- التفاصيل
- الزيارات: 1290
غطاس يوثق الحياة البحرية بجيجل
استطاع ياسين فاطيس، وهو ممرن غوص و مصور بحري هاو من جيجل أن يوثق جوانب من الحياة البحرية في الأبيض المتوسط الكبير، لاسيما في الشريط الساحلي بولاية جيجل، حيث يعتبر من بين المصورين القلائل الذين يجمعون بين البراعة و النظرة الفنية، وهي مهارات وظفها للتعريف بالحياة البحرية، بعد انضمامه لنادي الغوص «راي مونطا»، أين بدأ في صناعة محتوى موجه لمختلف شرائح المجتمع.
تمكن ياسين، إلى الآن من تصوير أزيد من 200 كائن بحري، كما يملك في جعبته صورا لمناظر طبيعية تحت مائية فريدة، و تضم ألبوماته عالما من اللقطات الثمينة لشعاب مرجانية و حيوانات و كائنات بحرية عجيبة، يصورها جميعها بطريقة فنية، وهي مهارة تتطلب التدريب و الصبر كما قال للنصر، مضيفا أنه لابد للمصور في المجال أن يتقن الغوص ويتحكم في الكاميرا و يمتلك القدرة على توثيق اللحظة تحت الماء واقتناص الفرص للخروج بصور إبداعية قد لا تتكرر، مشيرا إلى أن التزامه أكسبه خبرة، مكنته من الحصول على جوائز دولية و المشاركة في عضوية لجان تحكيم كذلك.
يتابعه عشاق الصورة البحرية
ينقل المصور عبر صفحته على فيسبوك، أشكالا مختلفة للحياة، ويقدمها في صور ملونة متناهية الدقة تضمن المتعة والفرجة معا، كما تبعث على التأمل في عظمة الخلق، حيث ينشر ألبومات لمختلف الكائنات التي تسكن أعماق البحر، و تعيش في عالم أخر مختلف وبديع على الشريط الساحلي لجيجل، أين تضم الحظيرة الوطنية لتازة في شقها البحري، كائنات و نباتات قل ما نشاهد لها صورا، ولذلك تحظى أعماله برواج كبير وقد وصل صداها إلى العالمية، نظرا لكون صفحته تشمل عشاق المحيط وأسراره و متابعين مختصين في الحياة البحرية و البيئة من الجزائر وخارجها، وهو ما تعكسه التعليقات بوضوح، و الملاحظ من خلال الصور التي ينشرها كذلك، هو التركيز الكبير على دقة المشهد وإظهار التفاصيل الصغيرة، الأمر الذي يجعل المشاهد يعتقد بأنه أمام ألبوم لمجلة متخصصة، ما يضفي قيمة لكل صورة لأنها وإلى جانب الفرجة تعتبر نوعا من التوثيق البيئي.
قابلنا المصور خلال زيارة لمنطقة المنار الكبير، مقر نادي الغوص « راي مونطا» الذي ينتسب إليه، وقد تزامن وصولنا مع استعداده للقيام برحلة بحرية جديدة بهدف التصوير، قضينا رفقته وقتا و قد شرح لنا كيف يحضر لمغامراته، بداية بتفقد عتاد الغوص و كذا معدات التصوير التي يمتلكها، و أخبرنا، بأنه لابد من التدقيق في العتاد وتجهيز آلة التصوير، فكل خطأ داخل مياه البحر يكلف غاليا، موضحا بأنه يمارس الغطس منذ فترة طويلة، ويعتبر من بين الممرنين في نادي راي مونطا حاليا، وذلك بعد سنوات من التدريب و الغوص في أعماق البحار، ما أكسبه صفة غطاس محترف، بمعنى أنه المجال الذي احترفه بداية قبل أن يقتحم ميدان التصوير البحري.
