الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

الخبير في القانون الدولي البروفيسور العايب علاوة للنصر: الخاسر الأكبر إذا قامت الحرب هو المغرب وليس الشعب الصحراوي


• العدوان العسكري المغربي في الكركرات  خرق صارخ للقانون الدولي
       أكد أستاذ القانون الدولي العام بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 1 البروفيسور العايب علاوة، أمس، أن العدوان العسكري المغربي في منطقة الكركرات عمل استفزازي و خرق صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، وأضاف أنه على  مجلس الأمن الدولي أن يخرج من صمته  و أن يتخذ إجراءات فورية رادعة  استنادا للفصل السابع من الميثاق ضد  المغرب، واعتبر أنه إذا قامت الحرب، فإن الخاسر الأكبر هو المملكة المغربية وليس  الشعب الصحراوي .
النصر : قامت المملكة المغربية الجمعة الماضي بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركرات  في الصحراء الغربية، كيف تقرأون ما حدث ؟
uالعايب علاوة: العمل الذي قام به المغرب  في منطقة الكركرات خرق صارخ لاتفاقية الهدنة التي وقعت بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية سنة 1991 والتي بموجبها تم  الاتفاق على وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في انتظار إجراء استفتاء تحت رعاية الأمم المتحدة لتقرير مصير الشعب الصحراوي، ومن جهة أخرى، فإن  قيام المغرب  ببناء سور عازل على طول الأراضي الصحراوية المحتلة وإحاطته بملايين من الألغام وهو ما يسمى بجدار العار لتقسيم الأراضي الصحراوية وأخذ الجزء الخصب منها لاستغلال الثروات الطبيعية والمعدنية وخاصة استخراج الفوسفات والثروة السمكية من السواحل الصحراوية الغنية، يعتبر أيضا خرقا للقانون الدولي، خاصة لقرار الجمعية العامة رقم 1803 الصادر في ديسمبر 1962 والخاص بالحفاظ على الثروات الطبيعية و المعدنية للأراضي المحتلة، ناهيك عن القرار الصادر عن محكمة العدل الأوروبية والمتعلق بعدم شرعية استغلال المغرب للثروات الطبيعية  للصحراء الغربية.
كما أن المغرب خرق اتفاق التفاهم المبرم  بين المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو سنة 1991 والمتعلق بوقف إطلاق النار والذي نتج عنه إرسال  بعثة الأمم المتحدة المتعلقة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية « المينورسو» ، لكن هذا الاستفتاء لم يجر لحد الآن بسبب تعنت المملكة المغربية وعدم التزامها بالشرعية الدولية خاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الشأن   وبمساعدة بعض حلفائها في مجلس الأمن وعلى رأسهم فرنسا والتي تقف دائما حجر عثرة أمام إجراء استفتاء في الصحراء الغربية كما هو مبرمج لذلك حسب قرارات الشرعية الدولية ، خاصة مجلس الأمن  والجمعية العامة للأمم المتحدة .
والأكيد أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار باعتبارها آخر مستعمرة في إفريقيا،  والجزائر منذ سنة  1975 ،  تساند القضية الصحراوية استنادا للشرعية الدولية واستنادا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في 1975 والذي بين أنه  لا توجد علاقة سيادة أبدا بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية ماعدا علاقة دينية، لكن لا تصل ولا ترقى إلى علاقة سيادة وبالتالي الصحراء الغربية لم تشكل في يوم من الأيام جزء من المملكة المغربية ، و المغرب كانت له دائما  أطماع تاريخية حتى في موريتانيا ، حيث لم تعترف المملكة المغربية باستقلال هذا البلد  إلا بموجب مؤتمر القمة العربي المنعقد  في الدار البيضاء عام 1969 وبمبادرة وإلحاح من الرئيس الراحل هواري بومدين ،  كما أنه و بالإضافة إلى ذلك  فلو كانت الصحراء الغربية فعلا مغربية فلماذا قبل المغرب تقسيمها مع موريتانيا بموجب اتفاقية مدريد  الثلاثية في 1975  وثانيا لماذا عدم الالتزام بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية سنة 1975 وثالثا  فإن كل قرارات الشرعية الدولية تنص على أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار، حسب ميثاق الأمم المتحدة ومنذ نهاية خمسينيات القرن الماضي ، وبالتالي لابد من إجراء استفتاء حول تقرير المصير للشعب الصحراوي.
