ميهوبي يؤكد أن ذلك ممكن بعمل ميداني بعيدا عن الشعبوية: نتمنى عودة الثقة التي تردّت بسبب ممارسات سياسية مشبوهة

جدد عز الدين ميهوبي، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، استعداد حزبه المشاركة في أي حوار أو مشاورات سياسية، لأنه حزب مؤسس للحفاظ على استقرار مؤسسات الدولة، وثمّن في السياق تصريحات رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، وقال إنها تصب كلها في خانة استرجاع الثقة بعد ترديها بسبب ممارسات سياسية مشبوهة.
وقال عز الدين ميهوبي، في كلمة له أمس بالمقر الوطني للحزب بمناسبة إحياء الذكرى 23 لتأسيس التجمع الوطني الديمقراطي، إن تصريحات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي تصب كلها في استرجاع الثقة بعد ترديها بسبب ممارسات سياسية مشبوهة نأمل أن تتحقق من خلال عمل ميداني بعيدا عن أي منطق للشعبوية، وأن تتحقق بممارسات عملية ومراجعة الكثير من السلوك السياسي المفروض.
وبخصوص ملف مراجعة الدستور قال ميهوبي إنه يأمل أن "يحقق التوافق ويحافظ على استقلالية المؤسسات ويحقق التنمية المنشودة للبلاد"، وأن يكون الوثيقة التي تمكن من تحقيق تطلعات الجزائريين في بناء مؤسسات قوية ومتينة تعمر طويلا، دستور يسد كل الثغرات ويقضي على كل الاختلالات.
وعليه جدد الأمين العام للأرندي بالنيابة استعداد حزبه لأن "يكون حاضرا في أي مجال للحوار والمشاورات" لأنه حزب تأسس للحفاظ على استقرار مؤسسات الدولة وكل مجالات حياة المواطن ويقضي على كل مناطق الظل و الخوف من المستقبل ومن المجهول.
وفي ذات السياق واصل ذات المتحدث يقول بأنهم يتطلعون إلى تحقيق برنامج الحكومة، وأن يحقق أعضاؤها النجاح الكامل في مهمتهم، مثمنا النقاش المستفيض الذي عرفه مخطط عمل الحكومة في البرلمان ومساهمة نواب التجمع فيه بقوة وفعالية.
و بالنظر لتزامن إحياء ذكرى تأسيس الحزب مع مرور سنة على الحراك الشعبي السلمي اعتبر ميهوبي أن الحراك ينظر إليه على أساس أنه لحظة فارقة ومهمة في تاريخ الجزائر، و أن الشعب الذي خرج يوم 22 فبراير من العام الماضي إنما فعل ذلك بعد أن شعر أن هناك شيئا ما يهدد الدولة ومؤسساتها، وهو تحذير منه بأن الدولة مقبلة على وضع خطير مرتبط ببلوغ درجة عالية من الهشاشة في الأداء وفي الفساد.
وثمن في السياق المرافقة الايجابية والسريعة من قبل الجيش الوطني الشعبي للحراك الشعبي، ما سرع من تحقيق الكثير من المطالب الشعبية المرفوعة، واستمرت تلك المرافقة إلى غاية الوصول إلى الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شارك فيها التجمع الوطني الديمقراطي، ليؤكد أنه تخلص من الممارسات السابقة، ولم يعد لجنة مساندة وأنه استقل بموقفه وقراره ورأيه.
لكن ميهوبي رفض بشكل مطلق التصنيفات التي تقوم بها بعض الأوساط السياسية و بعض الوسائط الإعلامية التي تسعى إلى تقسيم الجزائريين إلى من هم مع الحراك ومن هم ضده، وشدد على أن تطلعات الشعب واحدة موحدة في مجال الحريات وتحقيق حياة أفضل، وفي مجال العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرض ومنح الفرصة للكفاءات الوطنية.
و دعا بهذا الخصوص إلى التخلص من أخطر شيء يهدد الديمقراطية وهو الشعبوية لأن الجزائر واحدة موحدة وتطلعات الشعب موحدة أيضا، وجزائر المؤسسات التي يسعى إليها الجميع تحتكم إلى القانون.
وبخصوص وضع ومستقبل الحزب في ظل المرحلة الجديدة شدد عز الدين ميهوبي على أن هناك نقلة نوعية في مرجعيات الحزب اليوم، وأن الجميع يطمح إلى إعادة بنائه على أسس جديدة مختلف في ممارساته عما سبق، ولن يكون آلة انتخابية مستقبلا، بل حزب يفكر وينتج ويكون نموذجا في العمل السياسي.
 و تحدث عن ورشات عدة أطلقت استعدادا للمؤتمر الاستثنائي الذي سيكون يومي 18 و 19 مارس المقبل، ورشات ستقدم تصورات في جميع المجالات، وتحدث عن مراجعات معمقة لمنطلقات الحزب وعمله وتفاعله مع المحيط، وبحثه عن المصداقية من عند الشعب وليس النوم في أرائك السلطة.
وقد أحيا التجمع الوطني الديمقراطي أمس الذكرى الـ 23 لتأسيسه بحضور العديد من إطاراته وبعض المؤسسين.
 إلياس -ب