يعدها المفتشون تحضيرا للامتحانات الرسمية: تقارير أسبوعية على طاولة الوزير حول مستوى تقدم الدروس

تصل مقر وزارة التربية الوطنية أسبوعيا تقارير مفصلة حول مستوى تقدم الدروس عبر كافة المؤسسات التعليمية، تحسبا للشروع في إعداد مواضيع الامتحانات الرسمية، وذلك بالموازاة مع توجيه تعليمات للمفتشين بحذف بعض الدروس لاستكمال المقرر مع نهاية الثلاثي الأخير.
يستأنف تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة الدراسة اليوم لإتمام ما تبقى من الموسم الدراسي بعد انقضاء العطلة الربيعية، في ظروف جد خاصة بسبب تزامن انطلاق الثلاثي الثالث مع شهر الصيام، والشروع في التحضير لتنظيم الامتحانات الرسمية من قبل الإدارة المركزية، التي استنفرت إطاراتها على رأسهم المفتشين، لمرافقة الأساتذة من أجل إنهاء البرنامج الدراسي في موعده.
وتتابع الوصاية عن كتب عملية تقييم وتيرة تنفيذ الدروس بصفة أسبوعية، عبر تقارير يعدها المفتشون على مستوى الولايات، قصد الوقوف على المؤسسات التي حققت تقدما ملموسا في إنهاء البرنامج، وكذا تلك التي أخفقت في بلوغ هذا الهدف مع تحديد الأسباب، إلى جانب تشخيص تأثير الجائحة على قطاع التربية، الذي اضطر إلى غلق المؤسسات التعليمية في الفترة الممتدة ما بين 20 جانفي و6 فيفري. وأفادت في هذا السياق مصادر مقربة من الوزارة بأن تعليمات تلقاها مفتشو المواد للشروع في حذف بعض الدروس من المقرر الدراسي قصد تكييفه مع نظام التعليم الاستثنائي الذي تضمن عدة إجراءات خاصة، من بينها تقليص الحجم الساعي للمواد، وتفويج الأقسام بغرض مساعدة الأساتذة على الإلمام بأكبر قدر من الدروس. ومن المنتظر أن تخصص الوصاية الأسبوع الأول من شهر ماي المقبل لإعداد تقرير نهائي حول مستوى تنفيذ البرنامج لدى الأقسام المقبلة على اجتياز الامتحانات الرسمية، ليتم الانطلاق فعليا في إعداد المواضيع من قبل فريق خاص، على أن تتمحور الأسئلة حول ما تم تلقيه من دروس بالمؤسسات التعليمية، بهدف تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ الممتحنين.
ويستعد بدورهم الأساتذة لتأطير تلاميذ الأطوار الثلاثة وتكييفهم مع أجواء الدراسة خلال شهر الصيام الذي يتزامن هذا الموسم مع بداية الثلاثي الثالث، في ظل تخوفات من عدم التزام بعض المتمدرسين بالانضباط والجدية داخل الأقسام، اعتقادا منهم بأنهم في نهاية الموسم الدراسي.
وأوضح في هذا السياق رئيس النقابة المستقلة للأساتذة بوعلام عمورة "للنصر" بأن الموسم الدراسي ما يزال مستمرا، بل إنه في أوج مراحله وهو يشرف على الانطلاق في التحضير للامتحانات الفصلية والرسمية، التي تعد تتويجا لسنة كاملة من الجد والتعب والمثابرة، بما تخللها من فترات جد حساسة جراء الوضعية الوبائية، ومخاوف من غلق المؤسسات بسبب انتشار الفيروس.
ونبه المتدخل الأولياء إلى ضرورة مرافقة الأبناء ومساعدتهم على المراجعة والمثابرة خلال أيام الأسبوع، وعدم التمادي في السهر لساعات متأخرة، أو قضاء أغلب الأوقات في اللعب، مؤكدا بأن نظام الدراسة الاستثنائي الذي فرضه الوضع الوبائي يتلاءم كثيرا مع طبيعة شهر الصيام، لأنه يمنح للمتمدرسين الوقت الكافي للمراجعة والمذاكرة. واقترح الأستاذ عمورة على التلاميذ، من بينهم المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط، تخصيص الفترات التي لا يدرسون فيها للتحضير للامتحانات، على أن تتخللها أوقات للراحة، محملا الأولياء مسؤولية مرافقة الأبناء وتوعيتهم بضرورة الحرص على استكمال البرنامج، وتطبيق توجيهات الأساتذة.    
 لطيفة بلحاج