الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

الرئيس تبون يؤكد بأن الحدود مع المغرب ستبقى مغلقة: «ننتظر اعترافاً فرنسياً كاملا بجرائم الاستعمار»

* نحن لسنا شعبا متسوّلا.. نحن شعب فخور يُبجّل شهداءه       * طالبنا فرنسا بتنظيف المواقع النووية من الإشعاعات * نحن لن نهاجم المغرب لكننا سننتقم إذا تعرضنا للهجوم      * الجزائر لن تسمح بأن تصبح مالي ملاذاً للإرهابيين
 
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائريين ينتظرون “اعترافا كاملا بكل الجرائم التي اقترفتها” فرنسا الاستعمارية بما فيها معالجة ملف مخلفات التفجيرات النووية التي قامت بها في الصحراء، مؤكدا أن الاعتراف بجرائمها يعد شكلا من أشكال الاعتذار. كما وجّه تحذيرات بشأن أي تفكير في الاعتداء على الجزائر، وأكد أنّ الحدود البرية مع المغرب ستبقى مغلقة.
وقال الرئيس تبون، في مقابلة مع مجلة «لوبوان» الفرنسية، إنّ «الجزائريين ينتظرون اعتراف فرنسا بجميع جرائمها، ونحن نطلب من فرنسا تنظيف مواقع التجارب النووية، ونأمل أن تعالج فرنسا ملف ضحايا التجارب النووية». مؤكدا بأن “الاعتراف هو شكل من أشكال الاعتذار”. وأوضح أن الجرائم المرتكبة لا تعني “جيل الرئيس ماكرون ولا جيل المثقفين الفرنسيين الذين لا لوم عليهم”، مشيرا أن “الاعتراف بهذه الأفعال مهم للغاية”، وتساءل “لماذا التمسك بالاعتراف بما تعرض له الأرمن واليهود ويتم تجاهل ما وقع في الجزائر؟”. وأكد في هذا الصدد، “ما نريده هو تضميد جراح الذاكرة ومعترف بها. لنخرج من خرافة أن الجزائر أرض مباحة جلب الاستعمار لها الحضارة”،  مشددا على أنه “ليست فرنسا فولتير وفرنسا التنوير التي نحكم عليها بل فرنسا الاستعمارية”.
وأضاف، “لن ننسى أبدا العديد من الفرنسيين الذين التحقوا بمعركة الجزائريين واليوم ننحني أمام أرواحهم”.
واعتبر أن تسوية المسائل الخلافية ستتيح “صداقة مستدامة بين الأمتين” وفي رده عن سؤال متعلق “بالتعويضات” التي يجب أن تقدمها فرنسا لا سيما فيما يخص التجارب النووية التي قامت بها في الجنوب الجزائري ومخلفاتها، قال الرئيس “نحترم موتانا كثيرا إلى درجة أن التعويض المالي سيكون بمثابة إهانة. فنحن لسنا شعبا متسولا، نحن شعب فخور يُبجّل شهداءه”. وطالب في هذا الصدد فرنسا “بتنظيف المواقع النووية”، مؤكدا أن هذه العملية “قطعت شوطا كبيرا لأن التلوث الإشعاعي ما زال يخلف ضحايا لغاية اليوم”.
ودعا فرنسا للقيام «بعلاج ضحايا التجارب النووية. فالعالم احتشد من أجل كارثة تشيرنوبيل في حين إن التجارب النووية في الجزائر تثير ردود أفعال قليلة بالرغم من أنها حدثت علنا وبالقرب من التجمعات السكنية”. وفي تطرقه لتقرير بنيامين ستورا حول الاستعمار، أوضح رئيس الجمهورية أن “ستورا مؤرخ لم يتماد أبدا” وكان “دائما قريبا من الحقيقة”، مضيفا أنه “حرر تقريرا وجهه لرئيسه، لكنه لم يُرسل لنا”.
وفي مقارنة بين مبادرات الرؤساء الفرنسيين القدماء وما فعله ايمانويل ماكرون اليوم، أقر بأن “الرئيس ماكرون هو الذي ذهب أبعد في هذا الموضوع”. وأشار بقوله “نعم، ينبغي التذكير بذلك وتسجيله. وأنا أعرب للرئيس ماكرون عن كل تقديري. فهو الأكثر استنارة من بينهم جميعا. كان للرؤساء الآخرين جميعا تاريخ يربطهم بالجزائر”. وقال إن أولئك الذين “ينتقدون سياسة ماكرون تجاه الجزائر يشكلون أقلية صغيرة”.