وأشار المتحدث، إلى أنه اكتشف التصوير ضمن نشاطات الجمعية ومع مرور الوقت، فكر في مشاركة صوره عن الحياة البحرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و اغتنام فرصة غطس لتصوير ونقل أشكال الحياة في البحر الأبيض المتوسط، وأنشأ لذات الغرض صفحة خاصة على فيسبوك، لقيت إعجابا كبيرا من متابعين من داخل وخارج الوطن وحظي عمله بكثير من التشجيع، وهكذا انتقل إلى مرحلة التنافس والمشاركة في دورات و مسابقات افتراضية للصورة وفاز في بعضها.
و ذكر ياسين، بأن شغف استكشاف الحياة البحرية يتجدد خلال كل رحلة غطس، وقد استمر الأمر لسنوات عديدة و هو شعور لا يمكن وصفه كما عبر، حيث إن النزول إلى أعماق البحر آسر، وكل تجربة غوص تحمل معها حكاية مختلفة و تكشف عن جمال كائنات فريدة، وهي حسبه، لحظات لا يمكن أن تترجمها الكلمات.
أزيد من 200 صورة لكائنات نادرة وأخرى نجهلها
أخبرنا المصور الغطاس، أنه استطاع من خلال رحلاته البحرية، التقاط أزيد من 200 صورة لكائنات بحرية سواء حيوانات أو نباتات، وكلها صور فريدة تبين عظمة الخالق، وفي كل رحلة تقريبا توثق عدسته ما يقارب 10 صور لمختلف الكائنات الموجودة في المنطقة التي يستكشفها مضيفا، بأنه يملك صورا لحيوانات نادرة تعيش في أعماق البحر تحت عمق 100 متر، وقد وجدها في إحدى رحلاته تطفو صدفة على مسافة 25 مترا فصورها، و قام بمراسلة مجلات و مراكز بحث متخصصة لكن مختصين أكدوا أنهم شاهدوها لأول مرة ولم يتعرفوا على صنفها، مما يشير حسبه، إلى أن عالم البحر كبير للغاية و يمكن في كل مرة اكتشاف مخلوقات جديدة، واصفا أعماق البحر بما يشبه مجرة أخرى تضم عوالم مختلفة تتجاوز مفردات اللغة و مخيلة الإنسان، لأن الكائنات متعددة الأشكال و الأحكام و الأوصاف و المهام و تدخل في إطار سلاسل غذائية تكمل بعضها البعض، و أوضح بأنه يفضل دائما التقاط صور هذه الكائنات بدقة بدل تصوير المناظر الطبيعية بشكل عام، لأن المهمة الثانية صعبة نظرا للظروف تحت الماء وتأثرها بالطقس.
ترويج سياحي بيئي من نوع آخر
وقد نشر الغطاس، بعضا من الصور التي يلتقطها في مجلة أمريكية متخصصة في الحياة البحرية، و كانت تلك فرصة للحديث عن جمال الحياة البحرية في الجزائر و فرصة للتعريف بالتنوع البيئي و البحري لولاية جيجل.
تحصل سنة 2021، على المرتبة الأولى في جائزة دولية نظمتها الوكالة الفرنسية للتطور في الجزائر، و هو نجاح لم يكن يتوقعه و حفزه لمشاركة صوره بشكل أكبر، خصوصا وأن صوره اختيرت من بين 150 مشاركا، كما تحصل على جوائز أخرى عديدة بعد ذلك، ونظرا لخبرته و تفوقه في المجال، فقد شارك في عضوية لجنة التحكيم في الدورة الدولية للصورة تحت مائية بتونس، كما نظم عدة معارض لهذا النوع من الصور، من بينها معرض أشرفت عليه الحظيرة الوطنية لتازة، تم خلاله عرض صور مختلفة تعكس تنوع المحمية البحرية للحظيرة، وقال محدثنا، إنها فعالية لقيت تجاوبا كبيرا من قبل عشاق الطبيعة ومن بينهم مواطنون اكتشفوا الحياة البحرية لأول مرة، وسط دهشتهم بما تخفيه الطبيعة.
و ذكر ياسين، بأنه عمل على تكوين نفسه في مجال التصوير تحت الماء وذلك عن طريق الممارسة و الاحتكاك مع أهل الاختصاص و البحث عن العتاد الملائم، وقال إن هذا الجانب تحديدا شغف آخر يتطلب الصبر و المثابرة، كون التميز في الميدان يستدعي الحضور الدائم و الإطلاع المستمر.
