بطلة العالم في الحساب الذهني والرياضيات سجود رتاج رحاحلة للنصر: سعـدتُ لأني توجـت في ظـرف صعب مرّت بـه الجـزائر

• اشترطتُ عدم مشاركة ممثلين عن الكيان الصهيوني لدخول المسابقة
توجت الصبية الجزائرية «سجود رتاج رحاحلة» بلقب بطلة العالم في الحساب الذهني والرياضيات، في الدورة العالمية التي نظمتها دولة تايوان في 16 أوت الماضي، عبر تقنية الفيديو عن بعد، بمشاركة ألف متسابق يمثلون 30 دولة في العالم من بينها: أمريكا وروسيا والهند وكندا.
وزارت النصر أمس الطفلة «سجود رتاج» بمقر سكناها العائلي الواقع بحي «التساهمي» بمدينة العلمة، حيث وجدناها في استقبالنا برفقة والديها، وقدمت لنا في البداية الكؤوس والشهادات العالمية التي نالتها عند مشاركتها في الدورات السابقة، مؤكدة أنها تمكنت هذه السنة من تحقيق «المعجزة»، بعد نجاحها في الدورة الأخيرة من تحصيل 500/500 نقطة، قبل نهاية التوقيت الرسمي لهذه المسابقة المقدر بثلاث دقائق فقط، ما استدعى من الجهة المنظمة للمسابقة تنظيم دورة ثانية خصيصا لها، في توقيت لا يتعدى 30 ثانية فقط، للتأكد واختبار قدراتها الخارقة في الحساب الذهني، وتمكنت النابغة «سجود رتاج» للمرة الثانية من الحصول على التنقيط كاملا في الإجابة عن المسائل الرياضية المعقدة، ما جعل الجهة المنظمة تعلن تتويجها رسميا بلقب المنافسة العالمية.
وقالت الطفلة «سجود رتاج» إنها تشارك فقط في المسابقات العالمية التي تخص صنف الأكابر، بعد تفوقها الواضح على أترابها من نفس السن في المسابقات الوطنية المنظمة من قبل الأكاديميات المختصة. وكشفت للنصر عن مراسلة أرسلتها للجهة المنظمة تشترط فيها عدم مشاركة ممثلين للكيان الصهيوني في المسابقة قبل دخولها.
«رتاج سجود» من مواليد 17 سبتمبر 2010، وسبق لها التتويج أيضا قبل سنتين باللقب العالمي، في الدورة التي جرت وقائعها يوم 15 جويلية 2019 في العاصمة التركية إسطنبول، ما جعلها تتلقى دعوة رسمية للمشاركة في الدورة الخاصة بأبطال العالم، والتي جرت بتاريخ 08 ديسمبر من نفس السنة بالعاصمة التايوانية «تايبي»، وهناك احتلت ابنة الجزائر المرتبة الثانية عالميا بمشاركة أقوى المتسابقين عالميا في الحساب الذهني.
وكشفت «سجود رتاج» عن دهشة الجهة المنظمة لدورتي تركيا وتايوان من قدراتها الخارقة، ما جعلها تتلقى دعوات رسمية للمشاركة في مسابقات جديدة، نظمتها العديد من دول العالم الأخرى، مثل: كوريا الجنوبية وتايلاند، لكن تعذر عليها المشاركة فيها بسبب مشكلة التأشيرة، بعد تطبيق الكثير من الدول إجراءات الحجر الصحي للحد من انتشار فيروس كورونا.
وعن نتائجها الدراسية فقد أكدت النابغة أنها تحصلت على معدل 10/10 في امتحان التعليم الابتدائي، مضيفة أنها دائما ما تحتل المرتبة الأولى في جميع السنوات الدراسية الابتدائية، ما جعلها تحظى بتكريمات خاصة من إدارة ابتدائية «رقيق دحمان».
وتجيد «سجود رتاج» الحديث باللغة الإنكليزية بطلاقة، حيث سمح لها ذلك بالتواصل عن طريق وسائط الاتصال الاجتماعي مع أهم المدربين العالميين في الحساب الذهني.
وقالت « إن تتويجها العالمي الأخير هو محصلة للتدريب الجاد الذي تلقته في الحساب الذهني، منذ أن كانت تبلغ من العمر أربع سنوات، مشيرة أنها استطاعت تطوير قدراتها في السنتين الماضيتين، بعد تمكنها من ختم حفظ القرآن الكريم، وصرحت:» لقد ساعدني حفظ القرآن الكريم في تطوير قدراتي الخاصة في الحساب الذهني، ومع تطبيق نظام التفويج في الدوام الدراسي، بسبب البروتوكول الصحي الخاص بالحد من انتشار فيروس كورونا، سمح لي باستغلال الوقت جيدا من خلال تكثيف التدريبات تحت إشراف والدتي، والتي نجحت أيضا في مساعدتي لختم حفظ القرآن الكريم في اليوم الأخير من شهر رمضان الماضي».
