الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

مركز الفروسية بقسنطينة: خيول تعيش على تبرعات المحسنين!

يتجه مركز الفروسية بحي بوالصوف في قسنطينة، نحو الغلق بعد أن جمد النشاط الرياضي به بسبب تراكم الديون على الجمعية المسيرة، كما أصبحت أرضيات الممارسة غير صالحة للاستعمال، فيما صار بنيان المرفق هشا وآيلا للانهيار، كما تعاني الخيول من الجوع وتقتات من تبرعات المحسنين.

وتواجدت النصر نهار أمس في هذا المكسب الرياضي بالولاية والواقع بمنطقة البوليغون أعلى المنطقة الصناعية بالما، حيث كان المكان أشبه بمنطقة مهجورة، بسبب شغور حظيرة السيارات وانعدام تام لحركة المارة، لنتوجه نحو مكتب الوحدة من أجل ملاقاة المسير والذي قام بإدخالنا، أين وقفنا على هشاشة المرافق التقنية مع وجود تشققات بالإسطبلات، وكان حينها المشرف على رعاية الخيول قد قام بجلبها إلى حظيرة كبيرة بها عدد كبير من الإسطبلات وتقع وسطها نافورة مياه تستغل في سقيها.
وشدت انتباهنا الحالة المزرية التي تواجدت عليها 17 خيلا بدت أجسادها هزيلة، حتى أن أضلع القفص الصدري كانت واضحة تحت الجلد، في مظهر يؤكد عدم تغذيتها بالشكل المطلوب، كما لاحظنا أن حالة بعض الخيول صغيرة السن جد مزرية بالنظر لأجسادها الضعيفة، فيما كان 3 أو 4 منها قوية وفي صحة جيدة مقارنة بالبقية، و اللافت أن عددا من هذه الحيوانات كان يتتبعنا أينما حللنا ربما ظنا منها أننا سنقدم لها طعاما.
تراكم الديون نظير تسيير المرفق
وقد تداولت صفحات على موقع «فيسبوك» خبر نفوق فرس بهذا المركز «بسبب الجوع»، وأرجعت ذلك إلى خلاف بين المسيرين الجدد والقدامى منع من إطعام الخيول والوقوف على صحتها ورعايتها، وبهذا الخصوص أوضح رئيس الوحدة التابعة لديوان المركب متعدد الرياضات الشهيد حملاوي بقسنطينة، أن القضية تعود لسنوات خلت، وتحديدا في 2017 وهو تاريخ تحويل تسيير مركز الفروسية من إحدى الجمعيات إلى مصالحه على أن تواصل هي عملية التكفل بالخيول التي تعد ملكا لها على حد قوله، ولكن وبعد مرور عامين لم تقم خلالها الجمعية بدفع مستحقات استغلال المرفق، تم تجميد النشاط الرياضي إلى إشعار آخر وذلك في تاريخ سبتمبر من سنة 2019، فاستقال المكتب المسير للجمعية، ليتم تنصيب مكتب جديد يشرف على التكفل بالخيول.
وأضاف المتحدث أن المكتب الجديد وجد في طريقه مشكلة الديون المترتبة عن المكتب السابق، وأراد إعادة تفعيل النشاط دون تسديدها رغم أنه يمثل نفس الهيئة، إلا أنه كمسير للمركز رفض ذلك بما أن القانون لا يسمح بإعادة استغلال مرفق إلا بعد دفع الديون، وذكر المدير أن تجميد النشاط كان لسبب آخر يتمثل في تأكيد مكتب دراسات مختص عدم صلاحية الأرضية المستعملة كمضمار للخيل، كما أكدت أن منشآت المرفق هشة وآيلة للانهيار في أية لحظة ما يشكل خطرا على حياة الخيول والفرسان وحتى الزائرين.