النصر:  بعد هذا التصعيد المغربي الخطير في المنطقة، ما هو الدور المنتظر من  مجلس الأمن الدولي والذي من مهامه حفظ السلم والأمن الدولي؟  
uالعايب علاوة:  مجلس الأمن من مهامه الأساسية حفظ السلم والأمن الدولي و بالتالي يجب أن يقف للمغرب بالحزم الكافي لإرغامه على الالتزام بالشرعية الدولية وبالقانون الدولي، سواء الاتفاقي أو العرفي، لأن المملكة المغربية هي التي خرقت وهي التي تماطل بعدم إجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية منذ 1991 إلى حد الآن ، و مجلس الأمن في الوقت الحالي تحول إلى جهاز مصلحي  ، فكل دولة فيه  تراعي مصالحها  الضيقة على حساب السلم والأمن الدولي و المصالح الكبرى للشعوب في العالم ونشير إلى أن المملكة المغربية لها أصدقاء في مجلس الأمن و هي تصول وتجول كما تشاء في المنطقة وحسب رأيي إذا أراد الصحراويون أن يأخذوا أراضيهم، فما عليهم إلا أن  يعلنوا حربا على المغرب كما فعلوها من سنة  1975 إلى غاية وقف إطلاق النار سنة 1991 ، ذلك لأن ما أخذ بالقوة لن يسترجع إلا بالقوة  وأن صبر الشعب الصحراوي قد نفد، ذلك أنه يعيش في ظروف مأساوية غاية في الخطورة ،  وقد تم استنفاد الوسائل السلمية ولا أحد يلوم الشعب الصحراوي إذا فرض عليه اللجوء إلى مقاومة المحتل المغربي وأخذ استقلاله  ، فإذا قام الصحراويون بأي عمل مقاوماتي،  فهم معذورون وكل محبي السلم والأمن والعدل في العالم سيساندونهم كما ساندوهم من قبل .
ومجلس الأمن ما عليه إلا أن يخرج من هذا الصمت الرهيب وما عليه  إلا أن يتخذ إجراءات رادعة وفورية استنادا للفصل السابع من الميثاق ضد المحتل المغربي  والوقوف مع الشعب الصحراوي لإنجاز ما قامت عليه المينورسو منذ أكثر من 20 سنة .
و نشير هنا أيضا إلى أنه  لم يتم لحد الآن تعيين ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية للإشراف على الاستفتاء ، وقد طالب الصحراويين بإدراج ملف حقوق الإنسان ضمن مهام  البعثة الأممية المينورسو في الصحراء الغربية ، لأن  هناك انتهاكات صارخة في حق السكان الصحراويين الواقعين تحت الاحتلال المغربي.
والأكيد أن   العدوان العسكري المغربي في منطقة الكركرات خرق صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ، وعمل استفزازي أراد منه المغرب جس النبض،  و ردة فعل  العالم فهو  يعرف أن الصحراويين متمسكين ببلدهم وبالاستقلال إلى أن يأتي هذا الاستقلال وهذا  العدوان المغربي يعتبر عمل استفزازي لا أكثر ولا أقل  وإذا قامت الحرب أكيد أن الخاسر الأكبر هو المملكة المغربية وليس  الشعب الصحراوي ،  لأن الشعب الصحراوي  هو شعب له قضية وله بلد يدافع عنه وله أرض وشرف وعرض يدافع عنه على خلاف المغرب المحتل بطريقة غير شرعية لهذا الإقليم  والذي هو آخر مستعمرة في  إفريقيا  وإن كان المغرب جاد فما عليه إلا أن يسترجع سبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا وبالتالي هذا نفاق مغربي  وهم يريدون دائما أن يقحموا الجزائر والتي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد ماعدا أنها  بلد مجاور للصحراء الغربية ومساعدة الجزائر للصحراويين هي في إطار القانون الدولي  .
النصر :  كيف تتوقعون تطورات الأوضاع والسيناريوهات المحتملة بعد هذا الاعتداء المغربي في الكركرات؟
uالعايب علاوة:  الشعب الصحراوي في دفاع عن نفسه وهو لم يبادر إلى خرق اتفاق الهدنة لسنة 1991 وإنما المغرب هو الذي قام بذلك وما على  المغرب إلا أن يتحمل نتيجة ذلك وكل شيء ممكن ، بحيث من الممكن أن  يقوم النزاع المسلح من جديد والمقاومة تقوم من جديد  ، فالمنطقة مفتوحة على كل احتمال ممكن ولا يلوم المجتمع الدولي الشعب الصحراوي المغلوب  على أمره  والمحتلة أرضه إذا قام بأي شيء من أجل الدفاع عن كرامته وعن أرضه واستقلاله ، وقد عبر الصحراويون أول أمس على أنهم متحللون  من اتفاق 1991وبالتالي عليهم استعمال كافة الوسائل للدفاع عن أنفسهم والدفاع عن بلدهم وهذه تعتبر سابقة خطيرة لأن أكيد أنها مرشحة لقيام النزاع المسلح من جديد في الصحراء الغربية ، وإن كان هذا هو الحال فلابد منه لأن هناك تقاعس من قبل المجتمع الدولي وخاصة من طرف مجلس الأمن وبالتالي الصحراويون متحللون من اتفاق الهدنة نظرا لأنه تم خرقه والخروج عليه من طرف المملكة المغربية المحتلة للأراضي الصحراوية .
مراد - ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com