وأكد “أنهم يحتفظون بأذنابهم، لكنهم منبوذون من طرف الرأي العام الفرنسي، لأن غالبية الشباب الفرنسي اليوم معنيين بدرجة أقل بالتاريخ الجزائري”، معتبرا أنه “إذا لم تتوصل الجزائر وفرنسا إلى مد جسور التواصل القوية بين البلدين تحت رئاسة ماكرون، فإن ذلك لن يتحقق أبدا وسيحتفظ بلدانا على مر الدوام بالحقد المتبادل”.
وفيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية-المغربية أكّد السيد تبون أن “الدور المشرف في هذه العلاقات يعود للجزائر، مضيفاً أنّ «القطيعة تأتي من المغرب، أنا أتحدث عن النظام الملكي، لا عن الشعب المغربي الذي نحترمه. منذ فترة طويلة المغرب دائماً هو المعتدي، نحن لن نهاجم قَطّ جارنا، لكننا سننتقم إذا تعرضنا للهجوم، أشك في أنّ المغرب سيحاول فعل ذلك، ميزان القوى ليست في مصلحته، على ما هم عليه».
وعن ملف الحدود، قال الرئيس تبون، إنّ «الحدود البرية مع المغرب لا يمكن فتحها، وستبقى مغلقة. لا يمكن فتح الحدود مع جار يعتدي علينا يومياً»، وأوضح أن “الصحراء الغربية كانت دائمًا موضع خلاف بين الجزائر والمغرب، ولكنها ليست سببًا للحرب، وعلى المغرب الاحتكام للعقل: عدوه، مثلما هو الحال بالنسبة للجزائر، هو التخلف، والجزائر الآن في صدد التشييد، سواء بوجود المغرب أو بدونه”.
كما تحدث رئيس الجمهورية عن قضية الصحراء الغربية، حيث شدد على أنه «يتعين أن يعود المغرب بسرعة إلى حل مقبول وفق القانون الدولي، وإذا كان البعض يعتقد أنه بافتتاح القنصليات في العيون والداخلة تكون قضية الصحراء قد انتهت، فهم مخطئون، كذلك إنّ اعتراف (دونالد ترامب) بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لا يعني شيئاً».
وتساءل الرئيس في ذات السياق: “لماذا يرفض المغرب استفتاء تقرير المصير”، ليجيب:” إنهم يغيرون الواقع الإثني (تغيير التشكيلة الديموغرافية) وهذا له تداعيات بحيث أنه يجعل الصحراويين داخل الصحراء الغربية أقلية مقارنة بالمغاربة الذين استقروا هناك، في حالة التصويت لتقرير المصير،  فإن المغاربة الذين يعيشون في الأراضي الصحراوية سيصوتون من أجل الاستقلال لأنهم لن يرغبوا في أن يكونوا مجددًا رعايا للملك”، وقال: إنه “من المفارقة أن تكون لديك أغلبية مغربية وأن ترفض التصويت على تقرير المصير”. وعن سؤال حول العلاقات مع تركيا قال رئيس الجمهورية إن الجزائر تربطها «علاقات ممتازة مع الأتراك الذين استثمروا قرابة 5 مليارات دولار دون أي مطالب سياسية مقابل ذلك”. وأضاف: “أولئك الذين أزعجتهم هذه العلاقة عليهم فقط أن يأتوا ويستثمروا عندنا”.
وفي سياق التطورات المتلاحقة في مالي، جدد الرئيس تبون التزام الجزائر دعم وحدة مالي، وقال إنّ «الجزائر لن تسمح بأن تصبح مالي ملاذاً للإرهابيين، ولن تسمح أبداً بتقسيم جمهورية مالي»، حيث تشرف الجزائر على لجنة الوساطة الدولية لتنفيذ اتفاق السلام الموقع في ماي 2015 في الجزائر. وردا على سؤال بخصوص احتمال مشاركة الجيش الجزائري خارج حدود البلاد، لا سيما في مالي، ذكّر رئيس الجمهورية بأن “الدستور الجزائري يسمح الآن بهذا النوع من التدخل، غير أن الحل لا يكمن هنا”، وأضاف قائلا، “من خلال اتفاق الجزائر نحن هنا لمساعدة باماكو، وهو ما نقوم به بالفعل عبر تدريب الجنود الماليين”.
ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com