الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

يتبع:حث على بناء جبهة وطنية متسلحة بالروح الوطنية لمواجهة التحديات الرئيس بوتفليقة يدعو الإعلام للكشف عن النقائص والانحرافات

المجاهد والصحفي بالإذاعة الوطنية علاوة عثماني في حوار للنصر


فضلت الإذاعة الجزائرية على العمل في قصور رئاسيّة وملكيّة
يتحدث الصحفي والمذيع بالإذاعة الوطنية بعد الاستقلال المجاهد علاوة عثماني عن تجربته الإعلامية بالإذاعة الوطنية، وكيف استطاع كسب قلوب آلاف المستمعين عبر الإذاعة الوطنية بنبرة صوته الجميلة وطريقة معالجته للمواضيع في البرامج التي كان يقدمها، كما تجاوزت شهرته حدود الجزائر لتصل إلى دول المغرب العربي و الخليج، ويتحدث عثماني في هذا الحوار عن أسباب مغادرته الإذاعة الوطنية وتوجهه إلى فرنسا لممارسة العمل الدعوي، وكيف حول غرفة بكنيسة إلى أول مسجد بمدينة ليون الفرنسية، كما استطاع أن يساهم في فتح  49 مسجدا و13 مدرسة قرآنية تكفلت ب11ألف تلميذ من الجنسين.  
النصر: حدثنا عن مسارك خلال ثورة التحرير؟
عثماني: أنا من مواليد سنة 1939 بولاية بسكرة، حفظت القرآن الكريم  وعمري11سنة، ثم درست النحو الذي كان يمشي في دمي وعروقي وكنت متأثرا به كثيرا، ثم درست الفقه والتوحيد، وعمري لا يتجاوز 16 سنة سافرت إلى فرنسا، والتقيت مع أخ غير شقيق عملت معه، ثم اتصلت مع ممثلي جبهة التحرير الوطني في فرنسا الذين كانوا يبحثون عن أشخاص يتقنون جيدا اللغة العربية واندمجت معهم، ثم تمت ترقيتي إلى رئيس ناحية مسؤول عن 06 دول، اعتقلت  في سنة 1958 وتعرضت لتعذيب شديد من طرف الجنود الفرنسيين وأحد الحركى، لكن لم أقدم أي اعترافات،و لم يحصلوا مني على كلمة واحدة،  ليتم إطلاق سراحي، لكن اعتقلت مرة ثانية، وحولت مع مجموعة من المتعقلين الجزائريين إلى سجن تادمايت في الجزائر، إلى غاية 28مارس 1962 أطلق سراحنا مع قرارا وقف إطلاق النار، وبعد مغادرتنا السجن، توجهنا إلى ولاية برج بوعريريج، حيث حظينا باستقبال شعبي غفير، والزغاريد تتعالى من شرف المنازل والعطور تتهاطل علينا كالمطر، كان هذا اليوم من أسعد الأيام في حياتي، وبعدها توجهت إلى قسنطينة ومكثت عند شقيقي، لأعود مرة أخرى إلى الجزائر العاصمة للبحث عن عمل، والتقيت بأحد أصدقائي في السجن بفرنسا، الذي أعلمني بأن أحد رفاقنا في السجن بفرنسا المدعو عمار بن تومي تقلد منصب وزير للعدل، وقصدته في مكتبه طلبا للعمل، وهذا الأخير استقبلني بحفاوة كبيرة، ووجهني إلى مكتب النادي المدني، بغرض توظيفي مباشرة، وهو ما حدث بالفعل، بحيث تم توظيفي بمركز المراقبة ببئر خادم الخاص بالجانحين.
النصر: كيف التحقت بالإذاعة الوطنية صحفيا مقدما للأخبار؟
عثماني:  التحاقي بالإذاعة الوطنية، جاء بعد توظيفي في مركز المراقبة ببئر خادم، بحيث في تلك الفترة كنت أتردد على الإذاعة لأقدم بعض الإسهامات والمشاركات مع الإعلامي محمد كشرود، وبعد فترة التقيت بالإذاعة الوطنية مع وفد إذاعة صوت العرب بمصر يتقدمهم المدير أحمد سعيد، وأحمد فراس، ومحمد علوان، وأجرينا امتحانا كنت من الناجحين فيه، لنسافر بعدها في 03جانفي 1963 إلى مصر بغرض التكوين وكان يشرف على هذا الوفد عيسى مسعودي، ووفر لنا الجانب المصري كل الإمكانيات، وكان يزرونا الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر من حين لآخر، وأخذنا في إحدى المرات إلى مكتبه، وأبدى لنا مدى تشوقه ليسمع الحديث عن الثورة الجزائرية.
