الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

الأستاذ بجامعة ورقلة قاسم حجاج للنصر

الأحداث الأخيرة مفتعلة للضغط على السلطة
• أزمة غرداية ناجمة عن ضعف الحوكمة المحلية  في تسيير شؤون المواطن

 

أرجع الدكتور حجاج قاسم، التصعيد الخطير الذي شهدته غرداية قبل أيام، إلى سعي بعض الأطراف للعمل على التغطية على ملفات الفساد وسوء التسيير الذي طال الميزانيات المرصودة للتنمية المحلية بالولاية خاصة بعد فيضانات 2008، وكذا لعدم الحسم في معالجة قضايا الاتجار بالمخدرات وغيرها، بما يعني ضعف الحوكمة المحلية في تسيير شؤون المواطنين، اقتصاديا، أمنيا، سياسيا، اجتماعيا وثقافيا وحتى إعلاميا.فأصبحت المنطقة رهينة في يد جماعات مافياوية.
وعبر الأستاذ حجاج عن خشيته من أن تساهم الأوضاع المحلية والوطنية إلى جانب الإقليمية والدولية في زعزعة استقرار البلاد وأمنها.ويرى الأستاذ الباحث في العلوم السياسية بجامعة ورقلة حجاج قاسم في حديث مع النصر، أن الخروج من الأزمة يكون بحلول توافقية منصفة  وعقلانية في كل الملفات التي غذتها، وهذا لن يتأتى حسب المتحدث دون إعادة النظر وتطوير  منظومة الحكم وبناء الروح الوطنية في ظل التنوع المبدع، من خلال مشاركة كل النخب السياسية والأمنية والاقتصادية، إلى جانب إبعاد المؤسسات العمومية عن التحيز لأي طرف أو التلاعب ببعض عناصر التركيبة الاجتماعية المكونة للمنطقة والمميزة لهويتها.
وأضاف أن الأزمة في غرداية قديمة متجددة ولكن مثلما أوضح فإن طبعتها الأخيرة مفتعلة في سياق إقليمي ودولي وحتى وطني للضغط على السلطة.  مشيرا أن الحياة اليومية في بعض مناطق غرداية وخاصة بريان أصبح يسودها هاجس الخوف من الخروج للتسوق أو الاستشفاء أو قضاء الحاجيات، حيث يخاف المواطن من الحواجز المزيفة والعصابات المباغتة بل وأصبح الغرداويون معرضين حتى للتحريض عن طريق مواقع إلكترونية مختلفة.و عبر المتحدث عن خشيته من تجذر النزعة الاستقطابية بين الأعراش والطائفية بين الجماعات السكانية الرئيسية المكونة للنسيج الاجتماعي في المنطقة، ومن تعمق مناخ عدم الثقة لدى الأجيال الجديدة التي شهدت فصول هذه المأساة الأمنية خلال السنوات الأخيرة، مما يمكن أن ينجم عنه ما أسماه «العنف الهوياتي»، مفسرا أن هناك سلوكات انحرافية بدأت تظهر في الفترة الأخيرة وسط شباب المنطقة، تجسدت في تمردهم على بعض القيم الاجتماعية المحافظة، وهذا ناجم عن عوامل مثل البطالة والتسرب المدرسي وانتشار الإدمان على المخدرات والخمور وغيرها من السلوكيات الدخيلة على المجتمع الغرداوي التي أدت إلى ممارستهم العنف خلال الأحداث الأخيرة وهذا في غياب التكفل الجدي بهم وبأوضاعهم. سياسيا قال المتحدث أنه منذ التسعينات ظهر فراغ قيادي في المنطقة، ملأته جماعات تحريضية لجأت لخطاب يرتكز على الاستقطاب العرقي و كذا السياسي التعبوي للفئات الباحثة عن الهوية وعن عمل، وعن وضعية اجتماعية مناسبة، مما أنزل هؤلاء للشارع ليعبروا عن غضبهم بحرق العجلات المطاطية والقيام بأعمال الشغب.وعن تأثير القبض على متهمين بالتحريض على تطورات الأوضاع، دعا  الأستاذ حجاج  لعدم اختزال الأزمة في هذا الأمر فقط و إبرازه، دون التعمق في فتح تحقيقات حول ما سلف ذكره من سوء التسيير المحلي وقضايا الفساد، وكذا إخفاق المسؤولين المحليين في معالجة الأزمة بكل أبعادها مما أطال في عمرها وعقدها أكثر، شارحا في هذا الإطار « الأزمة تعالج بالمعرفة الرصينة والتخطيط الاستشرافي المستنير الذي يشرك الذكاء الجماعي لكافة فاعلي المجتمع المحلي لصناعة الحياة المشتركة بعيدا عن العنف الأهلي والعنف بكافة أشكاله».
ونوه الأستاذ الباحث بخرجات التضامن التي شهدتها مختلف ولايات الوطن للتنديد بما يجري في غرداية.                      

هوارية ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com