يأمل في إنجاز دليل بحري
ويأمل مستقبلا في إنجاز دليل بحري يضم كل الصور التي التقطها، وهي موسوعة قال بأنها ستكون موجهة للطلبة و المختصين في المجال وعشاق الطبيعة، ستساعدهم على التعمق في فهم الحياة البحرية و الدراسة و الاكتشاف، كما أضاف، بأنه يسعى كذلك لإنجاز فيلم قصير حول الحياة البحرية بطريقة احترافية من أجل التعريف بجمال و تنوع الساحل الجيجلي والجزائري عموما.
وحسب فريد عزون، عضو نادي راي مونطا و صديق ياسين، فإن شغف المصور بالمجال و اهتمامه بالحياة البحرية شديد جدا، مشيرا إلى أن معظم المنتمين إلى النادي يملكون موهبة و شغف التصوير، مع ذلك فإن ياسين تعمق كثيرا و طور مهارته بشكل احترافي، عن طريق التكوين في مجال التصوير، كما أنه ملتزم جدا بأفكاره ولذلك لا يتوانى عن الإنفاق لرعاية موهبته، ويستثمر في شراء التجهيزات و العتاد ليحسن أداءه كغطاس و كمصور يوثق كل تجربة جديدة ويجعلها ذكرى مصورة معلقا بأن كل نجاح حققه هو نتاج جهد و تفان وحب حقيقي للحياة البحرية، وقال إن زميله هو فخر للنادي ولكل أعضائه، ولذلك يعمل الجميع على توفير كل الظروف اللازمة ليواصل زميلهم العمل و يبلغ النجاح الذي يطلبه، مضيفا بأنه نجاح مشترك، لأن عمل النادي سمح بدفع نشاط المتنزه البحري بمنطقة المنار الكبير، و الذي يمكن من خلاله لزوار المنطقة اكتشاف الحياة البحرية بكل متعة.
كـ. طويل
أساتذة في المجال يقترحون نماذج ناجعة
الذكاء الاصطناعي الأخضر لمواجهة خطر التلوث الضوئي
قدم أمس، أساتذة جامعيون في الإعلام الآلي والذكاء الاصطناعي والفيزياء والبيئة، نماذج علمية تطبيقية تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتصدي لعديد المشاكل البيئية، المتعلقة بتحسين جودة الطبيعة والرصد البيئي، إلى جانب تطبيقات توفر حلولا لإشكالية التلوث الضوئي.
و اقترح المتدخلون في ملتقى وطني بالمدرسية العليا للأساتذة آسيا جبار بجامعة قسنطينة 03، حول التكنولوجيا الخضراء في خدمة البيئة والتنمية المستدامة، « الذكاء الاصطناعي نموذجا»، تقنيات ذكية لترشيد استخدام الإضاءة الليلية، التي تشكل مصدر قلق بيئي وصحي وعلمي، خاصة ما تعلق باضطراب الحيوانات ذات النشاط الليلي، وإهدار الطاقة الكهربائية، داعين إلى ضرورة تنسيق عمل الأساتذة في التخصصين لوضع حلول ذكية لحماية البيئة.
وقدمت الأستاذة آمال هبول، مختصة في هندسة البرمجيات والذكاء الاصطناعي، محاضرة بعنوان «دور الذكاء الاصطناعي في حماية البيئة»، عرفت من خلالها بتطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المشاكل التي تهدد المحيط، كالتلوث والاحتباس الحراري والجفاف، بفعل الاستخدام المتزايد للموارد الطبيعية لتلبية احتياجات الإنسان، مشيرة إلى أن الأفكار متوفرة ولكن تفعيلها صعب لعدم توفر المعدات المساعدة على ذلك.