لكن خلال تواجدي بمصر لم أكن أرغب في البقاء هناك، وكنت أفضل العودة إلى بلدي للعيش تحت راية الاستقلال، إلى درجة أننا سمعنا بأن مسؤول الوفد الجزائري عيسى مسعودي ينوي تمديد تربص الصحفيين إلى 06 أشهر أخرى، قلت في نفسي بعدما  سمعت ذلك بأن لو حدث ذلك، سأفسخ العقد وأعود إلى الجزائر، لأنني كنت متشوقا كثيرا للعيش في الجزائر  تحت راية الاستقلال، لكن ذلك لم يحدث ودخل الوفد الصحفي للجزائر ولم يكن هناك تمديد، وخرجت  من هذا التكوين بصفة صحفي من الدرجة الأولى، وبذلت جهدا كبيرا من أجل نيل هذه المرتبة، حيث كنت أشتغل 22 ساعة في اليوم، وكنت استغل وقتي بعد الخروج من التكوين لأتعلم الرقن على الآلة الراقنة، كما اشتريت في فترة تواجدي بمصر عشرات الكتب حول الصحافة والإذاعة والمذيعين  قدر وزنها ب110كيلوغراما، و حملتها في حقيبة ضخمة، ولما شاهد عيسى مسعودي هذه الكتب بحوزتي، نبهني إلى أنه قد لا يسمح لي في المطار بنقل هذا الكم الكبير من الكتب، وكان ردي بقولي، بأنني جوعت بطني من أجل شرائها، وكيف لا أنقلها إلى الجزائر، بعدها وصلنا إلى الجزائر وبقينا بدون عمل من مارس إلى غاية 18أفريل 1963.
النصر: حدثنا عن تجربتك كمقدم لنشرة الأخبار ومقدم برامج بالإذاعة الوطنية؟
عثماني: رزقني الله بصوت جميل، لهذا كنت مقدما لنشرة الأخبار، كما كنت مقدما لعدة حصص إذاعية أسبوعية منها برنامج ركن الصحافة في فلسطين، عالمنا العربي، مفاهيم إسلامية، الصحافة العالمية في أسبوع، وكان لهذه البرامج صدى جماهيري كبير  تجاوز حدود الجزائر إلى دول المغرب العربي والخليج،  خاصة برنامج عالمنا العربي، وأمام هذا الصدى الكبير لبرامجي تلقيت عدة عروض من ملوك وأمراء دول عربية للتنقل للعمل عندهم صحفيا في القصور الرئاسية والملكية، لكنني رفضت وفضلت بلدي، بحيث تلقيت عرضا من مستشار ملك المغرب الحسن الثاني الشيخ ناصر للعمل صحفيا في القصر الملكي، وذلك بعد الصدى الجماهيري الكبير الذي وجدته من طرف المستمعين المغاربة، بحيث كنت أقدم برنامجا حول رسالة الجزائر للمغرب، ومحمد السبع كان يقدم برنامجا بعنوان رسالة المغرب للجزائر، وكنت قد تلقيت حوالي 03 آلاف رسالة من طرف المستمعين المغاربة، وعلى الرغم من إلحاح مستشار ملك المغرب للتنقل للعمل في القصر الملكي، لكن رفضت وفضلت بلدي، كما تلقيت عرضا مماثلا من طرف السفير الليبي بالجزائر للعمل في ليبيا مقابل راتب شهري يقدر ب 300جنيه شهريا وسيارة وفيلا، لكن نفس الشيء رفضت العرض، وفي نفس الإطار انبهر الملك فيصل بفصاحتي، حيث اعترف في ذلك الوقت بأن هذه الفصاحة غير موجودة في السعودية، ونفس الانطباع تركه وزير الإعلام السوري أثناء زيارته لمقر الإذاعة الوطنية.
النصر: ما سر هذا النجاح والصدى الذي تجاوز حدود الجزائر؟
عثماني: هذا النجاح مصدره نبرة الصوت، والأسلوب الذي استخدمه، بحيث كل برنامج من البرامج التي أقدمها أو نشرة الإخبار، أقدمها بنبرة خاصة وباللهجة المناسبة، فمثلا نبرة الصوت في تقديم نشرة الأخبار تختلف عن تقديم برنامج، كما أن تقديم برنامج عن فلسطين يختلف عن تقديم برنامج آخر.
لكن على الرغم من هذا النجاح والشهرة التي اكتسبتها، إلا أنني واجهت مشاكل عديدة في الإذاعة الوطنية، واضطررت للمغادرة في سنة 1968، وتنقلت بعدها للعمل في شركة سونا طراك بحاسي مسعود في إدارة العلاقات الخارجية، ونفس الشيء واجهت عدة مشاكل، واضطرت للعودة إلى البليدة لأقيم عند صهري لمدة 11شهرا وبدون عمل، إلى أن تعرفت على أحد المجاهدين بمنطقة العفرون الذي فتح لي الطريق لأسافر إلى فرنسا، وكان ذلك على مضض ، وانتقلت للعمل في المجال الدعوي والخيري، وتركت العمل في ميدان الصحافة، وفضلت الإمامة.


