في حفل أشرف عليه وزير الاتصال

تكريم كل المديرين العامين الذين تعاقبوا على الإذاعة والتلفزة منذ الاستقلال
كرّمت وزارة الاتصال سهرة الأربعاء الماضي كل مديري مؤسستي الإذاعة والتلفزة الوطنيتين منذ الاستقلال إلى يومنا هذا بحضور أعضاء من الحكومة وعائلات المكرمين ومدعوين من الصحافة الوطنية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين للثورة المجيدة.
اعترافا بالجهود التي بذلوها وبكل ما قدموه لخدمة الإعلام الوطني أثناء الثورة المجيدة وبعدها بادرت وزارة الاتصال سهرة الأربعاء الماضي، إلى تكريم كل المديرين العامين الذين تعاقبوا على تسيير مؤسستي الإذاعة الوطنية والتلفزة الوطنية منذ الاستقلال وإلى غاية اليوم، وقال وزير الاتصال حميد قرين في كلمة قصيرة له خلال الحفل الذي أقيم بفندق الأوراسي بالعاصمة، أن المبادرة هذه تعد الأولى من نوعها منذ سنة1962.قد تم تكريم 24 مديرا عاما للمؤسستين المذكورتين الأحياء منهم والذين غادروا إلى الدار الباقية، وقال وزير الاتصال حميد قرين بالمناسبة «أنها ثقافة الاعتراف والعرفان، هؤلاء قدموا كل شيء وأغلى ما يملكون للإذاعة والتلفزيون، قدموا عرقهم وحتى دمهم وحياتهم»، مضيفا « كل هؤلاء المديرين رافقوا تطور الجزائر منذ سنة 1962 إلى اليوم، وهم لم يصلوا صدفة إلى هذه المناصب لو لم يكونوا يملكون الخبرة والذكاء والمؤهلات، وكانت لديهم ثقافة لم الشمل والإصغاء، وأيضا كان لديهم حب خاص لوطنهم».ووجّه المدير العام الحالي للإذاعة شعبان لوناكل نيابة عن الجميع في كلمة مقتضبة له بعد تكريمه تحية خاصة للآلاف من النساء والرجال الذين وقفوا وراء المديرين العامين، هؤلاء الآلاف الذين رافقوا الجزائر منذ استقلالها إلى اليوم ومروا بمراحل صعبة ومراحل رائعة، وقد صمد الإعلام العمومي والقطاع العمومي على وجه عام حتى لحق به اليوم القطاع الخاص في مجال الإعلام ، داعيا  إلى تضافر جهود القطاعين، كما قال أنه عمل مساعدا للكثير من المديرين المكرمين وأنه يشهد أنهم ما قصروا تقصيرا.
و استحسن جميع المديرين المكرمين وعائلاتهم المبادرة التي قامت بها وزارة الاتصال، وقالوا أنهم كانوا ينتظرون ذلك منذ زمن طويل، كما تأسفوا لرحيل الكثير من المديرين العامين للإذاعة والتلفزيون دون حضور لحظات التكريم، خاصة منهم من الجيل الأول الذي عمل أثناء الثورة التحريرية وساهموا في تأسيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، وكانوا شهودا على تأميمها في أكتوبر من  سنة 1962 ورفع العلم الوطني فوقها. ويدخل حفل تكريم هؤلاء في إطار الاحتفالات بالذكرى الستين للثورة التحريرية المجيدة وقد ساهمت وزارة المجاهدين أيضا في الحفل من خلال منح شهادات وأوسمة خاصة للمكرمين، كما شارك أعضاء من الحكومة في هذا الحفل على غرار وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة الذي كان مرفوقا بضيفه وزير خارجية كوريا الجنوبية، ووزراء السكن والعمران والمدينة، التجارة، الثقافة والمجاهدين ومدعوين آخرين من الصحافة الوطنية.
وفي المجموع تم تكريم 24 مديرا عاما سابقا لمؤسستي الإذاعة والتلفزة الوطنيتين، وكانت الإذاعة والتلفزيون مؤسسة واحدة من سنة 1962 إلى غاية 1987 حيث أعيدت هيكلتها وقسمت إلى مؤسستين مستقلتين، و المكرمون هم عيسى مسعودي،منير ماحي، محمد رزوق، عبد الرحمان شريط، عبد الرحمان لغواطي،لزهاري شريط، عبد القيوم بوكعباش، عبد القادر براهيمي، الطاهر وطار، عبدو بن زيان، بلحسن زروقي، الأمين بشيشي، مصطفى عبادة، زبير زمرزوم، حمزة تجيني بعيليش، عبد المالك حويو، إبراهيم بلبحري، عبد القادر العلمي، حبيب شوقي حمراوي، الزواوي بن حمادي، عز الدين ميهوبي، توفيق خلادي، شعبان لوناكل ومدني حواس.
لمين بشيشي: وزير ومدير عام سابق للإذاعة
أتأسف للذين غابوا عن هذا التكريم مثل عيسى مسعودي و عبد الرحمن شريط وغيرهم وكل الذين عملوا في المؤسسة لما كانت واحدة قبل إعادة هيكلتها سنة 1987، وبالمناسبة أشكر وزارة الاتصال على هذه المبادرة وأقول أن منصب وزير الإتصال الذي أخذته كان أصعب منصب في حياتي، لأنه سلطة سيادية وكل واحد يريد أن يمسك به ليمسك الرأي العام.
نحن دولة في طريق النمو.. تحسَّنا كثيرا وتنقصنا ثقافة الدولة، و على الواحد منا أن لا يرى نفسه وحدها بل عليه أن يرى نفسه داخل الجماعة، وأتمنى أن تكون وسائل الإعلام عندنا مجتمعة وموحدة لترد على من يزيف الحقائق، نحن اليوم أمام من  ماتوا من أجل خدمة الصحافة والرأي الصحيح أيضا وليس خدمة من يعطي الأوامر فقط.
بالنسبة للجيل الجديد من الصحفيين أقول له اليوم العالم بين يديه وله كل الوسائل التكنولوجية المتطورة عليه ان يغربل ما تجب غربلته وإني أبارك مستوى هذا الجيل.
زبير زمرزوم: مدير عام سابق للتلفزة
هذا التكريم مفاجأة بالنسبة إلي لأنه منذ الاستقلال ونحن في الميدان ونحن نفتخر بهذا، وأقول أن الدولة لم تعط في بعض الأحيان القيمة اللازمة لإطاراتها، لقد تحملنا مسؤوليات في مراحل صعبة في سبيل الوطن، وأتمنى من الأجيال الجديدة أن تكون لديها الروح الوطنية والنضالية، و أقول لهم أننا لم نهتم أبدا في زماننا بالمادة.          

محمد عدنان