حيث ذكرت خوارزميات التعلم العميق، الذي يشمل مجموعة من التقنيات والأنظمة الهادفة إلى إنشاء أنظمة تفكير ذكية تشبه الذكاء البشري، لها القدرة على التنبؤ والتنبيه بالمخاطر، والتفاعل مع البيئة والبشر، وتحسين جودة الحياة والرفاهية.
كما أشارت، إلى مجال تعلم الآلة الذي يعد من مجالات الدراسة التي أعطت دفعا قويا للذكاء الاصطناعي، وقد ساعد حسبها في تحليل وتحديد البيانات البيئية، ووضع نماذج لمختلف التجارب سواء في الرصد البيئي أو تسيير النفايات وغيرها، بحيث تساعد هذه التقنيات في التوقع وتحسين إدارة أي مشروع بيئي ومراقبة جودة الطبيعة في الوقت الفعلي.
وعرض الدكتور عبد الله جلال، نموذج شارع ذكي مقتصد للطاقة الكهربائية، يقضي على إشكالية التلوث الضوئي وأضرار الإضاءة السلبية التي أبرزتها تقارير علمية، إذ أصبحت كمية الإضاءة المستعملة ليلا في المدن و التجمعات السكنية والصناعية تشكل مصدر قلق بيئي وصحي وعلمي بسبب مشكل التلوث الضوئي، وهو من الأشكال الجديدة للعوامل التي تلحق أضرارا بالكائنات الحية وتمثل مصدر إزعاج متزايد للمنظومات البيئية، وهو ما يوجب حسبه ترشيد استخدام الطاقة للحد من التلوث الضوئي.
ومن أضرار الإضاءة الكثيفة، ذكر بأنها تؤذي الحيوانات ذات النشاط الليلي، ما يجعلها تهجر مواطنها، فهناك كما أوضح كثير من اللافقاريات تتجنب الضوء ليلا، كما بينت عدة تقارير علمية أن الإضاءة الليلية تعطل التلقيح الليلي الذي يقوم به العث و الحشرات، ونتيجة لذلك يقضي العث وقتا أقل في التغذية ما يؤثر على عملية التلقيح، كما أن الطيور المهاجرة أصبحت تظل طريقها بسبب الوهج السماوي، وأوضح الباحث، بأنه توصل من خلال عمله وباستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى وضع نموذج لشارع ذكي في ولاية أم البواقي، يحتوي على عشرة أعمدة إنارة مزودة بأنظمة تقنية حديثة كالمستشعرات الحساسة بالأشعة تحت الحمراء، تثبت على مستوى كل عمود، وعند مرور أي جسم متحرك يقوم المستشعر الحساس بإرسال رسالة للبطاقة الذكية، التي ترسل أمرا لمصابيح الإنارة للاشتعال، وتعمل وفق برنامج مقسم على ثلاث فترات، فترة الإضاءة الكلية المتحركة، وفترة نصف الإضاءة، وفترة ربع الإضاءة، حيث توفر الإضاءة حسب الطلب، ما يساهم في الحد من التلوث الضوئي دون المساس بصحة المواطنين، فضلا عن حماية البيئة من التحديات المناخية وتوليد الطاقات المتجددة و تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليص الطاقة الكهربائية.
أسماء بوقرن
تلهمها ذكريات الطفولة
حرفيـة تلـفُّ خيـوط الصـوف لنسج دمـى صديقة للبيئـة
تحول الشابة فاطمة الزهرة يوسفي، صاحبة 28 ربيعا، خيوط الصوف إلى دمى صديقة للبيئة، حيث أنها توفر كما قالت منتجا بسيطا لا يعتمد على البلاستيك ولا يتطلب كثيرا من المواد، وتحاول أن تنوع التصاميم لتتماشى مع اختلاف الأذواق خاصة وأن دماها ليست موجهة فقط للأطفال بل للراشدين كذلك، لأن أحجامها متفاوتة ويمكن أن تستخدم للعب أو للزينة أو كإكسسوار لمرآة السيارة أو حقيبة اليد و غير ذلك.