النصر : على الرغم من الشهرة الكبيرة لتي اكتسبتها في الجزائر، غادرت قطاع الإعلام نهائيا وتوجهت نحو فرنسا لممارسة عمل آخر، كيف تم ذلك؟
عثماني: اعتبر أن اختياري لمهنة الصحافة كان اختيارا سيئا، والسبب في ذلك ما واجهته من مشاكل كبيرة وعراقيل عديدة، لهذا غادرت القطاع، وكما ذكرت لك توجهي إلى فرنسا لم يكن حبا في الفرنسيين وإنما عن مضض، وكان ذلك في سنة1974، لكن سفري إلى فرنسا كان فيه خير كثير، بحيث ساهمت في فتح 49مسجداو13مدرسة قرآنية، ساهمت في تعليم 700بنت و400طفل.
النصر: كيف تم كل ذلك، توضيح أكثـر؟
عثماني: عندما غادرت الجزائر إلى فرنسا وعملت نجارا ثم انتقلت للعمل في مستشفى، و في سنة 1975 غادرت فرنسا نحو السعودية، ومكثت لمدة 06أشهر، وعدت بعدها إلى فرنسا، وبقيت لسنين عديدة لا أعرف أحدا، لكن كان تفكيري يتوجه نحو العمل الدعوي، البداية كانت مع غرفة منحها لنا قس في كنيسة  بليون لنحولها إلى مسجد، وهذه البداية كانت صعبة، لكن النجاح تحقق، هذه الغرفة المتواجدة بالكنيسة كان لها منفذ من ناحية أحد الأسواق الشعبية، كنت أخرج يوميا لأحدث الجزائريين بموضوع المسجد لنؤدي فيه الصلاة بهذه الغرفة بالكنيسة، لكن لا أحد استجاب لي، كنت أكرر ذلك كل مرة، إلى غاية الجمعة السابعة، تمكنت من جمع 14شخصا، أدينا أول صلاة جمعة بهذه الغرفة، لم يكن هناك فراش، وحتى منبر الجمعة، كان على شكل صندوق فقط، لتكون هنا بدايتي مع الخطابة في المساجد.
 كما كانت هنا الانطلاقة مع إنشاء أول مسجد بمدينة ليون، وتوسعت الدعوة وانتشر نضالنا إلى أن تمكنا من فتح 49مسجداو13 مدرسة قرآنية استوعبت 11ألف تلميذ من الذكور والإناث، وكل ذلك كان بتبرعات المسلمين بفرنسا، ولم يتوقف الأمر عند بناء المساجد فقط، بل كنا نترصد المساجين الجزائريين الجانحين في جرائم المخدارت والسرقة، لنساعدهم في عملية الإدماج بعد الخروج من السجن، من خلال تزويجهم ومساعدتهم ماديا في أنشطة تجارية، ونذكر لك في هذا الإطار حالة فتاة تبلغ من العمر 13 سنة كانت تتعاطى المخدرات، واستطعنا إدماجها وتزويجها، وأصبحت حافظة لكتاب الله، وتساعد زوجها في حفظ القرآن.
النصر: نعود للحديث عن قطاع الإعلام، ما هو تقييمك للتجربة الجزائرية في هذا المجال؟
عثماني:ما أقوله لك في هذا الجانب، هو أن الأسلوب الصحفي وطريقة الإلقاء لدى الصحفيين الجزائريين لا تعجبني، وهذا مرتبط بطبيعة الحال بعملية التكوين، والأسلوب الصحفي لا  يكون بهذه الطريقة التي تقدم حاليا، فيه نقائص وأخطاء كثيرة، مثلا على الصحفي أن يستبدل كلمة» أين» التي تتكرر كثيرا ب» حيث» هي الأنسب، لأن « أين « عندما تستعملها وكأنك ستطرح سؤالا .
 أنا لست عاطفيا في هذا الميدان، لهذا أوجه انتقادات كثيرة للإعلام الجزائري والصحفيين خاصة، بحيث الأسلوب الصحفي في الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة وحتى الالكتروني حاليا، عليه أن يكون في المستوى، ويتركوا انطباعا جيدا لدى الجمهور، والصحفي عليه أن يكون بأسلوبه سفيرا للجزائر، وعلى الصحفيين أن ينقلوا هذه الصورة الواضحة عن الجزائر بأسلوب جيد مثلما يقوم به الغرب عبر وسائل إعلامهم، وهذا ما أتمناه من الصحفيين الجزائريين من صميم قلبي حتى.
حاوره: نورالدين عراب