ولا تقتصر إنجازات هذه النابغة عند هذا الحد فقط، بل تعتبر أيضا بطلة عربية في «الروبوتيك»، وتنتظر مشاركتها قريبا في الدورة الجديدة التي ستنظمها دولة مصر، والأكثر من ذلك فإنها تحصلت مؤخرا على شهادة وطنية بفضل اختراعها طريقة إدارة «المنتجعات السياحية» بطريقة ذكية، وهي الدورة التي نظمت مؤخرا من قبل مديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع مديرية السياحة لولاية سطيف في مدرسة «الباز» الأولمبية.
وأكدت «سجود رتاج» أنها متعددة المواهب، ووجدت الرعاية المناسبة من قبل أسرتها وأساتذتها في المدرسة الابتدائية والأكاديمية لتفجير طاقاتها، معبرة عن سعادتها الكبيرة بهذا التتويج العالمي، لأنه جاء في ظرف حساس جدا تمر به الجزائر، بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا والحرائق المسجلة بعدد من ولايات الوطن، وصرحت:» سعدت كثيرا بتتويجي المستحق لأنه أدخل البهجة والسرور في نفوس الكثير من أبناء شعبي».
وتقول والدة الطفلة النابغة في حديث للنصر، المدربة العالمية بن شعبان مروة، إن ابنتها أظهرت منذ سن صغيرة ذكاء خارقا في الحساب الذهني، ما جعلها تشرف على تدريبها مبكرا، وتتولى مهمة رعايتها برفقة والدها، من خلال المشاركة في جميع المسابقات العالمية المنظمة بمختلف البلدان، مؤكدة أنها  اضطرت برفقة والدها إلى بيع حليها الذهبية الخاصة، حتى يتسنى تسديد جميع المصاريف المالية المتعلقة بالمشاركة في دورة تايوان، والتي قدرت بقيمة 76 مليون سنتيم، وصرحت أن شركة «الإماراتية للطيران» احتفت باحتلال ابنتها المرتبة الثانية في تلك الدورة، من خلال تقديم هدايا خاصة وتكريمها من قبل طاقم الطائرة في رحلة العودة إلى أرض الوطن.
وصرحت والدة «رتاج سجود» إن جميع الأمهات مطالبات بالسهر على توفير الرعاية الخاصة لأبنائهن، لأن:» العباقرة يصنعون ولا يولدون، وعلى كل أم أن تضع نصب اهتماماتها الرئيسية في الحياة توفير رعاية خاصة للأبناء».
وبدوره قال والد المتوجة عالميا، الصيدلي رحاحلة نبيل، إنه جد فخور بما فعلته ابنته، لأنها رفعت الراية الوطنية عاليا في مختلف الدورات العالمية في مسابقات الحساب الذهني، مشيرا أن سعادته لا توصف عندما وقف على مشاركة الشعب الجزائري في مختلف المواقع الاجتماعية لنبأ تتويج فلذة كبده في الدورة العالمية الأخيرة، مضيفا أنه وبالرغم من عمله اليومي الشاق منذ انتشار فيروس كورونا، لكونه صاحب صيدلية بحي التساهمي بمدينة العلمة، غير أنه لم يتوقف عن تخصيص جدول زمني يومي برفقة ابنته للمراجعة وحفظ القرآن الكريم، مضيفا أنه اضطر لبناء ركن خاص في الشقة وتحويله إلى مصلى خاص لابنته «سجود رتاج»، حتى يتسنى لها الحفظ والتدرب هناك في أجواء جد هادئة تساعدها على التركيز الجيد.
وقبل مغادرتنا البيت أكدت الصبية «سجود رتاج» أن طموحها المستقبلي تحقيق المزيد من التتويجات العالمية، مؤكدة أنها ستعمل من الآن جاهدة لمراجعة دروس السنة أولى متوسط، لأن هدفها القادم هو احتلال المرتبة الأولى وطنيا في مسابقة شهادة التعليم المتوسط، معبرة عن سعادتها لانتشار صورها الخاصة في الكثير من الصفحات المعروفة على الموقع الاجتماعي «الفايسبوك»، من بينها الصفحة الرسمية الخاصة بالسفارة الأمريكية في الجزائر.
أحمد خليل