بين شغف الهواية وكسب المال
أخبرتنا ابنة العاصمة، أن صناعة الدمى حررتها من قيد البطالة، حيث قررت قبل سنة، أن تتوجه إلى مجال الحرف وأن تحول هوايتها في النسيج إلى مصدر رزق، وهكذا فكرت في مشروع مختلف قليلا لتتميز ولأن علاقتها بالدمى وطيدة منذ الطفولة فقد ارتأت تعلم كيفية صناعتها بطريقة مبتكرة، انطلاقا من الدورات التي تقدمها المنصات الافتراضية وخصوصا يوتيوب الذي ساعدها كثيرا على صقل موهبتها في مدة قصيرة.
و أضافت المتحدثة، بأنه وبعد تعلمها لطريقة حياكة الدمى، بدأت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لتتعرف على جوانب هذا الفن الإبداعية، حيث وجدت كما هائلا من النماذج التي تضم المفروشات والحقائب، وتفاصيل صناعات مبهرة تقوم على الكروشيه، واستلهمت منها أفكارا من أجل تطوير منتجها وعرضه للبيع في السوق الإلكترونية.
ووصفت فاطمة الزهراء، مجال صناعة الدمى بالرائع، لأنه عاد بها إلى ذكريات الطفولة التي ما تزال متعلقة بها، فكلما انتهت من تصميم دمية تجد نفسها متعلقة بها كما قالت، وذلك لأن الطفلة الصغيرة بداخلها تصحو من جديد.
وأوضحت الحرفية، أن حياكة الدمى من المهارات الجميلة التي تنمي الإبداع وتعزز الروح الفنية، لأنها ليست مجرد نشاط، بل تجسيد للخيال والإبداع الشخصي، قائلة في ذات السياق، إنها تشعر بالفخر والامتنان عندما تنهي تصميم دمية جديدة، لأنها تكون بذلك قد قدمت عملا فنيا يحمل بصمات فريدة تميزه عن غيره، مشيرة إلى أنها تقوم بصناعة مختلف أنواع الدمى، بكل الأحجام و الأشكال، من الدمى الصغيرة التي تستخدم في علاقة المفاتيح، إلى الدمى الكبيرة الموجهة للزينة أو دمى الأطفال، مؤكدة بأن الطلب على منتجاتها كبير من جميع الفئات، ويتضاعف يوما بعد يوم. ومن الأشكال المميزة التي تتفنن في حياكتها، دمى ديزني و الدببة وأرانب، ودمية الباندا التي يحبها الجميع، مؤكدة بأن الشخصيات الكرتونية لا تستهويها كثيرا بل تصنعها فقط نزولا عند طلب الزبائن.
4 إلى 7 أيام لصنع دمية
وتمر حياكة الدمى بعدة مراحل بحسب فاطمة الزهراء، حيث تبدأ بجمع المواد التي تحتاجها للعمل مثل خيط التطريز والبوليستر أو الصوف و الدبابيس و الإبر المناسبة، لتقوم بعدها باختيار التصميم الذي ستجسده حسب طلب الزبون، تبدأ بعد ذلك في حكاية الدمية، التي قد يتطلب إتمامها من أربعة إلى سبعة أيام، وهي مدة يتحكم فيها حجم الدمية وشكلها.
وحسب الشابة، فإنه وبالرغم من أن صناعة الدمى تمر عبر عدة مراحل، وتستغرق الكثير من الوقت، إلا أن العملية ممتعة جدا كما عبرت، وتتطلب الكثير من التركيز والحب والإبداع لتصميمها بدقة، ومن بين العراقيل التي واجهتها، تضيف محدثتنا، نقص الاهتمام بالدمى اليدوية البسيطة و الصديقة للبيئة في مجتمعنا، وهو تحديدا ما يجعل زبائن غير مستعدين لتقبل السعر أحيانا، ولا يتقبلون فكرة أن المنتج اليدوي يتطلب مجهودا و تركيزا و وقتا، وليس كالمنتجات البلاستيكية الصناعية التي تعتمد على قوالب جاهزة، ومادة يتم صهرها ومن ثم تشكيلها بسهولة، إذ يفضلون شراء الدمى البلاستيكية لأنها منخفضة الثمن، مقارنة بما تنتجه أناملها.
