الحماية المدنية تتأهب لمواجهة التقلبات الجوية:رسائل تحذير وتسخير للعتاد والأعوان تحسبا لفيضانات

وجهت المديرية العامة للحماية المدنية تحذيرا إلى المديريات الولائية المتواجدة بالمناطق التي تشملها النشرية الخاصة لمصالح الأرصاد الجوية، لإعداد الموارد البشرية والعتاد اللازم لمواجهة الحالات الطارئة تحسبا لوقوع فيضانات محتملة.
سارع المركز الوطني للتنسيق العملي للمديرية العامة للحماية المدنية إلى إرسال النشرية الخاصة التي أصدرها أمس المرصد الوطني للتنبؤات الجوية، والمتضمنة سقوط أمطار معتبرة على عدد من الولايات الساحلية والداخلية إلى المديريات الولائية، قصد شروعها في إعداد العتاد اللازم وكذا العدد الكافي لأعوان وضباط الحماية المدنية، تحسبا لحدوث أي طارئ نتيجة هذه التقلبات المناخية، وبحسب الملازم بن أمزال لزهر فإن أهم المخاطر التي تستعد مصالح الحماية المدنية لمواجهتها في فصل الأمطار، هي الفيضانات التي خصت في الأسابيع الماضية عدة مناطق شرقية، وأسفرت عن خسائر مادية وبشرية، وذلك بتجنيد الأعوان المختصين في التعامل مع هذه الكارثة الطبيعية، وتحضير العتاد المستعمل في امتصاص المياه وضخها وكذا في إنقاذ العالقين والأشخاص الذين تجرفهم مياه الأودية.
ولم يستبعد المصدر أن تقوم المديرية العامة للحماية المدنية بتسخير كافة الوسائل البشرية والمادية في حال تسببت الأمطار المرتقبة في وقوع فيضانات، موضحا بأن المركز الوطني للتنسيق العملياتي قام بتحليل النشرية الجوية الخاصة وأرسلها إلى المديريات الفرعية، وكذا إلى الولايات المجاورة للمناطق المعنية بالاضطراب الجوي، لتكون على أهبة الاستعداد  لتقديم الدعم في حال اضطرت الظروف إلى مضاعفة عدد الأعوان وكذا العتاد للتكفل بالمتضررين من التساقط الكثيف للأمطار، ومن ضمن الوسائل التي يتم إعدادها من قبل الحماية المدنية، المضخات وعتاد امتصاص المياه فضلا عن سيارات إخماد الحرائق، إلى جانب تسخير غطاسين للبحث عن المفقودين الذين تجرفهم الوديان.
وينصح الملازم بالحماية المدنية التحلي بسلوكات معينة في حال الفيضانات، وهي عدم المغامرة بقطع الوديان بواسطة المركبات، واللجوء إلى الطوابق العليا في حال غمرت مياه الأمطار المساكن، مع إبعاد الأفرشة والأغطية لأن تبللها بمياه الأمطار الملوثة يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة يصعب إزالتها، كما ينصح الأولياء بمنع أبنائهم من اللعب قرب الوديان أو قطعها، لان انزلاق التربة يمكن أن يتسبب في كارثة حقيقية.  
ومع ترقب تسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة من قبل مصالح التنبؤات الجوية، قامت المديرية العامة للحماية المدنية أمس بإطلاق حملة توعية للتحذير من مخاطر الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة والتسخين والمواقد وكذا السيارات، وكان هذا الغاز سببا في وفاة 134 شخصا السنة الماضية، كما أودى خلال الثمانية الأشهر الأولى من سنة 2018 بحياة 89 شخصا آخر، فضلا عن إسعاف العشرات ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية لتجنب مخاطر هذا الغاز الذي تكمن خطورته في أنه عديم الرائحة ولا يمكن التفطن له، باستثناء ظهور أعراض الغثيان والتقيؤ وضيق في التنفس.
وستتوسع الحملة التحسيسية لتنظم على مستوى المؤسسات التعليمية والمساجد، وستتضمن شرح معنى غاز أحاد اكسيد الكربون والمخاطر التي يسببها بعد استنشاقه، وفي هذا الصدد ينصح الملازم بالحماية المدنية بن أمزال زهير بضرورة ترك منافذ للتهوية في حال استعمال أجهزة التدفئة والتسخين، مع الاستعانة بمختصين في صيانتها وتركيبها، وكذا معاينتها بصورة دقيقة قبل استخدامها، نظرا لاستحالة اكتشاف انبعاث غاز أحادي أكسيد الكربون، الذي لا يمكن شمه أو تذوقه، لذلك فإن تفادي أخطاره يتوقف على الإجراءات الوقائية التي يقوم بها الشخص.
وتنصح مصالح الحماية المدنية أيضا ضمن هذه الحملة التوعوية بتجنب اقتناء أجهزة التدفئة والتسخين غير معروفة المصدر أو العلامة، وغير المطابقة لمعايير الأمن والسلامة، علما أن هذه الحملة ستتواصل طيلة فصل الشتاء، وستتمحور حول مواضيع عدة، من بينها حوادث الطرقات خلال فصل الشتاء، وأخطار الفيضانات.  
لطيفة/ب