وزارتا التعليم العالي والصحة تقيمان برامج الطور الأول: تأكيد على ضرورة معالجة الاختلالات و تحسين تكوين الأطباء

أكدت وزارتا التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عزمهما على تقوية الشراكة القائمة بينهما خلال عملية تقييم الإصلاحات التي مست البرامج التكوينية الجديدة للسنوات الثلاث الأولى في العلوم الطبية، والتوجه سويا لتصحيح الاختلالات وتحديد النقائص الواجب معالجتها، سعيا لتحسين جودة ونوعية التعليم في العلوم الطبية، من خلال جعل برامج التكوين تتأقلم مع متطلبات الطب الحديث من خلال الحرص على توفير الظروف البيداغوجية الملائمة، خاصة تلك المتعلقة بتعزيز التكوين التطبيقي للأطباء من أجل الوصول إلى تكوين طبيب كفء قادر على التشخيص السليم وتحقيق تكفل أفضل بالمرضى.
وفي كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح أشغال يوم تقييمي للتكوين في العلوم الطبية بكلية الطب في بن عكنون بالعاصمة،  أكد الأمين العام لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي نور الدين غوالي، على الأهمية القصوى لتقييم الإصلاحات التي مست البرامج التكوينية الجديدة للسنوات الثلاث الأولى في العلوم الطبية، قبل الشروع في تطبيق إصلاحات الطور الثاني للتكوين العيادي بكليات العلوم الطبية مطلع الموسم الجامعي المقبل، و الذي سيمس – كما قال - السنوات الرابعة و الخامسة و السادسة من ذات التخصص.
و أبرز غوالي بأن تنظيم هذا اللقاء يعد وقفة تقييمية مشتركة مع وزارة الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات، يأتي في إطار رؤية القطاعين المشتركة حول التكوين في العلوم الطبية و البحث و الممارسة الصحية، و التقارب في الرؤى حول الإشكالات التي يعرفها قطاع الصحة، ومعرفة الجوانب الايجابية في النظم التي اعتمدت في وقت سابق من أجل تعزيزها و تحديد الاختلالات التي عرفها تطبيق برامج الطور الأول وتصحيحها مستقبلا.
وقال '' إن إشراك الفاعلين في القطاعين من أساتذة و عمداء كليات الطب و رؤساء الجامعة إلى جانب الشركاء الاجتماعيين في هذا اللقاء، يندرج في إطار التحضير لإصلاحات الطور الثاني، و التي تخص السنوات الرابعة و الخامسة و السادسة في المسار التكويني لطبيب المستقبل''، مؤكدا أن "مؤشرات عدة و تحقيق و استبيانات مختلفة سيتم التدقيق فيها، للوصول إلى تحيين موضوعي للبرامج التكوينية للسنوات المشار إليها".
وخلال عرضه للجانب التاريخي للإصلاحات والتقويمات التي عرفها التكوين في مجال الطب في بلادنا، أهمها إصلاح 1971 وإصلاح 1997، أكد المتحدث أن الجزائر تمكنت من رفع التحدي الخاص بالتغطية الكمية من عدد الأطباء و الأخصائيين عبر مناطق الوطن باستثناء بعض التخصصات النادرة، من خلال تسخير موارد بشرية ومادية هائلة، إلا أنه سجل بأن '' الطبيب المتخرج حديثا يجد نفسه غير عملي في مجال تخصصه و أن دوره الاجتماعي غير محدد بدقة''، مرجعا ذلك إلى نقص في الإشراف البيداغوجي و قلة التربصات، و وجود نقائص هيكلية و بيداغوجية، وعدم التشبع بأخلاقيات المهنة فضلا عن وجود نقائص هيكلية و بيداغوجية.
وأكد الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن قطاع التعليم العالي سيواصل التنسيق مع وزارة الصحة لتحسين جودة ونوعية التكوين في العلوم الطبية لتوفير الظروف البيداغوجية للتكوين، لا سيما تعزيز القيام بإجراء التربصات الميدانية والتطبيقية على مستوى كافة المؤسسات الصحية و الاستشفائية من أجل تكوين طبيب كفء يتمتع بأنسنة علاقاته مع المرضى ويكون متمكنا من تقديم التشخيص السليم ومنح العلاج المناسب.
كما أبرز الأمين العام لوزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، من جهته، ضرورة إصلاح الدراسات في مجال الطب من خلال تحديد البرامج في مجال التكوين و تأقلمها مع متطلبات الطب الحديث، فضلا على ضرورة مراعاة التطورات التكنولوجية الطبية و السرعة التي عرفتها مختلف كيفيات التكفل بالمرضى واستقبالهم.
و أضاف '' يتعين حاليا طرح العديد من التساؤلات الخاصة بماهية برامج التكوين الحالية هل برنامج التكوين الحالي ومعظم المقاييس المدرّسة بالجامعة تستجيب لمقتضيات ممارسة مهنة الطب وهل تتماشى مع دور التشخيص والاستقبال ؟ وأيضا '' مدى تماشيها مع دور التشخيص الذي يعد أساس عمل أي طبيب في ظل المعطيات الجديدة''، مشيرا بدوره إلى أن ''إعادة النظر في تكوين الأطباء لا بد أن يمر بتعزيز التربصات الميدانية و الاهتمام بالجوانب المكملة لدراسته على غرار المعارف الاقتصادية بما فيها اقتصاد الصحة و القواعد القانونية الأساسية لسير المنظمات العمومية''.
ع.أسابع