وأرجعت فارق التكلفة إلى أن المنتج اليدوي أو الحرفي يستوجب جهدا ومواد أولية غالية، فكرة الصوف من النوعية الجيدة لا تقل عن 400دج، ولذلك تنطلق أسعار الدمى حسب التصميم و الحجم، من 800 دج إلى غاية 3500 دج، وهو سعر يخصص للدمى كبيرة الحجم التي تتعدد تفاصيلها وألوانها.
ورغم أنها لا تزال في بدايتها و تحاول أن تفرض منتجها في السوق الإلكترونية وتصنع لنفسها اسما، إلا أن محدثتنا تعتبر التجربة في حد ذاتها نجاحا، قائلة بأن ما حققته إلى غاية الآن مهم، لأنها تمكنت في ظرف سنة، من كسب ثقة زبائن أعجبوا بمنتجها وفضلوه.
وأضافت، بأن مسؤولياتها الأسرية، لم تمنعها من ممارسة العمل الذي تحبه، قائلة بأنها تقتنص الفرصة دائما للجلوس وحدها والتفنن في حياكة أشكال مميزة من الدمى أو التفكير في تصاميم جديدة ومختلفة، مؤكدة بأنها تملك إرادة جادة لبلوغ طموحها في أن تمتلك علامة خاصة،و تعتمد في ذلك على تشجيع عائلتها ومحبيها وزبوناتها، وتسعى إلى تطوير نفسها أكثر حتى تصبح مصممة دمى مشهورة.
وأضافت الحرفية، بأن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتها كثيرا في الترويج لأعمالها على نطاق يتعدى حدود العاصمة، حيث تقدم دماها الصوفية كمنتج صحي بيئي أنيق، وبديل جيد عن الدمى البلاستيكية التي تغزو السوق حاليا ولا يتوفر بعضها على شروط الأمن و السلامة والصحة.
لينة دلول
- التفاصيل
- الزيارات: 370
مشروع للتثمين والحماية القانونية لصخر قسنطينة
تعرف السياحة الإيكولوجية اهتماما متزايدا من ناحية التثمين الاقتصادي وكمصدر هام للبحث العلمي والاستكشاف، وضمن هذا المسعى تعمل جمعية إيكو سيرتا البيئية بقسنطينة، على تعزيز استغلال كل العناصر البيئية ذات الخصوصية المتفردة للصخر العتيق الذي يشكل تحفة طبيعية ملهمة.
وتقود جمعية إيكو سيرتا، التي تعنى بالشأن البيئي والتنوع البيولوجي وحماية الطبيعة، مشروعا كبيرا لتثمين وحماية صخر قسنطينة، يهدف حسب ممثلها مهدي شطيبي، إلى الحفاظ على التراث البيئي و الموروث الحضاري المتمثل في الموقع الفريد بالغ الأهمية، حيث أوضح للنصر، أن الجمعية التي تأسست سنة2006، تسعى فعليا إلى حماية الصخر وتسجيله كمعلم طبيعي، وذلك ضمن برنامج أهدافها الذي يمس مجالات بيئية عدة، نظرا لتنوع تخصصات أعضائها وبينهم دكاترة وباحثون في اختصاصات مختلفة كالبيولوجيا و الإيكولوجيا والهندسة الزراعية والطب والبيطرية.
وأوضح، أن الجمعية قامت خلال الشهر الفارط بإطلاق مشروع تثمين وحماية صخر قسنطينة كموقع طبيعي بأهمية وطنية، وذلك للاعتماد على دعم من برنامج المنح الصغيرة سي.جي.بي، التابع لصندوق البيئة العالمي «جي أو آف» تحت وصاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما برمجت لقاء لشرح تفاصيل العمل الذي يحمل شعار «حماية وتثمين صخر قسنطينة كموقع طبيعي بأهمية وطنية»، واستفادت الفعالية من رعاية المجلس البلدي لقسنطينة ممثلا في رئيسه، الذي أعرب حسبه، عن استعداده لدعم المسعى.
