الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

تنقل لسنوات بين تركيا وألمانيا وفرنسا: 10 سنوات سجنا لمتهم بالانخراط في «داعش»

أصدرت محكمة الجنايات بقسنطينة، أمس الاثنين، عقوبة 10 سنوات سجنا وغرامة مالية قدرها 500 ألف دينار، في حق متهم بالانخراط في تنظيم داعش، تنقل إلى عدة بلدان أجنبية من أجل التخطيط للقيام بأعمال إرهابية، في كل من فرنسا وألمانيا، ليتم القبض عليه من طرف مصالح الأمن مباشرة بعد دخوله أرض الوطن.
و تعود وقائع القضية حسب ما دار في جلسة المحاكمة، إلى ورود معلومات للأمن مفادها دخول المدعو «س.ا» إلى أرض الوطن بتاريخ 17 جانفي 2019 بعد انخراطه لمدة طويلة ضمن صفوف تنظيم إرهابي ينشط في الخارج، حيث تمت مراقبة هاتفه النقال ليتضح احتواءه على 62 فيديو وصور تدعم التنظيم الإرهابي و حوالي 178 تسجيلا لمكالمات مع شخصيات إرهابية معروفة ومحل بحث دولي، وتمكنت مصالح الأمن من استرجاع 8 فيديوهات و16 مكالمة، حذفها المتهم قبل دخوله لأرض الوطن، تثبت علاقته بتنظيم «داعش»، كما اعترف المتهم بكافة التفاصيل لدى الضبطية القضائية، من خلال سفره إلى تركيا وألمانيا وفرنسا، للالتقاء ببعض معارفه هناك.
وخلال المحاكمة، نفى المتهم القاطن بولاية جيجل، كل تصريحاته السابقة لدى الضبطية القضائية، وسرد أحداثا مغايرة، حيث أكد أنه في سنة 2009 قصده بعض الإرهابيين على مستوى مسكنه الخاص، الواقع في جبال بوحنش بمنطقة فرشيشة بولاية جيجل، طلبا للمؤونة، متمثلة في الأغذية وألبسة وأحذية وهواتف وشرائح الهواتف، ويتكرر الأمر لخمس أو ست مرات، وحينها قام بإبلاغ أحد جيرانه، والذي بدوره طالبه بالتوجه نحو مصالح الأمن، وهو ما فعله على حد تصريحه، ليأمره أحد الضباط بالانصياع لأوامر الإرهابيين، قصد نصب كمين لهم، وهو ما تم بالفعل، بعد أن تمكن الأمن من القضاء على أحدهم.
وأضاف المتهم، أنه منذ تلك الفترة، أصبح يتلقى تهديدات بالقتل، ما اضطره لمغادرة أرض الوطن، بعد أن تحصل على تأشيرة للسفر إلى إسبانيا، وبعد قضائه أسبوعا مع أحد مقربيه، قرر عدم العودة وفضل مواصلة رحلته إلى فرنسا، عبر خط قطار من برشلونة إلى باريس، و هناك التقى صدفة بأحد أبناء قريته، والذي تكفل بإيوائه لبضعة أيام، قبل أن يقترح عليه السفر إلى ألمانيا والتظاهر بأنه مهاجر، من أجل وضعه بأحد المراكز المخصصة للمهاجرين، وذكر بأنه توجه إلى هناك، و تمكن من التمويه بأنه مهاجر وتحجج بضياع جواز سفره، ليتم نقله بين عدة مراكز، إلى غاية وصوله إلى ميونيخ، قبل منحه سكنا بمدينة دورتموند، مشاركة مع بعض المهاجرين، في انتظار الفصل في قضيته قضائيا، وخلال تلك السنوات، يقول بأنه تعرف على فتاة من ألمانيا، وأنجب منها طفلة بعد أن قرأ فاتحته عليها وارتبط بها، وبتاريخ 2016 حسب ما رواه المتهم، رفضت المحكمة طلب اللجوء ومنحته 10 أيام من أجل مغادرة البلد، ولكنه قرر البقاء والهروب إلى مدينة هامبورغ، أين اشتغل في إحدى الورشات، وبعد مرور سنة، قبض عليه ليتم ترحيله، قبل أن يتسنى له عقد قرانه إداريا.
