الخميس 16 ماي 2024 الموافق لـ 8 ذو القعدة 1445
Accueil Top Pub

المنتخب الوطني: روح المجموعة تعود في انتظار المردود


إذا كان المنتخب الوطني، قد اكتفى بالتعادل سهرة أول أمس، مع مستضيفه منتخب غامبيا، فإن الملفت للانتباه أن هذه المباراة، كانت فرصة للناخب الوطني الجديد جمال بلماضي، لوضع أولى بصماته على التشكيلة في أول ظهور له على رأس العارضة الفنية، بعد شهر من تعيينه، ولو أن هذه البصمات لم تكن بصورة جلية، لكن معالمها الأولية لاحت في الأفق، الأمر الذي يوحي بقدرته على إعادة «الخضر» إلى الواجهة على الصعيد القاري، بعد تقهقر كبير في السنتين الأخيرتين.
بلماضي، الذي كان قد كشف عن الخطوط الأساسية، لإستراتيجية العمل التي يريد انتهاجها، من خلال مراهنته على تعداد يتشكل من لاعبين ينشطون جميعا خارج البطولة الوطنية، حاول توظيف هذه الورقة لاعادة الروح الجماعية إلى المنتخب، مقابل عدم استدعاء أي عنصر ينشط في الدوري «المحلي»، وهو الاختيار الذي كان وراء بعض الانتقادات الاعلامية التي طالته، لكن هذا التقني برهن على قوة شخصيته، ووضع الثقة في بعض العناصر، التي لا تمتلك أي خبرة في أدغال القارة السمراء، بحثا عن مشروع يسمح له بضخ دماء جديدة في المنتخب، لأن التشريح الأولي، الذي أجراه مكنه من تشخيص مكمن الداء، سيما وأن تجربته كلاعب سمحت له بأخذ نظرة شاملة عن الكرة الجزائرية، والشؤون الداخلية للمنتخب.
لمسة الناخب الوطني، كانت قد اتضحت أكثر في الجانب المعنوي للاعبين، لأن العناصر الوطنية، تحدت الظروف الصعبة التي عايشتها في ملعب الاستقلال، خاصة الضغط الجماهيري الكبير، وما إنجر عنه من تأخير موعد انطلاق اللقاء، فضلا عن الأجواء المشحونة التي سبقت المباراة، بسبب اجتياح الانصار أرضية الميدان، ونجاح براهيمي ورفاقه في المحافظة على كامل التركيز والتوازن يعكس العمل الكبير، الذي قام به الطاقم الفني في حجرات الملابس، لأن الحضور الذهني القوي فوق المستطيل الأخضر، كان ميزة العناصر الوطنية، مع تجاهلها التام لما كان يحيط بالملعب من تدافع جماهيري غير بعيد عن ساحة اللعب.
وفي سياق متصل، فإن المردود الذي قدمته التشكيلة الوطنية، جسّد العمل المنجز من طرف بلماضي، وطاقمه في فترة التحضير لهذه المقابلة، خاصة من الناحية البسيكولوجية، مع خلق جو من التلاحم والتآزر بين اللاعبين، الأمر الذي ساهم في إعادة الروح الجماعية إلى المنتخب، وقد تجلى ذلك في الاصرار الكبير الذي أبداه اللاعبون لتحقيق نتيجة إيجابية، تكون بمثابة عربون ثقة للطاقم الفني الجديد، تحسبا لمرحلة قادمة، رغم أن المنافس كان متواضعا، إلا أن «الخضر» وفي أول اختبار لبلماضي واجهوا الظروف التنظيمية العسيرة، المناخ القاسي، عدم صلاحية أرضية الميدان وكذا منتخب غامبيا، وهي عوامل اجتمعت لتجبر المدرب الجديد على اظهار مؤهلاته في القدرة على الخروج، بأخف الأضرار من مثل هذه الوضعيات، والتي تبقى من خصوصيات اللعب في أدغال القارة السمراء.
عودة الروح الجماعية، إلى المنتخب بصورة تدريجية، في بانغول يمكن اعتبارها بمثابة مؤشر أولي على نجاح خليفة ماجر، في أول اختباراته الميدانية، لأن «الخضر» فقدوا هيبتهم منذ سبتمبر 2016، عند انطلاق تصفيات مونديال روسيا، ثم في دورة «كان 2017»، حيث كانت المشاركة كارثية ومخيبة للآمال، لتبلغ «الانتكاسة» ذروتها في سلسلة اللقاءات الودية، التي أجراها المنتخب منذ مطلع السنة الجارية، لأن السقوط الحر تواصل بريتم عال، والانهيار أصبح شاملا، وعملية إعادة البناء تنطلق من تشكيل مجموعة متناسقة ومنسجمة، قبل المرور إلى العمل الميداني والمستوى الفني، والموعد المقرر في أكتوبر القادم ضد البنين في مناسبتين (الذهاب والإياب في ظرف 4 أيام) سيكون الاختبار الجدي لبلماضي.
ص / فرطــاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. أصبحت تحت وصاية وزارة الإعلام في 16 نوفمبر 1967م.
تعرضت لتعريب جزئي في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com