في اليوم الوطني للصحافة


الإعلام الجزائري يقف أمام تحدي المهنية والتكنولوجيا
تحيي اليوم الأسرة الإعلامية الوطنية برمتها اليوم الوطني للصحافة، المصادف للثاني والعشرين من شهر أكتوبر من كل سنة الذي أقره رئيس الجمهورية قبل ثلاث سنوات، لتلتفت قليلا إلى الوراء وترى ما تحقق في سبيل هذه المهنة، و تأخذ في نفس الوقت فكرة عن مسار الطريق الذي لا يزال ينتظر نساءها ورجالها في المستقبل.
لقد أصبح اليوم الوطني للصحافة، الذي أقره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في سنة 2015، موعدا لكل المنتمين  والمشتغلين بمهنة الإعلام في الجزائر للمراجعة والنقد الذاتي البناء والاحتفاء والاحتفال أيضا، وموعدا لتذكر أحوال المهنة التي توصف بمهنة المتاعب.
ولا يفوت مثل هذا اليوم دون أن يجري الإعلاميون - على اختلاف المنصات التي يشتغلون بها وعلى اختلاف الأنواع الإعلامية التي ينتمون إليها – جردا واسعا وحقيقيا للنتائج التي حققتها الصحافة الوطنية الجزائرية، وبخاصة في العقود الثلاثة الماضية منذ بداية التعددية الإعلامية والسياسية في البلاد.
ومما لا شك فيه أن الصحافة الوطنية تحقق من عام لآخر قفزات في عالم الاحترافية والمهنية، وتقديم الخدمة العمومية الهادئة والموضوعية للمواطن، وهذا يشهد عليه الآخرون من خارج الوطن، ويعترف به المنتمون للمهنة أنفسهم.
ويتفق الجميع على أن الصحافة الوطنية قطعت في السنوات القليلة الأخيرة شوطا لا بأس به في مجال استعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، وصار بعضها يتحكم في التقنيات الحديثة للنشر والبث والتصوير إلى حد كبير وباحترافية كبيرة تضاهي ما هو موجود في بلدان متطورة.
 لكن هذا لا يعني الرضا الكامل، ولا يعني أبدا أن الجميع وصل إلى درجة تقترب من الكمال، بل من الواجب التنبيه إلى أن تحديات كبيرة  مازال على الصحافة رفعها في المستقبل المنظور وفي عالم يعرف تسارعا رهيبا في كل المجالات.
وتنقسم هذه التحديات إلى نوعين بصورة عامة، أولها يبقى دائما متصلا بمجال المهنية والموضوعية وتقديم الخدمة العمومية الهادفة وخدمة المصالح العليا للمجتمع والدولة الجزائرية، وهو مرتبط أيضا بمدى الالتزام بأخلاقيات المهنة وثقافة المجتمع، والابتعاد عن التشهير والسب والوقوع في الأخطاء الكلاسيكية على غرار عدم التأكد من المعلومة وفوضى النشر البث، وهذا التحدي يمكن أن نقول أنه ذو طبيعة أدبية، وهو يرتبط بالتكوين والتدريب وبالخط الافتتاحي لكل وسيلة إعلامية، وبمدى التزام المسؤولين في كل وسيلة إعلامية بكل هذه الأخلاقيات ونقلها للمشتغلين معهم.
