الحرائق أتلفت 1850 هكتارا في 35 ولاية : استراتيجيـــة جديـــدة لتفــادي سيناريــو العــام الماضـــي

سجلت مصالح الغابات لحد الآن 425 حريقا في 35 ولاية عبر القطر الوطني تسببت في إتلاف 1850 هكتارا غالبيتها من الأحراش والحشائش، و تبقى كل المصالح المعنية و جميع المتدخلين مجنّدين ويقظين طيلة الوقت لتفادي
تكرار الكوارث التي وقعت العام الماضي.
شهدت ولايات عدة من القطر الوطني، في مثل هذا الوقت من العام الماضي حرائق مهولة خلفت العشرات من الضحايا فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة، وهي التي دفعت بالسلطات العمومية إلى التفكير في وضع إجراءات صارمة ويقظة دائمة لتفادي تكرار هذا السيناريو المرعب.
و في هذا الإطار أفاد، رشيد بن عبد الله، رئيس قسم الوقاية ومكافحة الحرائق على مستوى المديرية العامة للغابات أن مصالح هذه الأخيرة سجلت لحد الآن 425 حريقا في المجموع على مستوى 35 ولاية عبر القطر الوطني، تسببت في إتلاف 1850 هكتارا من الغابات والأحراش.
وأوضح بن عبد الله في تصريح «للنصر» أمس أن إجمالي الحرائق المسجلة يضم جميع البؤر الصغيرة والكبيرة المندلعة، ومنها الحرائق التي لم تتعد مساحتها 200 متر مربع، وأضاف بأن جل هذه الحرائق المسجلة تسببت في إتلاف 1850 هكتارا من المساحات الغابية.
كما أوضح أن 50 من المائة من إجمالي المساحة المتضررة هي عبارة عن أحراش وحشائش، فيما لم تتعد المساحة الغابية المتضررة نسبة 24 من المائة لحد الآن.
ويقول مسؤول قسم الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات إنه لا مجال للمقارنة بين حجم الحرائق المسجلة حتى الآن خلال هذه الصائفة وتلك المسجلة العام الماضي، و التي بلغت خلالها الخسائر فقط على مستوى ولاية خنشلة 8 آلاف هكتار.
ويضيف بأن الأمور تسير جيدا هذا الموسم لحد الساعة، مرجعا ذلك إلى تضافر جهود جميع المتدخلين من مصالح الغابات و الحماية المدنية والدرك الوطني والمواطنين المجندين واليقظين على مدار 24 ساعة كاملة.
وعن المخطط أو الإجراءات الجديدة المتبعة هذا العام من قبل الجهات المختصة لتفادي تسجيل حرائق كبيرة أوضح رشيد بن عبد الله بأن المخطط يرتكز على عمل استباقي مشترك بين جميع المتدخلين، من مصالح الغابات، الحماية المدنية والدرك الوطني، حيث عقدت اجتماعات بين جميع هذه الأطراف لوضع استراتيجية جديدة تقوم على إشراك المواطن في عملية الوقاية وهو الذي له أهمية كبيرة في هذا المجال.
كما زاد المتدخلون ميدانيا من وتيرة عملهم ويقظتهم بحيث يقوم عناصر الدرك الوطني بخرجات مشتركة رفقة مصالح الغابات،  و نظمت في وقت سابق قبل حلول موسم الصيف تربصات مع الحماية المدنية، ما أفرز خطة محكمة وناجحة ومنسجمة ساهمت لحد الآن في تفادي وقوع الحرائق.
وفضلا عما سبق يقول المسؤول بالمديرية العامة للغابات بأن مصالح الغابات ومنذ الفاتح جوان الماضي مجندة ويقظة على مدار 24 ساعة دون توقف، وهي تتابع الوضع عن كثب، فعندما تسجل مصالح الأرصاد الجوية درجات حرارة مرتفعة تقوم مصالح الغابات بإرسال هذه النشريات الجوية للولايات المعنية حتى تتخذ جميع احتياطاتها وتكون على يقظة واستعداد تامين.
وعما إذا كانت الطائرة الروسية المؤجرة المتخصصة في الإطفاء قد لعبت دورا في إخماد الحرائق قال محدثنا بأن هذه الأخيرة لعبت بالفعل دورا واضحا في إخماد بعض الحرائق الكبيرة، فهي من أكبر الطائرات في العالم في هذا المجال بسعة تساوي 12 ألف لتر من الماء، لكنه أوضح أنها تتدخل فقط في الحرائق الكبيرة أما الحرائق الصغيرة فتتكفل الحماية المدنية بها.وذكّر بهذا الخصوص بأنه وطبقا لتعليمات رئيس الجمهورية في هذا المجال فإن الجزائر ستشرع في اقتناء طائرات خاصة بمكافحة الحرائق بداية من سنة 2023 المقبلة وفق البرنامج المسطر في هذا المجال.
نشير فقط أن المديرية العامة للغابات كانت قد أعلنت قبل بداية الصيف عن تجنيد أزيد من 3 آلاف عون عبر الوطن لمجابهة الحرائق المحتملة فضلا عن تسخير كل الإمكانيات الممكنة لمجابهتها.
وتقوم إستراتيجية مكافحة الحرائق بالأساس على عناصر ثلاثة هي الإنذار المبكر واليقظة، و التدخل السريع، والتنسيق بين كافة المتدخلين.و للتذكير فإن حرائق صيف السنة الماضية وفضلا عن الخسائر البشرية التي خلفتها والتي قدرت بعشرات الضحايا والجرحى فقد تسببت في إتلاف أزيد من 100 ألف هكتار من المساحات الغابية عبر جميع ولايات القطر الوطني التي طالتها النيران.
 إلياس -ب