الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

سكان من الحي استهجنوا الوضع وطالبوا بتدخل السلطات : سوق مفتوحة للملابس في عز الفترة الوبائية في وادي الحد بقسنطينة


ينشط منذ أسبوع العشرات من تجار الملابس ولوازم الهواتف وأغراض أخرى في السوق المسائية اليومية بحي الإخوة عباس، المعروف باسم «وادي الحد»، رغم منع هذا النوع من النشاطات والارتفاع المحسوس في عدد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد بولاية قسنطينة والخطر المستمر، حيث استنكر سكان من الحي الوضع وطالبوا بتدخل السلطات.
وتفاجأنا لدى مرورنا بالحي أول أمس الخميس، حوالي الساعة السادسة مساء بوجود العشرات من أصحاب طاولات بيع الملابس، في ظل توافد لعدد كبير من الأشخاص على المكان لاقتناء الملابس ومنهم من اصطحبوا أبناءهم من أجل شراء كسوة العيد، حيث أخبرنا بعض المواطنين أنهم موجودون بالمكان منذ حوالي أسبوع، في حين تسبب الأمر في ازدحام كبير على الرصيف الذي يفضي إلى نقطة الدوران المؤدية إلى شارع جيش التحرير الوطني بسبب خنقه بطاولات الباعة على الجهتين وتزاحم المواطنين للمرور من خلاله وتفقد السلع. وقد امتدت الطاولات إلى الجهة العليا، وجزء من الرصيف، أين لاحظنا شخصين يعرضان وحيدين بعض الملابس والأحذية على الأرض، قبل أن ننتقل إلى الضفة الأخرى من الطريق التي احتلها باعة الخضر والفواكه.
ولم نلاحظ ارتداء أي من الأشخاص الوافدين على السّوق للكمّامات، حيث كان الجميع يسيرون بصورة عادية، دون أدنى احترام لمسافة التباعد الوقائية من الفيروس، في حين كان «المتسوقون» يعاينون الملابس وبعضهم يقوم بقياسها على جسده، كما أن بعض البائعين يوفرون للمتسوقين «قميصا» طويلا من أجل قياس السراويل، وقد يتداول على استعماله العشرات من الأشخاص.
وذكر لنا بائع آخر أن عدد الأشخاص الذين يقصدون المكان للتسوق سيتزايد خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، كما أوضح أن عددهم كان أكبر قبل وصولنا إلى المكان،  في حين تسبب الوضع المذكور في تشكل رتل طويل جدا من المركبات التي تعبر حي وادي الحد عبر هذا الشريان المروري الحيوي نحو الأحياء الأخرى مثل المُنى.
واشتكى السكان من وضعية السوق، حيث طالبوا السلطات بالتدخل الفوري من أجل وقف نشاطه، خصوصا وأنه سيتزايد خلال الأيام القادمة، في حين أوضحوا لنا أن التجارة فيه لا تقتصر على بيع الملابس، وإنما ينطلق نشاطه ما بين الثالثة والرابعة مساء ويعرض فيه البائعون لوازم الهواتف النقالة والأواني وغيرها من البضائع، مشيرين إلى أن بعض البائعين من خارج الحي، على غرار المواطنين الذين يقصدون المكان، الذي توقفت فيه التجارة من قبل خلال المرحلة الأولى من الفترة الوبائية.
«حلقات» حول طاولات البيتزا والحلويات
ولا يقتصر عدم احترام تدابير الوقاية من الإصابة بالفيروس والحد من انتشاره في حي الإخوة عباس على السوق اليومية، بل يتعداه إلى محيطه أيضا، حيث لاحظنا العشرات من الأشخاص الذين اجتمعوا حول طاولة لبيع البيزا متلاصقين تقريبا، فضلا عن طاولة لبيع الحلويات، في حين كان الآخرون يتهافتون على باعة الخضر والفواكه الذين اصطفوا على الرصيف لعرض سلعهم. ولاحظنا بنفس المكان محلا تجاريا لا يضع العاملون فيه الكمامات، فضلا عن عدم احترام المتسوقين لمسافة التباعد الاجتماعي وعدم إلزامهم بوضع الكمامات، التي تخلى عنها أغلبهم.
وذكر لنا السكان أن الكثير من جيرانهم يخرقون الحجر الصحي خلال الساعات المسائية، ويتسامرون على مربعات «الدومينو» ولعبة «الورق» إلى ساعات متأخرة، غير مبالين بالتدابير الوقائية، في حين عبروا عن تخوفاتهم من تحول الحي إلى بؤرة للإصابة بكورونا، خصوصا وأن حي سيدي مبروك المجاور لهم قد عرف عدة حالات إصابة.
من جهة أخرى، أكد لنا  بعض الباعة الذين تحدثنا إليهم، أنهم قد تضرروا ماديا بسبب الحجر الصحي وتوقف نشاطهم لما يقارب الشهرين، مشيرين إلى أن بعض صانعي الحلويات التقليدية والمرطبات يعانون من خسائر مالية كبيرة بعد أن اقتنوا كميات معتبرة من المواد الأولية عندما تم الترخيص لهم، قبل أن يصدر قرار آخر بوقف نشاطهم، في وقت أكد فيه المختصون والأطباء أكثر من مرة في تصريحات مختلفة أن الحل الوحيد للتخلص من الوباء هو احترام تدابير الحجر الصحي بشكل صارم وقواعد النظافة.
مصالح الأمن تواصل تسجيل مخالفات حظر التجول والتدابير الوقائية
وتسجل الولاية الكثير من حالات الخرق لتدابير الوقاية وحظر التجول في الفترة الليلية من طرف الشباب والمراهقين والبائعين، على غرار توقيف تسعين مخالفا في عملية واحدة بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، في وقت نظمت فيه مصالح الأمن نهاية الأسبوع حملات مداهمة ليلية لوسط مدينة قسنطينة وحي بوشامة وباب القنطرة والأمير عبد القادر والمدينة القديمة من أجل ردع مخالفي الحجر الصحي وتأمين المواطنين وممتلكاتهم، حيث تظهر الصور المرفقة مع المنشور الذي وضعته مديرية الأمن على صفحتها بمنصة «فيسبوك» عددا من المواطنين الذي استوقفهم أعوان الشرطة، وسيارات أيضا.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في ولاية قسنطينة قد وصل إلى 289 حالة أول أمس، بتسجيل ثمان حالات جديدة، بحسب ما جاء في الحصيلة الرسمية لوزارة الصحة.
سامي.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com