رخيلة يثني على مبادرات تشكيلات سياسية لتحقيق التوافق ويؤكد

على الأحزاب التواصل مع الشارع وتكريس منطق الحوار
ثمّن المختص في القانون الدستوري عامر رخيلة المبادرات التي أطلقتها أحزاب سياسية مؤخرا، لأنها تهدف إلى تنشيط المشهد السياسي، عن طريق طرح ملفات ذات صلة بميادين مختلفة للنقاش، لكنه اقترح على التشكيلات السياسية التوجه إلى القواعد النضالية لشرح أفكارها وتوعيتها بالرهانات التي تواجه البلاد.
وقال عامر رخيلة إنه رغم إيجابية هذه المبادرات السياسية إلا أنه لا ينبغي أن يكون الهدف منها إثارة التناقص والتصادم ما بين الأحزاب السياسية، أي أن تسعى مبادرة تشكيلة معينة إلى إجهاض ما يقوم به حزب آخر، بهدف تحقيق توافق يكون الغرض منه احتواء الشارع وتوجيه أفكاره إلى ما يخدم الصالح العام، موضحا أن الفراغ يمكن أن يملأ بأي شيء، وهو الأمر الذي ينبغي أن تتفطن له الطبقة السياسية، التي عليها عدم الاكتفاء بمناقشة التصورات والأفكار الجديدة في قاعات مغلقة، بعيدا عن القاعدة النضالية، بالنظر لقدرتها على إثراء مواضيع الساعة بأفكار وتصورات جديدة من شأنها أن تساعد على وضع حد للجدل القائم حول مواضيع الساعة.
كما شدد المصدر في تصريح «للنصر» على أهمية تحيين أفكار الأحزاب السياسية وتكييفها مع توجهات الشباب على وجه خاص، قائلا إن جيل اليوم يعيش عصره وعلى الأحزاب أن تدرك هذا الأمر جيدا إذا كانت الغاية من مبادراتها تحقيق الانتشار واستعطاف الناخبين تحسبا لمواعيد سياسية قادمة، وأضاف المختص في القانون الدستوري أن التوجه إلى الشارع بصفة عامة أو المجتمع يعد الطريقة المثلى والصحيحة لإيجاد البدائل بخصوص السياسة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكذا إدارة الشأن العام، منبها إلى أن تجاهل هذه النقطة قد يؤدي إلى إحداث هوة ما بين الأحزاب السياسية وقواعدها النضالية، في حين أنه ينبغي مغازلة الشارع واستمالته وإقحامه في إثارة الأفكار والتصورات بكيفية منهجية ومنظمة، وملء الفراغ الذي يمكن أن يستغل بطريقة سلبية قد لا تخدم الصالح العام.
كما نصح المتحدث الأحزاب التي بادرت مؤخرا بمشاريع سياسية من أجل بناء قاعدة شعبية صلبة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد بضرورة شرح تصورها للقواعد النضالية، وتفادي الدخول في مواجهات مع أحزاب أطلقت هي الأخرى مبادرات بمضمون وتصور مخالف، طالما أن المغزى من كل ذلك تنشيط المشهد السياسي وتوعية الشارع بالرهانات المستقبلية، وبالتحديات التي تواجه البلاد من أجل تحقيق الاستقرار والنمو، وتكريس تقاليد سياسية جديدة تقوم على المشاركة والحوار.
وأضاف العضو السابق في المجلس الدستوري أن اللقاءات التي تجمع قياديي أحزاب ذوي توجهات سياسية مختلفة تؤكد على وجود مجال للحرية والنشاط الحزبي وحرية تبادل الآراء والأفكار في الجزائر، علما أن رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري تنقل في الأيام الماضية إلى مقرات حزبية عدة  للترويج لمبادرة التوافق الوطني، والتقى في هذا الإطار برؤساء تشكيلات سياسية عدة من بينهم الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى وكذا الأمين العام للأفلان جمال ولد عباس، الذي يواصل هو الآخر سلسة المشاورات لإنجاح مبادرة الجبهة الشعبية الوطنية، كما يعكف رئيس حزب تاج عمار غول أيضا على تنظيم لقاءات للنقاش تضم تشكيلات مختلفة من أجل تقريب الأفكار والتصورات.
وأضاف المتحدث أن تعميق هذه الأفكار يتطلب طرحها على القواعد النضالية، من أجل تحقيق التواصل مع الشارع وتعزيز لغة الحوار والإقناع، وسد الفراغ الذي يمكن أن يستغل بطريقة سلبية، وكذا تكريس عقلية النضال عن طريق الأفكار، كما شدد الأستاذ رخيلة على أهمية التقرب من فئة الشباب وفهم أفكارها وطموحاتهم، إلى جانب الاستفادة من خبرات المختصين في الشق القانوني والسياسي لتطوير المبادرات وتوسيعها، في حين رهن المصدر  تحقيق التوافق بالتخلي عن الأنانيات الحزبية، والقيام بتنازلات فكرية، لكسب الرأي العام الداخلي وحتى الخارجي.
لطيفة/ب