وأضاف المتهم، أنه عند عودته لجيجل، لم تتمكن زوجته الألمانية من اللحاق به، لعدم تحصلها على التأشيرة، ليضطر بعدها للسفر إلى تركيا، بغية الدخول إلى ألمانيا، عبر اليونان، ولكنه لم ينجح ليجبر على العمل في تركيا، وتنقل من اسطنبول إلى أنطاليا، بعد أن عرض عليه أحد معارفه عملا هناك، وعمل لمدة 8 أشهر وعاد لأرض الوطن، قبل انتهاء صلاحية جواز سفره بيومين.
وقد علل خلال المحاكمة، وجود تسجيلات لمكالمات مع إرهابيين وفيديوهات تشجع الأعمال الإرهابية بهاتفه، بأنه اشترى الهاتف من نوع  «سامسونغ جي 7 بريم» من السوق السوداء بتركيا، بعد تلف الهاتف الخاص به، وقال بأن كل محتواه لا يخصه، بل يخص صاحبه السابق.
وواجه القاضي المتهم بتصريحاته السابقة، لدى الضبطية القضائية، من خلال اعترافه بمعرفته بالمدعو «أبو مازن»، وتحدث عن تسجيل مدته ساعة كاملة، جمع بين المتهم والإرهابي السوري، إضافة إلى تأكيد المتهم أنه التقى شخصا في تركيا، عرض عليه الانخراط في الجماعة الإرهابية، وكذلك حديثه مع المدعو «أبو عدنان»، ولكن المتهم نفى كل تصريحاته السابقة، كما أكد أن التسجيلات لا تخصه، وبأن معارفه في الخارج، لا علاقة لهم بالإرهاب.
كما دافع محامي المتهم عن موكله، مؤكدا أن التصريحات لدى الضبطية القضائية، تبقى مجرد استدلالات، وبأن المناقشات في الجلسة تبقى الأهم حسبه، مضيفا أن استرجاع الأمن لبعض التسجيلات والفيديوهات يثبت أنها لا تخص موكله، مضيفا أن ترحيله من ألمانيا كان بسبب رفض اللجوء وليس لارتباطه بالإرهاب، وبأن موكله لو رغب في أن يكون إرهابيا لما كان بحاجة إلى السفر للخارج، أو كان بمقدوره البقاء في سوريا أو تركيا والبقاء مع داعش عوض العودة لأرض الوطن، قبل 48 ساعة من انتهاء صلاحية جواز السفر، وطالب بالبراءة.
كما استفسر وكيل الجمهورية المتهم حول لقائه بالإرهابي «ط.ج» بأحد المساجد في هامبورغ بألمانيا، ورد الأخير بأنه كان يعتبره مترجما لأنه يتقن اللغتين الألمانية والعربية، إضافة إلى أنه كان يتطوع في العمل كطباخ في شهر رمضان، كما أكد وكيل الجمهورية على أن التسجيلات وفيديوهات الإعدام وجدت بهاتفه النقال، إضافة إلى اقتنائه هاتفا ذكيا بمبلغ كبير، رغم أنه ادعى، أنه عاش ظروفا مادية قاهرة، كما استفسره عن سبب تواجده في بلدان، تعرف تواجد الإرهاب على غرار سوريا و تركيا و فرنسا وألمانيا، وكذا بعض المحادثات مع إرهابيين عبر حسابه الشخصي بمواقع التواصل الاجتماعي، كما واجهه باعترافاته السابقة وتصريحاته، التي أكد من خلالها اجتماعه بشخصيات من التنظيم «داعش»، معتبرا أنها دلائل كافية لإدانة المتهم بالانخراط في منظمة إرهابية تنشط في الخارج والسفر إلى دول أجنبية، بغرض ارتكاب أفعال إرهابية وتمويل وتشجيع الأعمال الإرهابية، والتمس في حقه عقوبة 20 سنة سجنا وغرامة قدرها 2 مليون دينار.   
حاتم/ب

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com