ويبقى المطلوب تحقيق تقدم في هذا المجال للقضاء على نوع من الفوضى السائدة حاليا في بعض الأوساط المنتمية للإعلام، وهو من صميم مهام الجامعات و المعاهد المتخصصة في تدريس الصحافة، ومن مهام الملتقيات والندوات المهنية التي يجب أن تنظم لصالح الصحفيين على مدار السنة، و أيضا يجب العمل على أن يطلع الصحفيون الجزائريون على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، والأخذ منها.
 أما التحدي الأكبر الذي سيواجه الصحافة الوطنية في المستقبل القريب فهو تحدي الرقمنة واستعمال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال في الاتجاه الصحيح وبالسرعة المطلوبة، و الاستعداد الكامل لمواجهة منافسة شرسة جدا من شبكات التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها، هذه الأخيرة التي يمكن أن تظهر أنواعا جديدة منها في أي لحظة لا يمكن تصور مستوياتها الخالية وتطبيقاتها الجنونية، وهي لا ترحم الصحافة التقليدية وبخاصة منها الورقية، و تعمل بسرعة فائقة على تجاوزها، بل وعلى رمي التراب فوقها نهائيا.
وفي هذه النقطة بالذات لابد  في البداية أن يكون الإعلام الوطني واعيا بمدى ومستوى هذا التحدي وفق تشخيص دقيق، وبعدها تتضح الطرق الحقيقية لمجابهته، والاعتراف بالنقائص التي تعتري منظومتنا الإعلامية في هذا الجانب.
وعلى المهنيين المنتمين للقطاع أن يفرقوا بين ما يجب أن ينشر في وسائل الإعلام التي لها دور معروف للجميع، وبين ما تنشره وسائط وشبكات التواصل الاجتماعي، ويبدو هنا أن الفرق كبير من ناحية المسؤولية والخدمة التي تقدم للمتلقي أيا كان نوعه، وهذا الفرق يشكل في حد ذاته تحديا إضافيا.
 وبالمختصر فإن صناعة إعلام وطني حر ومهني وموضوعي يقدم خدمة  عمومية للمتلقي الجزائري و غيره ويخدم المصالح الكبيرة للمواطنين ويحافظ على مصالح الدولة، وينافس العوالم الحقيقية والافتراضية التي تقدمها شبكات التواصل الاجتماعي وغيره، يفرض على الجميع  بدل الكثير من الجهد وعدم الخروج عن قواعد المهنة، والتقيد بالموضوعية والمهنية قبل كل شيء.  إلياس بوملطة

  الأستاذ  بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر3، الدكتور لزهر ماروك للنصر


