الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

خبراء يعلقون على قرار تجميد صفة العضو المراقب للكيان الصهيوني: قرار الاتحاد الإفريقي عرّى المغرب وفضح وزنه الحقيقي في القارة

* المخــــزن كـــــان يبــــيع أوهاما للإسرائيلـــيين وقـــد فـــشل في ذلــك
يؤكد خبراء وأساتذة جامعيون أن القرار الأخير الصادر عن الاتحاد الإفريقي القاضي بتجميد صفة العضو الملاحظ للكيان الصهيوني في الاتحاد الإفريقي لا يعد صفعة قوية لنظام المخزن المغربي وحسب،  بل أظهر  الحجم الحقيقي للمخزن ونفوذه داخل القارة والذي لا قيمة ولا أثر له أمام كبار إفريقيا، كما فضح القرار تلك الأكاذيب و الأوهام التي روج لها المغرب أمام حليفه الصهيوني.

و يقول هؤلاء الخبراء أن المخزن المغربي فشل فشلا ذريعا في "استعمال ورقة الكيان الصهيوني" داخل القارة الإفريقية والاستقواء به، وبخاصة داخل الاتحاد الإفريقي وداخل المنطقة المغاربية، من حيث أنه أراد تقديم خدماته للكيان الصهيوني مقابل الدعم الذي لقيه من هذا الأخير على أكثر من صعيد بعد تطبيع العلاقات بينهما بشكل علني قبل سنتين، كما فشل في التشويش على الدول الإفريقية ومحاولته شق القرار الإفريقي وضرب وحدته.
 وفي هذا السياق يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور زهير بوعمامة، أن المغرب أراد "تقديم خدمات للكيان الصهيوني مقابل ما قدم له هذا الأخير من دعم"، وهو يتوهم أنه بجلب الإسرائيليين إلى منطقة شمال إفريقيا ووضعهم على حدود الجزائر بإمكانه "إعادة كفة التوازنات من جديد لصالحه"، لكن يبدو أنه لما أراد توسيع  هذا المنطق لعموم المنطقة أو لإفريقيا  وقع ما يؤشر على أن حساباته لم تكن صحيحة وليست دقيقة بل سقطت في نهاية المطاف.
 ويضيف بوعمامة  في تصريح "للنصر"  أمس أنه في النهاية يبقى كبار القارة هم الكبار وهم المعروفين من ذوي الوزن الثقيل والتأثير الواضح  في القضايا الكبيرة للقارة وهم  الجزائر ، جنوب إفريقيا نيجيريا ومصر، والباقي لهم أصواتهم فقط في نهاية المطاف.
وينبه محدثنا إلى أن المغرب لم يقف مكتوف الأيدي في المرحلة السابقة بل قام بحملة قوية وكبيرة من أجل إفشال مساعي الجزائر، ولنا أن نتصور لو قدر الله ولم يصدر قرار تجميد صفة العضو الملاحظ للكيان الصهيوني في الاتحاد الإفريقي لما سكت المخزن لوقت طويل و لكان النظام المغربي سيقول للكيان الصهيوني بأن له حليفا بإمكانه الاعتماد عليه في مثل هذه القضايا وبالمقابل يطلبون منه أشياء كثيرة.
 وهنا شدد الأستاذ زهير بوعمامة على أن قرار تجميد صفة العضو الملاحظ للكيان الصهيوني في الاتحاد الإفريقي "قرار كبير رغم محاولة البعض التقليل من أهميته".
ومن هذا المنطلق يضيف محدثنا قائلا" هذا القرار  الصادر عن الاتحاد الإفريقي رسالة بحد ذاته للإسرائيليين أنفسهم، وقد أظهر لهم حقيقة حجم ونفوذ المغرب الذي لم يكن كما صوره لهم نظام المخزن من قبل بأنه قادر على فتح أبواب لهم في المنطقة و تحقيق اختراقات لصالحهم على مستوى الاتحاد".
