زيــــادات غيـــر مبرّرة في أسعــــار الـمواد الغذائيــــــة

سجلت  أسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه ارتفاعا غير مبرر خلال الفترة الأخيرة، حيث تراوحت الزيادات فيما بين 5 و 50 دينارا في المواد واسعة الاستهلاك، وحتى السلع  المقننة لم تسلم من الارتفاعات، إذ وصل سعر السميد إلى 1450 دينارا في أسواق التجزئة، وهو ما أثار استياء المواطنين.
ووقفت النصر، عبر مختلف المحلات والمراكز التجارية بقسنطينة وعلي منجلي، على زيادات عشوائية  والتي تباينت من محل لآخر، حيث أن المواد واسعة الاستهلاك  على غرار البقوليات سجلت زيادات بين  50 و 75 دينارا وهو حال العجائن بمختلف أنواعها وكذا القهوة، التي سجلت زيادات بمعدل 10 دينار في جميع الأنواع كما سجلت الأجبان ومختلف منتجات ومشتقات الألبان، زيادات محسوسة.
وعرفت أسعار الزيت، هي الأخرى ارتفاعا تراوح فيما بين 10 و 20 دينارا والطماطم المصبرة أيضا، فيما بين 5 و 10 دينار، فيما مازال جل التجار يفرضون زيادات غير قانونية في الأسعار، حيث بلغ كيس ذو وزن 25 كيلوغراما سقف 1450  دينارا في حين أن الدولة  قننت السعر  بألف دينار، في حين أن سعر الكيس ذي 10 كيلوغرامات وصل إلى 700 دينار في بعض الأنواع ذات الجودة العالية.
ويبرر غالبية التجار الزيادات المسجلة بارتفاعها في أسواق الجملة، إذ يسجل بحسبهم ارتفاع في كل أسبوع لاسيما الأنواع ذات الجودة، فعلى سبيل المثال فقد ذكر تاجر أن أسعار البقوليات في ارتفاع مستمر، وهو ما دفع بالمواطنين ذوي القدرة الشرائية المنخفضة إلى اقتناء المواد المنتجة محليا حتى ولو كانت رديئة.
و ذكر تاجر آخر أن كل المواد الغذائية سواء المصبرات أو الحلويات المصنعة والبسكويت تسجل ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة وهو ما دفع به إلى التقليل من اقتناء هذه السلع التي قال أنها تسجل عزوفا كبيرا من طرف المواطنين.
وعادت أسعار الخضر إلى الارتفاع مجددا، حيث رصدنا في جولة استطلاعية، أن سعر البطاطا من النوعية المتوسطة تراوح في مختلف الأسواق ما بين 50 و70 دينارا، كما وصل سعر الطماطم إلى 100 دينار، فيما  بلغ ثمن الفلفل بنوعيه سقف 140 دينارا  بعد أن كان ثمنه لا يتجاوز 100 دينار لتصل أسعار الفاصولياء الخضراء «الزليقو» والبصل إلى 150  و 60 دينارا على التوالي، فيما لامس سعر الجزر 100 دينار.
ووصلت أسعار الخس والقرعة «الجريوات» إلى مستويات قياسية،  حيث وصل سعر الأول إلى 120 دينارا ، بينما تراوح سعر الثاني ما بين 100  و 120 دينارا للكيلوغرام، ما أثار استياء المواطنين الذين استهجنوا تكرار هذه الممارسات في كل موسم دون أي حسيب أو رقيب.
 و برر التجار الارتفاع المسجل بما يتداول من أسعار في سوق الجملة، حيث ذكروا أنها سجلت ارتفاعا فجائيا بعد تساقط الأمطار وتصادفها مع مناسبة المولد النبوي الشريف، في حين أكد تاجر جملة أن السوق مستقرة جدا والسلع متوفرة باستثناء مادة البطاطا، التي قد يجد فلاحو الجهة الغربية صعوبة في جنيها بعد الاضطرابات الجوية الأخيرة.
ومازالت أسعار اللحوم البيضاء تسجل ارتفاعا قياسيا، حيث تراوح سعر الكيلوغرام من الدجاج ما بين 350  و 360 دينارا، حيث أن الندرة التي فرضها المربون على السوق  أدت إلى هذا الارتفاع القياسي بحسب ما أكده لنا تجار تجزئة، فيما أكد مربي دواجن أن العديد من المربين الصغار تخلوا عن المهنة بسبب الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها طيلة عام كامل وهو ما أحدث ندرة في السوق.
وقد حاولت النصر الاتصال بمختصين للحصول على تفسيرات عن الوضع القائم لكنها لم تتمكن من ذلك، غير أن وكالة الأنباء الجزائرية أوردت أن أسعار المواد الغذائية العالمية، قد سجلت ارتفاعا في شهر أكتوبر الفارط للمرة الأولى منذ خمسة أشهر مع ارتفاع كبير في الأسعار الدولية للسكر والحبوب الرئيسية, وذلك وفقا للتقرير الأخير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وبلغ متوسط مؤشر الفاو لأسعار الغذاء 172, 7 نقطة في أكتوبر, بنسبة أعلى  تقدر بـ 1,7 تقريبا مقارنة مع الشهر السابق وبنسبة 0.6 بالمئة مقارنة بنفس الشهر في عام 2018.
و ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الحبوب بنسبة 4,2 بالمائة خلال الشهر, حيث ارتفعت أسعار تصدير القمح والذرة بحدة على خلفية انخفاض توقعات المحاصيل في العديد من البلدان المنتجة الرئيسة والنشاط التجاري القوي.
في حين تراجعت أسعار الأرز مدفوعة بالطلب الضعيف وتوقعات بحصاد وفير لأرز بسمتي.
و عرف مؤشر الفاو لأسعار السكر ارتفاعا  بنسبة 5,8 بالمائة في أكتوبر وسط توقعات بنقص الإمدادات في العام المقبل، ويرجع ذلك أساساً إلى التوقعات بانخفاضات كبيرة في إنتاج السكر في الهند وتايلاند وهما أكبر منتجين ومصدرين للسكر في العالم .
كما ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 0,5 بالمائة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عام، كما ارتفعت أسعار زيت النخيل بسبب التفويضات الجديدة للديزل الحيوي في إندونيسيا بالإضافة إلى الطلب القوي على الواردات والتباطؤ المتوقع في نمو الإنتاج, بينما انخفضت أسعار زيت عباد الشمس في أعقاب الحصاد الوفير في منطقة البحر الأسود.
وارتفع أيضا مؤشر أسعار الفاو، للحوم بنسبة 0,9 بالمائة  مدفوعا بارتفاع الطلب على الواردات من لحوم الأبقار والغنم ولا سيما من الصين بينما انخفضت أسعار لحوم الدواجن بسبب زيادة توافر الصادرات، في حين  انخفض مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان بنسبة 0,7 بالمائة في أكتوبر, حيث عوض الانخفاض الملحوظ في أسعار الجبن الزيادة في أسعار مساحيق الحليب كامل الدسم وقليل الدسم.
لقمان/ق