مـن  الضـــروري إدراج مـهنــــة الصحـافـــة ضمـــن الـمهــن الشــاقــــة
• هناك  قدر كبير من حرية التعبير في الجزائر
أكد الأستاذ  بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر3، الدكتور لزهر ماروك، أن الصحافة الجزائرية تمتلك احترافية كبيرة جدا  بدليل أن هناك الكثير من الصحفيين الجزائريين التحقوا بكبريات القنوات  والصحف العالمية ، مضيفا أنه من الضروري أن يتمتع الصحفي بحق التكوين ليتمكن من الاطلاع على ما هو مستجد في عالم الاتصال، مبرزا  وجود قدر كبير من حرية التعبير في الجزائر ، ودعا إلى ضرورة إدراج مهنة الصحافة، ضمن المهن الشاقة .
النصر :  كيف تنظرون لمستقبل الصحافة في الجزائر بالنظر إلى التحولات والتحديات الكبيرة التي تواجهها في المرحلة الراهنة ؟
 لزهر ماروك : الصحافة الجزائرية لديها تجربة وخبرة ،  و منذ الانفتاح السياسي في بداية  التسعينات من القرن الماضي ، ظهرت العديد من الصحف المستقلة والتي كانت تعبر عن الآراء  التي هي ليست بالضرورة الرسمية ، وتميزت هذه التجربة بظهور أقلام و آراء وأفكار كلها تعبر عما يحدث في المجتمع الجزائري، لكن الملاحظ في السنوات الأخيرة  مع التطور التكنولوجي  وتداعيات الثورة الصناعية الرابعة يبدو أن بعص الصحف المكتوبة  بدأت تحت تأثير التطور التكنولوجي، تفقد الكثير من قرائها و من مداخيلها الإشهارية،   بحيث نلاحظ أن الكثير من الصحف  قد اختفت ، فيما بقيت بعص الصحف تقاوم، وتحافظ على الأدنى من قرائها، الآن نعيش مرحلة انتقالية تقريبا نحو الصحافة الإلكترونية ، وهناك صحف مكتوبة ورقية استطاعت أن تتكيف مع هذه التحولات،  بحيث أنها أنشأت مواقع إلكترونية  مدمجة، بها فيديوهات ومقالات حتى  تواكب سرعة انتشار المعلومات  وخدمة قرائها، وبصفة عامة نجد  في مسار الصحافة  الجزائرية طوال هذه العقود ، أن هناك جيل من الصحفيين لديه خبرة، كما أن هناك صحف متنوعة وثرية ، و قدر كبير من حرية التعبير، لكن لازلنا ننتظر جرعة أخرى تسمح لنا من أن نخلق صحافة وطنية قادرة على رفع شعار المهنية  والاحترافية وخدمة الجزائر شعبا وبلدا.
 النصر:   ما ذا عن  الدعم  الذي تخصصه الدولة  لفائدة الصحافة؟
 لزهر ماروك   الدولة عليها مهام كبيرة جدا في دعم الصحافة  وعدم تركها تختفي فليس من مصلحة الدولة أن تكون بلا صحافة ، فوجود صحافة قوية يعتبر مكسبا للدولة،  بحيث تعطي صورة إيجابية عن الجزائر كبلد الحريات والتعبير عن مختلف الآراء التي يشهدها المجتمع  واعتقد أن الصحافة الجزائرية تمتلك احترافية كبيرة جدا بدليل أن هناك الكثير من الصحفيين الجزائريين التحقوا بكبريات القنوات  والصحف العالمية وهذا  يؤكد أن الصحفي الجزائري يمتلك خبرة وقدرات  ومؤهل ليكون ضمن قنوات وصحف عالمية، لكن هذه الاحترافية تستلزم قدرا كبيرا من التكوين فلابد أن يتمتع الصحفي بحق التكوين كل سنة أو سنتين، بحيث يطلع على ما هو مستجد في عالم الاتصال، حتى يستطيع أن يواكب هذه التطورات، كذلك  نحن بحاجة إلى التبادل والتعاون مع الدول التي لها خبرة في هذا المجال ، وبالتالي الاحترافية موجودة ولكن المسألة هي كيف نحافظ على هذه الاحترافية  عند مستوى  من أجل خدمة المجتمع والقارئ الجزائري.
 النصر :   ما ذا عن  الظروف التي يمارس فيها الصحفي هذه المهنة وهل  يمكن أن يتم تصنيف الصحافة ضمن المهن الشاقة؟
 لزهر ماروك : من الضروري إدراج مهنة الصحافة، ضمن المهن الشاقة لأن الصحفي يعاني ضغوطات  نفسية كبيرة جدا، فالحصول على المعلومة ليس بالعمل السهل، فالصحفي دائم التحرك ويشتغل الليل مع النهار  و يشتغل في أيام العطل وحتى في  الأعياد وبالتالي دائما متعب وساعات العمل أحيانا تمتد لأكثر من 8 ساعات في اليوم، وبالتالي هي مهنة جد شاقة وفيها صعوبات كبيرة، ونلاحظ أن كثير من الصحفيين يموتون صغار السن ، أقل من 50 سنة . 

  مراد- ح

يتبع

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com