وفي المقابل يرى أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن قرار تجميد صفة العضو الملاحظ للكيان الصهيوني كان بمثابة "رسالة أخرى كما نفهمها نحن بكل تواضع فحواها أن الجزائر أثبتت أن كلمتها لا تزال مسموعة وخاصة بالنسبة للقضايا الكبرى التي تتماشى موضوعيا مع فلسفة ومبادئ الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقا و للاتحاد الإفريقي الآن".
  وتبين من خلال القرار سالف الذكر من جهة أخرى- يضيف- بأن الأوهام والمغالطات التي كان يروج لها نظام المخزن المغربي لا أساس لها من الصحة و لا علاقة لها بالواقع، وبأنه في نهاية الأمر فإن التوازنات داخل القارة لا تزال لصالح  القوى النافذة التقليدية وهي الرباعي الذي ذكرته سلفا، مع إمكانية إضافة إثيوبيا لهم على أساس أنها دولة المقر على الرغم ما تعيشه في الأشهر الأخيرة على المستوى الداخلي.
ويخلص الأستاذ زهير بوعمامة إلى انه وعلى العكس ما يقوله البعض الذين تحدثوا عن تضخيم قرار تجميد عضوية الكيان الصهيوني فإنه بالنسبة للإسرائيليين أنفسهم هو "فشل بكل المعايير و هذا من خلال متابعاتي للصحافة الإسرائيلية، وهو في نهاية الأمر قد عرى المغرب وأظهر حجمه ووزنه الحقيقي داخل القارة الإفريقية رغم محاولاته الترويج لأوهام وأكاذيب".
 و أيضا محاولاته إعطاء نفسه أوزانا غير حقيقية تماما، مشيرا إلى أن هذا القرار سبقته  في الخفاء معارك دبلوماسية حيث لعب كل طرف أوراقه الممكنة، وقدرات النفوذ والتأثير الحقيقي لكل دولة داخل الاتحاد وداخل القارة.
بدوره تحدث أستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة ،مبروك كاهي،  عن أن النظام المغربي ومن خلال محاولة لعب ورقة الكيان الصهيوني ليس فقط  من أجل تقديم خدمات لهذا الأخير، بقدر ما هي كذلك محاولة للتشويش على القادة الأفارقة وشق الصف الإفريقي و إلحاق الضرر بالجدار العربي الإفريقي داخل الاتحاد الإفريقي الذي كان وزيرنا للشؤون الخارجية قد أكد على أهميته الكبيرة.
  وأضاف محدثنا يقول للنصر أمس أن المغرب حاول استغلال طلب الكيان الصهيوني الحصول على صفة العضو الملاحظ في الاتحاد الإفريقي من أجل تنفيذ مخططاته السيئة لشق الصف الإفريقي  ومحاولة طرد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من الاتحاد وهي عضو مؤسس له.
ولفت الأستاذ مبروك كاهي إلى عامل آخر وهو التفسير الخاطئ لصلاحيات مفوض الاتحاد الذي عمل من تلقاء نفسه على إعطاء الصفة للكيان الصهيوني، وعندما جمدت قبل أيام راح يبحث عن المبررات  من أجل تبرئة نفسه.
والأهم في كل هذا وبحسب كل المراقبين فإن صفقة التطبيع الكبيرة مع الكيان الصهيوني التي عقدها نظام المخزن المغربي في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت تتضمن  أن يعمل المغرب من أجل تمكين الكيان الصهيوني من صفة العضو المراقب داخل الاتحاد الإفريقي، وهو المسعى الذي ظل الكيان يعمل من أجل تحقيقه منذ عقدين من الزمن على الأقل ولم يتمكن من ذلك.
 واليوم وبسقوط هذه الورقة فقد تبين أن المغرب يبيع أوهاما لحلفائه الصهاينة ويغالطهم بحقيقة وزنه داخل القارة الأفريقية الذي ظهر أنه من وزن الريشة كما يقال،  و أن فشله سينسحب في المستقبل على الكثير من الملفات وقد يدفع الإسرائيليين إلى مراجعة حساباتهم تبعا ذلك.         إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com