3 أعوان أمن بإمكانيات منعدمة لرعاية 17 خيلا
كما قال المتحدث إن مصالحه اضطرت وأمام هذا الوضع، إلى التكفل بالخيول بنفسها إلى غاية الوصول إلى حل، حيث يقوم منذ سبتمبر 2019 رفقة 3 أعوان أمن برعاية 17 خيلا من طعام وعلاج ونظافة بإمكانياته الخاصة وبفضل بعض المحسنين، موضحا أنه برحيل المكتب القديم غادر العمال الذين كانوا يشرفون على هذه العمليات.
وأرجع المتحدث البنية الضعيفة للخيول، إلى الاكتفاء بمنحها «القرط» و»التبن» عوض الشعير، حيث كان يقتني هذه المادة مقابل قرابة 5000 دج للقنطار الواحد، والذي يستهلك من طرف 17 خيلا في ظرف أقصاه 4 أيام، موضحا أن الجانب الإنساني دفعه للتكفل بهذه الحيوانات بدل إهمالها، كما ذكر أنه فارس سابق في ذات المركز ويعرف جيدا طريقة الاعتناء بالخيول، مضيفا بأنه يتوفر على 5 أعوان أمن منهم اثنان خارج الخدمة حاليا.
وقال المسير، إن مديرية الشبيبة والرياضة بالولاية وفرت كميات من الأعلاف، كما يقوم بعض المحسنين بجلب كميات أخرى، موضحا أنه رفع تقريرا مفصلا يخص وضعية المركز في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة، واعدا بالتكفل و الاعتناء بتلك الخيول، رغم نقص الإمكانيات المادية و البشرية.
و بخصوص نفوق الفرس ذكر المتحدث بأن هذه الأخيرة كانت حاملا منذ 11 شهرا، أي حينما كانت الجمعية تشرف على تسيير الخيول، في وقت بلغت فيه سن 18 سنة و هو ما يشكل خطرا على حياتها، مؤكدا أنه لم يكن يعلم بأمر حملها، لتجهض عشية عيد الفطر، و عليه تدخل و جلب طبيبا بيطريا تابع حالتها التي استقرت في اليوم الموالي، لتصاب الفرس مجددا بوهن و تموت في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة ثاني أيام العيد، نافيا أن يكون سبب الوفاة سوء تغذية أو ما شابه و ذلك بشهادة البيطري، وفق تأكيده.
و عن الصور المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، رد المتحدث أنه من أرسلها إلى أعضاء الجمعية من أجل تحسيسهم نظرا للحالة الكارثية التي تواجدت عليها الخيول، خاصة و أن جانب التكفل بالإطعام و النظافة يقع على عاتقها، فيما تتكفل الوحدة بتسيير المرفق الرياضي، مضيفا أن تلك الصور التي أرسلها «استعملت ضده من قبل أطراف أخرى».
كما أكد المسير أنه لم يمنع أي عضو من الجمعية من تقديم يد المساعدة بإطعام الخيول و الوقوف على حالتها الصحية، مضيفا أن كل ما في الأمر هو رغبة غرباء في دخول المركز عنوة، والذين كان عددهم حسبه، كبيرا و عليه اقترح مناقشة الأمر بطريقة نظامية داخل مكتبه عوض التجمع أمام مدخل المرفق، موضحا أن المحتجين رفضوا المقترح، و مؤكدا أنهم أنفسهم من قاموا بنشر صور لا علاقة لها بالمركز في أواخر شهر رمضان تظهر الخيول وهم في حالة كارثية، مرجعا الأسباب لمصالح شخصية.
وذكّر موظف ديوان المركب متعدد الرياضات الشهيد حملاوي بقسنطينة، أن سمعة المركز كانت سيئة في السنوات الماضية، نظير استغلال فضاءاته في أمور غير أخلاقية ولكنه رفقة الطاقم العامل معه يعمل على «إعادة الاعتبار له شيئا فشيئا»، معترفا أنه في الفترات الليلية لا زال بعض الغرباء يرتادون الحظيرة المقابلة له من أجل احتساء الكحول وتعاطي المخدرات، حيث ذكر أنه تم التهجم على أحد أعوان الأمن ما جعله يطالبه بحراسة المنشآت الواقعة داخل المركز، مشيدا بمجهودات الأمن التي تتواجد في عين المكان بعد كل نداء.


نائب رئيس جمعية نادي الفروسية قسنطينة: لا نعلم قيمة الديون لليوم والمشاكل المتراكمة جعلت الخيول رهينة
النصر تواصلت مع الجمعية المسيرة وهي نادي فروسية قسنطينة، حيث أكد لنا نائب رئيسها السيد صابر طالبي، أن النقائص موجودة فعلا لكن الوضع يتطلب الجلوس على طاولة الحوار مع الإدارة للحفاظ على مرفق هو ملك للقسنطينيين جميعا وليس لشخص لوحده، حسبه، خصوصا أنه أنجز منذ سنة 1963، وأضاف المتحدث أن الجمعية ومنذ تنصيب مكتبها الجديد رسميا في نوفمبر 2019 والمشكّل من فرسان قدامى متطوعين، عملت على مواجهة المشكلة التي وضعت الخيول «رهينة»، والناجمة عن تراكمات سنوات سابقة من الخلافات التي وصلت أروقة العدالة، حتى أنهم يقومون بشكل مستمر بتزويد الخيول بالشعير و من مالهم الخاص، وفق تأكيده.
وذكر المتحدث أن أول مشكلة أعلم بها المكتب الجديد للجمعية من طرف الإدارة، هي أن الهيكل أصبح غير صالح بموجب تقرير تقني، ما يمنع التدريب فيه، ما جعلها تراسل الوالي بهذا الشأن من أجل التكفل بالمرفق المغلق منذ أشهر، كما تم مؤخرا التحدث في هذا الشأن إلى مدير ديوان المركب متعدد الرياضات الشهيد حملاوي، وطلب منه السماح للأعضاء بالدخول لإطعام الخيول في انتظار حل المشكلة.
أما بخصوص مسألة الديون، فذكر عضو الجمعية أن هذه الأخيرة لا تعلم قيمتها المضبوطة بعد، مضيفا أنه بالإمكان تسهيل عملية تسديدها عن طريق رزنامة، كما أنها مترتبة عن تكاليف استئجار الزريبة و المضمار غير الصالح، مضيفا أنه من المفترض أن تشرف الجمعية على النشاطات بينما تتكفل الإدارة بالحراسة فقط. وكان أحد الولاة السابقين قد زار مركز الفروسية في جانفي 2017، و وقف على خلاف بين الجمعية المسيرة سابقا والفرسان، ما جعله يهدد بغلق المرفق نهائيا في حال عدم تسوية المشاكل، ويأمر بتسييره من طرف عدة جمعيات و ليس جمعية واحدة، أما رئيسها فقال إن عددا من الفرسان يرفضون دفع الاشتراك المقدر بـ 11 ألف دينار من أجل شراء الكلأ للحيوانات، كما تقررت رفع قيمته إلى 20 ألف دينار نتيجة ارتفاع الأسعار. وبعدها بثمانية أشهر زار وزير الشباب والرياضة الأسبق الهادي ولد علي المرفق، و طالب بتجاوز الخلافات من أجل تطوير اللعبة.                      حاتم بن كحول/ ق.م

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com