، بدعوى أنها هي من تحوز جميع الخرائط التي تركها المستعمر الفرنسي.
ويرفض المصدر أن تقتصر معالجة إشكالية الفيضانات على مضاعفة عدد البالوعات، أو تنظيفها عند حلول موسم الأمطار، وإنما يجب أن يتجاوز الأمر إلى هدم جميع البنايات المهددة، بحجة أن حياة الإنسان أغلى مهما كانت الخسائر الناجمة عن اتخاذ هذا القرار، وأن ما لا يقل عن مليوني شخص في الجزائر مهددون بخطر الفيضانات، مذكرا بما تم الاتفاق عليه سنة 2003 عقب زلزال بومرداس مع السلطات، حيث تمت صياغة قانون خاص بتسيير الكوارث الطبيعية، لكنه للأسف وضع في الأدراج، بحسب تعبيره. كما تم آنذاك اقتراح استحداث هيئة لتسيير الأخطار الكبرى، تكون فوق الجميع بالنظر إلى أهميتها، ويكون لها ممثل في كل ولاية.
وتأسّف من جهته، عبد الحميد بوداود، رئيس المجمع الجزائري للمهندسين المعماريين، في تصريح للنصر، لكون السلطات لم تأخذ الدرس عقب فيضانات باب الوادي بالعاصمة، مذكرا بما صرح به ثلاثة وزراء تعاقبوا على وزارة الموارد المائية منذ العام 2010، فقد أعلن جميعهم عن تخصيص ميزانية قدرها 40 مليار دج لوضع مخطط خاص بالأحياء المعنية بخطر الفيضانات، دون أن يتجسّد ذلك إلى غاية اليوم، مذكرا بما تنبأت به هيئته حين الشروع في تشييد مدينة علي منجلي، وتحذيرها من تعرض المنطقة لخطر الفيضانات، وقد تم انتقادها وقتئذ واتهامها بالتشاؤم، قبل أن تصدق تلك التوقعات، بدليل أن وزير المدينة السابق عمارة بن يونس أول زيارة قام بها بعد تعيينه في منصبه قادته إلى تلك المدينة التي تعاني اليوم من نقائص عدة، واقترح المتحدث أن تنسق مختلف الوزارات فيما بينها قبل الشروع في إنشاء مدن جديدة، من بينها الصحة والري والتجارة والتعليم، فضلا عن ضرورة قيام المصالح البلدية بمهامها كاملة، كالشروع في تنظيف البالوعات خلال منتصف جويلية، وتنظيم حملات تنظيف على مستوى المؤسسات التربوية، وتوعية المواطنين بالأخطار الناجمة عن رمي بقايا مواد البناء في مجاري المياه.         
لطيفة بلحاج

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com