أشرف على إطلاق مشروع ضخم بتبسة: أويحيـى يعلـن عـن دراســات لاستغـلال مناجـم الونزة و بوخضـرة وغـار جبيـلات

كشف الوزير الأول أحمد أويحيى أمس، لدى إشرافه على التوقيع على مشروع استغلال فوسفات بلاد الحدبة بتبسة، عن عدد من العمليات التي سيتدعم بها قطاع المناجم في الأفق القريب والبعيد، وأشار في هذا الصدد بأن الجزائر قد أطلقت عدة دراسات مع عدد من الشركاء الأجانب، لاستغلال مناجم الحديد بالونزة و بوخضرة، مضيفا بأنه في مفكرة الحكومة تدعيم البلاد بمحطتين إضافيتين لإنتاج الحديد بدلا من الاعتماد على محطة واحدة، مشددا في السياق ذاته بأن الجزائر عازمة في الأفق البعيد إلى استغلال مناجم غار جبيلات بولاية تيندوف وتدعيم طاقاتها الإنتاجية في هذا المجال.
و وصف الوزير الأول أحمد أويحيى مشروع استغلال الفوسفات ببلاد الحدبة بتبسة، بالاستثمار الصناعي الأضخم منذ 10 سنوات بالبلاد، وأشار في كلمة له بمقر المديرية الولائية لنقل الغاز عبر الأنابيب أنريكو ماتيي بعقلة أحمد ببئر العاتر، إلى أهمية هذا المشروع الذي سيرفع الإنتاج الوطني من مليون طن حاليا إلى 10 ملايين طن في أفق 2022، وأوضح الوزير الأول أن استغلال منجم بلاد الحدبة في إطار الشراكة الجزائرية الصينية، من شأنه تحريك عجلة التنمية وتحقيق عائدات سنوية خارج قطاع المحروقات تقارب 02 مليار دولار، معتبرا هذا الاستثمار بالناجح الذي سيعمر قرابة قرن من الاستغلال، قياسا بحجم احتياطي البلاد من مادة الفوسفات الخام، وهو الخزان الذي يؤهلها لاحتلال المركز الثالث عالميا، وعرج الوزير الأول على الأزمتين الاقتصاديتين اللتين مرت بهما الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي والعشرية الحالية، مثمنا ما قام به رئيس الجمهورية من تدابير وسياسات جنبت البلاد العديد من الهزات، حيث قال في هذا الصدد بأن البلاد عرفت كيف تقطع المنعرج الصعب الذي تمر به جراء انخفاض أسعار النفط، بحيث تم التخلص من المديونية الخارجية وتوفير احتياطي صرف وادخار عمومي معتبر، وصل إلى 6000 مليار دينار في سنة 2014، كما عرج على خيار الدولة في الاستدانة الداخلية من طرف الخزينة العمومية لدى البنك المركزي، وهي الإجراءات التي برأي الوزير الأول قد ساهمت في تجاوز انهيار سعر البترول، وسمحت بتجسيد من المشاريع الكبرى على غرار مشروع بلاد الحدبة وبالشراكة مع الأجانب.
وذكر من جهته الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المومن ولد قدور الأهمية التي توليها الدولة لمشروع الفوسفات الجديد، الذي سيستحدث آلاف مناصب الشغل بولايات تبسة وسوق أهراس وعنابة وسكيكدة، مبديا استعداد مصالحه لتوفير كل الوسائل المادية والبشرية الضرورية لإنجاح هذه الشراكة، وتجسيدا لهذا المبتغى سيتم التنسيق مع عدة دوائر وزارية على غرار وزارة النقل والموارد المائية والأشغال العمومية، وذلك بغرض عصرنة خط السكة الحديدية وتطويرها انطلاق من منجم الحدبة بتبسة إلى ولاية عنابة على مسافة 380 كلم، وكذا توفير المياه الصناعية والطاقة الكهربائية، كما سيستفيد ميناء عنابة من عملية توسعة لتسهيل تصدير الفوسفات والمواد المحولة إليه إلى الأسواق العالمية.
أما رئيس مجلس إدارة شركة سيتيك الصينية الموقعة لإتفاقية الشراكة فقد وجه شكرا خاصا للحكومة الجزائرية ولفريق العمل الجزائري الصيني على الجهود التي بذلت للدفع بهذا المشروع إلى التجسيد، مشيرا إلى أن شركة سيتيك تعد من بين أفضل 500 شركة في العالم، وقد أوكلت لها في وقت سابق مهمة إنجاز جزء من الطريق السيار شرق غرب، وبنفس العزيمة ستخوض التجربة الاستثمارية الجديدة في مجال المناجم.
للإشارة وقع الطرفان الجزائري والصيني نهار أمس وبحضور الوزير الأول أحمد أويحيى وعدد من الوزراء والبرلمانيين وكوادر من سوناطراك وقطاع المناجم على إنشاء شراكة جزائرية صينية لاستغلال منجم بلاد الحدبة، وقد جرى حفل التوقيع بمقر المديرية الولائية لنقل الغاز عبر الأنابيب أنريكو ماتيي بعقلة أحمد ببئر العاتر- 120 كلم إلى الجنوب من تبسة-، كما حضر عدد من الصحفيين الصينيين وإطارات وكوادر من الشركة الصينية المعنية بهذا الاستثمار، علما بأن كلفة المشروع تقارب وفق ما أكده الوزير الأول 6 ملايير دولار فضلا عن 700 مليار دينار من الاستثمارات الموجهة لتحسين وترقية الهياكل الأخرى المعنية بالمشروع.                 
الجموعي ساكر