الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

متدخلون يؤكدون في الذكرى الستين ليوم الهجرة : أرشيـف الشرطـة الباريسيـــة سيتــاح للباحثيـن هذا الشهـــر


أكد أمس الباحث في التاريخ توفيق بن زردة، خلال فعاليات الذكرى الستين لليوم الوطني للهجرة،  بأن أرشيف الشرطة الباريسية سيفتح أمام الباحثين في نهاية الشهر الجاري كأقصى تقدير، وذلك، وفقا لما تنص عليه التشريعات الفرنسية، حيث يرجح أن تكشف التقارير الكثير من الحقائق التي ظلت خفية، طيلة عقود من الزمن، و تقدم  تفاصيل أدق عن مظاهرات  17أكتوبر1961، و هو ما سيمنحنا، كما قال، المزيد من الأدلة لإدانة وحشية القمع.
 ذكر الباحث في التاريخ الحديث و المعاصر، خلال محاضرة قدمها بالمناسبة بدار الثقافة مالك حداد في قسنطينة، بأن السجال بين الجزائر و فرنسا، هو سجال ذاكرة، بدليل أن الفرنسيين كثيرا ما يوظفون الذاكرة في قراراتهم السياسية،  و التصريحات الأخيرة للرئيس ماكرون، جاءت في شكل قنبلة عادة ما تفجر،  تزامنا مع قرب  كل موعد انتخابي جديد في فرنسا، من أجل تمييع القضية الجزائرية،  و منحها أبعادا غير تاريخية، كالادعاء بأن الجزائر  ليست أمة، رغم وجود آلاف الحجج التي تثبت العكس، على غرار تواجد القنصل الفرنسي دوفال في بلادنا، قبل الاستعمار.
وعليه فإن مغالطات الفرنسيين، حسبه، لا تستوجب الرد أساسا، لأنها صادرة عن إنسان فقد عقله، بالمقابل فإن التركيز يجب أن ينصب في رأيه، على عملية البحث و التأريخ، للحصول على أدلة قاطعة و دامغة، تدين الاستعمار و تثبت الحقائق، بعيدا عن التأريخ الشعبي، وهي مهمة  تتطلب الاطلاع على الأرشيف الفرنسي و الاضطلاع به، خصوصا ما تعلق بالتقارير التي كانت تدونها الشرطة الفرنسية، لما تتضمنه من حيثيات وتفاصيل ستثري بشكل كبير عملية البحث، و تساعد على تفكيك بعض الجوانب الغامضة و تمنح للدراسات بعدا أعمق وأدق، كما يمكن أن تكون أدلة دامغة، لإدانة فرنسا و إثبات جرائمها ضد الجزائريين في الداخل و في المهجر.
 وعن أحداث 17 أكتوبر، أشار المؤرخ، إلى أنها جاءت كتحصيل حاصل لهجمات أوت 1958 التي شهدت 80 عملية تفجيرية، استهدفت مراكز الشرطة و وحدات التخزين بفرنسا، و خلفت مقتل أزيد من  80  فرنسيا، وما ترتب عن ذلك من اعتقالات و جرائم في أوساط الجزائريين، الذين فرض عليهم  حظر  تجول، تظاهروا لأجل كسره، فقوبلوا بوحشية، وصفها مؤرخون بريطانيون، بأنها أعنف قمع لمظاهرات سلمية في أوروبا الغربية، منذ الحرب العالمية الثانية.
 و قال الباحث، إن  هذا القمع خلّف مقتل الآلاف من الجزائريين و اعتقال 11 ألف آخرين، بينهم 500 امرأة اقتيدوا جميعا إلى مراكز الشرطة والمحتشدات، فيما رحل 1500 نحو الجزائر، وألقي بالآلاف مكبلين في نهر السين و الوديان، مضيفا بأنه ورغم حجم المجازر، إلا أن  السلطات الفرنسية آنذاك، مارست التعتيم و التضليل من خلال تقاريرها التي تحدثت عن سقوط ثلاثة قتلى و 34 جريحا، كما عمدت الإدارة في هذه المرحلة، إلى إسقاط عدد من الدعاوى القضائية التي رفعها جزائريون مغتربون، و منعت الصحافة من زيارة مراكز الحجز.
 مداخلة توفيق بن زردة، تضمنت كذلك تأكيدا على الدور الذي لعبته الولاية السابعة، ممثلة في مناضلي ومجاهدي فيدرالية جبهة التحرير الوطني في المهجر، و شكلت اشتراكاتهم نسبة 50 بالمئة من ميزانية الثورة التحريرية، مؤكدا بأن مواجهة فرنسا في عقر دارها، كان ولا يزال سابقة فريدة من نوعها، في تاريخ كل الحركات التحررية في العالم.
 التظاهرة شهدت كذلك، مداخلة قدمها المجاهد عبد الرحمان بوحجيرة، وتحدث خلالها عن تجربته و عن تفاصيل عاشها خلال المظاهرات، باعتباره أحد المشاركين فيها، وأحد مخططي و منفذي هجمات 25 أوت 1958.
من جانبه ذكر والي قسنطينة مسعود جاري، بنضالات الجزائريين وأهمية إحياء المناسبات التاريخية، لأجل الحفاظ على الذاكرة، وهو نفس الموقف الذي شدد عليه ممثلو الأسرة الثورية، عقب الوقوف دقيقة صمت، ترحما على أرواح من سقطوا في الأحداث، التي خلدتها جملة من النشاطات الثقافية والفنية التي نظمتها دار الثقافة مالك حداد بذات المناسبة، من بينها معرض للكتب للصور و اللوحات التعريفية بالمناسبة و بشهداء الوطن، تحت عنوان « صور للذاكرة حتى لا ننسى»، إلى جانب  معرض للكتاب التاريخي تضمن عرض 58 عنوانا، بمعدل 500 نسخة، هي عبارة عن هبة من دار نوميديا للنشر والتوزيع، كما  أكدت مديرة دار الثقافة مالك حداد أميرة دليو. الفعالية تخللتها كذلك ورشات فنية، أنجزت خلالها جدارية تحاكي الفاجعة، اختير لها عنوان « أكتوبر الدم و الفخر»، فيما جسدت  ورشة الديكور و السينوغرافيا نموذجا لموقع الفاجعة « نهر السين»، و قدم طلبة ورشة الموسيقى بعض الأغاني الوطنية،  إضافة إلى عمل جديد بعنوان « جاليتنا في القلب».                    هدى طابي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com