تحسبا لتسجيل 3 ملايين طالب في آفاق 2023 : حــــو ترسيـــم التعليـــم عـن بعـــد في الجــامعـــــــات

أعلن مدير التكوين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي جمال بوكزاطة أمس عن عدم نية الوزارة التخلي عن نظام التعليم عن بُعد، بَعد استقرار الوضع الصحي وزوال الجائحة، قائلا إن هذه الطريقة في التدريس سيتم ترسيمها لتخفيف الضغط على المؤسسات الجامعية التي تستعد لاستقبال 3 ملايين طالب
في أفاق 2030.
واستبعد جمال بوكزاطة في تصريح "للنصر" على هامش مؤتمر وزراء التعليم العالي للبلدان العربية المقام بالجزائر، العودة إلى النظام العادي للدراسة التي تم اعتماده في ظل انتشار جائحة كورونا، بعد أثبت فاعليته ومساهمته في تخفيف الضغط على المؤسسات الجامعية.
ويتوقع قطاع التعليم العالي ارتفاع العدد الإجمالي للطلبة الجامعيين في آفاق 2030 إلى 3 ملايين طالب، وبحسب المصدر فإنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى تقليص الميزانية المخصصة لإنجاز مشاريع استثمارية جديدة، أصبح اللجوء إلى التعليم عن بعد أمرا ضروريا لا يفرضه فقط الظرف الصحي المرتبط بانتشار جائحة كورونا، لضمان احترام مسافة التباعد الاجتماعي.
وأعلن المصدر عن إدراج تحسينات على نمط التعليم عن بعد، للحد من نسبة الرسوب لا سيما بين الطلبة الجدد، من خلال رفع سرعة تدفق الأنترنيت ومعالجة كافة المشاكل التقنية المطروحة حاليا لإنجاح هذه الطريقة، وجعلها داعمة للتعليم الحضوري.
وسينتقل قطاع التعليم العالي إلى تحسين محتوى الدروس المعروضة على الفضاء الأزرق، وبحسب المتحدث فإن ما يقدمه الأساتذة الجامعيون من محتوى بيداغوجي يجب أن يكون له نسبة مشاهدة ومتابعة معتبرة على المستوى الدولي، لذلك فهم مطالبون بتقديم محتوى نوعي، وليس مجرد تحميل للدروس لفائدة الطلبة دون أن يدركوا فحواها.
كما شدد مدير التكوين بالوزارة على ضرورة احترام المعايير العلمية عن إعداد الدروس التي تقدم عن بعد، من حيث التصور والمحتوى ونوعية الصورة والتفاعل والتواصل مع الطلبة، ومرافقتهم عن طريق الندوات عبر تقنية التحاضر عن بعد، وكذا ندوات الدردشة، وهو ما تعمل الوصاية على إرسائه من خلال وضع أرضية بيداغوجية موجهة للأساتذة. وأكد المتدخل بأن معظم الدروس التي يتم تداولها عبر الفضاء الأزرق من قبل الطلبة الجامعيين عبارة عن مبادرات فردية لأساتذة يتحكمون جيدا في التكنولوجيات الحديثة، قرروا تسخير جزء من وقتهم وجهدهم لدعم الطلبة، في وقت يكتفي أساتذة آخرون بنشر دروس قابلة للتحميل قبيل بضعة أيام على اجتياز الامتحانات السداسية. وحذر المتحدث الأساتذة من التلاعب بمصير الطلبة، لأن تقديم دروس بطريقة سطحية دون تفاعل مع الطلبة سيؤدي إلى تسجيل نتائج كارثية، قائلا إن الوقت قد حان لوضع منهجية جديدة للدروس عن بعد، تحسبا لاعتماد هذه الطريقة مستقبلا إلى جانب الدروس الحضورية لتخفيف الاكتظاظ والضغط على المؤسسات الجامعية.
وأوضح جمال بوكزاطة بخصوص المعطيات التي جمعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول نتائج الدراسة عن بعد، بأن عملية التقييم الشامل للعملية ستتم بعد انتهاء السداسي الأول، وبشأن السنة الماضية، لم يخف المصدر تسجيل نتائج غير مرضية ورسوب لدى بعض الطلبة الذين يدرسون في تخصص العلوم والتكنولوجيا واللغات الأجنبية، وكذا العلوم الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف ممثل وزارة التعليم العالي بأن هذه النتائج دفعت بالوصاية إلى إدخال تعديلات على نظام التوجيه لتصحيح الخلل، بإدراج المعدل الموزون، لأن الطالب الذي ينتقل إلى المستوى الجامعي يحمل شهادة بكالوريا عامة وليست متخصصة، مقترحا فتح ملف إصلاح البكالوريا، من خلال تنصيب فرق عمل تضم خبراء لتقديم تصور جديد، وتكييف البرامج والشهادات التي يقدمها قطاع التربية الوطنية مع ما يعتمده قطاع التعليم العالي من برامج وتخصصات.
وستسمح التعديلات التي يطمح إليها القطاع بالحد من نسبة الرسوب لدى الطلبة الجدد خاصة، كما ستعمل على تقليص الهوة بين قطاعي التربية والتعليم العالي، في مجال المعرفة حتى يندمج الطالب الحاصل على شهادة البكالوريا بطريقة فعالة وسريعة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.    
      لطيفة بلحاج