قنواع تعد أحد أهم أقطاب إنتاجه على المستوى الوطني: ثالوث يُعقد نشاط منتجي الكرز بسكيكدة

ناشد منتجو الكرز بمنطقة تابلوط في بلدية قنواع بسكيكدة، السلطات الولائية، التدخل من أجل تحسين ظروف ممارسة نشاطهم الفلاحي، مؤكدين على أن انعدام الماء و المسالك و الكهرباء، دفع بالكثير منهم إلى هجر منطقتهم و وقف هذا النشاط الذي يسترزقون منه.
و أكد منتجون في اتصالهم بالنصر، على أن زراعة الكرز التي تشتهر بها المنطقة، مهددة بالزوال بسبب الصعوبات التي تواجههم في زراعة هذا المحصول، نتيجة لافتقارهم للإمكانيات، لاسيما انعدام المسالك المؤدية للبساتين، بحكم أن المنطقة معروفة بتضاريسها الوعرة.
و قد ذكر أحد المنتجين و غالبيتهم عائلات، بأنهم يضطرون لحمل أكياس الكرز على أكتافهم و رؤوسهم و يقطعون بها مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى الطريق الرئيسي بغرض تسويق المنتوج، مشيرا إلى أن المنطقة تحصي حوالي 100 فلاح، كل واحد منهم ينتج  ما بين 20 إلى 30 قنطارا.
و طرحوا أيضا مشكلة انعدام مياه السقي التي كان لها تأثير بالغ على الأشجار و الثمار، ما أدى إلى تضرر و تلف المئات منها، حيث أن الحصة التي يتزودون بها من وادي بوصالح، لا تكفي، لاسيما مع تزايد الكثافة السكانية.
كما اشتكوا  كذلك من افتقار المنطقة للكهرباء الريفية، ما دفع بالعائلات إلى شراء الطاقة لإنارة بيوتهم، عن طريق الربط بكوابل عشوائية من مسافات بعيدة، ما كلف العائلة ما بين 5 إلى 6 ملايين سنتيم.
و أبدى هؤلاء قدرتهم على تطوير هذه الزراعة و توسيعها في حال لقوا الدعم الكامل من السلطات الولائية و الاستجابة لانشغالاتهم المطروحة.
رئيس البلدية اعترف بشرعية مطالب المنتجين، موضحا بأن بلدية قنواع تتواجد بها ثلاث مناطق مشهورة بإنتاج الكرز على مستوى الشرق الجزائري، بعد ولاية سوق أهراس و هي أفنسو، تابلوط و لآكارون، مشيرا إلى أن البلدية قامت بالتنسيق مع مصالح الغابات، بفتح العديد من المسالك و ستستمر في العملية على مستوى جميع نقاط زراعة هذه الفاكهة.
أما بخصوص الماء، فتبقى حسبه معضلة كبيرة تواجه الفلاحين، بسبب انعدام موارد قريبة للسقي بحكم وعورة التضاريس و لا يمكن انجاز آبار أو أحواض و الحل الوحيد برأيه، هو تزويدهم من سد وادي زهور، لكن المشكلة غير مطروحة بالنسبة للمنتجين بقرية أفنسو.
وبخصوص الكهرباء، فإن إمكانيات البلدية ضعيفة و ليست من اختصاصها، كما أن الطاقة ليس لها دخل في إنتاج الكرز، باستثناء مساعدة وتشجيع الفلاحين على الاستقرار في أراضيهم وممتلكاتهم، على حد قوله، مؤكدا على أن مصالحه لن تدخر أي جهد لتحسين ظروف المنتجين و مساعدتهم على تطوير هذه الزراعة.              كمال واسطة