وقال المتحدث، بأن العمل سيشمل حماية الحياة البرية والتنوع الايكولوجي وأيضا تعزيز التنمية المستدامة في الولاية، وذلك من خلال الاعتماد على النشاط الميداني والتوثيق و الدراسة والنشر العلمي، مؤكدا بأن للجمعية 43 منشورا علميا، على منصات متخصصة.
وأضاف المتحدث، بأن صخرة قسنطينة لطالما جذبت البشر للعيش فوقها، وأثرت في حياة سكانها وأسرت خيالهم و خیال زوارها، وذلك لكونها تحتوي على تشكيلات مميزة ومتنوعة من بيئات الصخور الرسوبية الكلسية مثل المنحدرات والكهوف والأخدود المذهل الذي حفره واد الرمال، لتشكل هذه العناصر مجتمعة مناظر خلابة تجذب السياح وزوار المدينة.
ويرى المكلف بالإعلام في الجمعية، أنه بعيدا عن الجانب الجمالي للصخر العتيق، فإن الموقع يأوي نظاما بيئيا خاصا وهشا تسكنه أنواع تتكيف مع طبيعة الصخور والمنحدرات، أكثرها وضوحا للناظرين الأنواع النباتية، التي تنمو في فجوات وشقوق المنحدرات، بالإضافة إلى أنواع عديدة من الطيور مثل الغربان والصقور التي تحوم طوال الوقت فوق الخندق.
وقال شطيبي، بأن هدف القائمين على المشروع، هو تثمين الصخر وألا ينحصر الحديث عنه في الجانب الجمالي فقط، بل العمل على إبراز الجانب الإيكولوجي كذلك والحفاظ عليه كنظام بيئي يأوي حياة برية غنية، ناهيك عن أنه يحتاج إلى حماية قانونية.
سيحرك عجلة التنمية الاقتصادية للمدينة
ويهدف المشروع كذلك بحسب الناشط، إلى إدماج القطاع البيئي في المجالات الاقتصادية والثقافية والتراثية للمدينة، من خلال وضع خطة محكمة تساهم في الاقتصاد المحلي لكي يصبح محركا للتنمية المستدامة وتعزيز السياحة البيئية وخلق فرص عمل لمواطنيه.
وقال، بأن المشروع سيرفع مستقبلا من مستوى الوعي العام للمواطنين بالإمكانيات الطبيعية لهذا الموقع الفريد، مشيرا إلى أن الجمعية وقعت اتفاقية شراكة مع عدد معتبر من المؤسسات الرسمية والفاعلين المحليين في مجال البيئة والسياحة، كما وضعت برامج تعليمية لإشراك أطفال المدارس في الحفاظ على تراثهم الطبيعي، منوها بأنه سيتم إنجاز كتيب تعليمي تربوي لفائدتهم، وذلك بهدف ضمان حماية هذا الموقع على المدى الطويل.
و يمثل إطلاق هذا المشروع بحسب المتحدث، فصلا جديدا لمدينة قسنطينة، وخطوة نحو الحفاظ على تراثها الطبيعي الاستثنائي، فمن خلال هذه المبادرة بحسب شطيبي، ستزود المدينة نفسها بأداة قوية لحماية التنوع البيولوجي وتعزيز السياحة المستدامة وخلق فرص اقتصادية مستدامة. ودعا المتحدث، المواطنين والسلطات المحلية والجمعيات لدعم هذا المشروع الطامح إلى الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي لصخرة قسنطينة و توثيق وتدوين كل ما تحتاجه الأجيال القادمة.
لينة دلول
زاد الاهتمام بها منذ الجائحة
مشروع لإنتاج مواد تنظيف ذات طابع إيكولوجي بجيجل
استطاع شباب من عائلة رويدي بجيجل، تحقيق النجاح في مشروع لإنتاج مواد تنظيف ذات طابع إيكولوجي، وهو منتوج يتوفر حاليا في السوق الوطنية و يحظى بالاهتمام، بالرغم من الصعوبات التي عرفتها مراحل تفعيل الفكرة و إنجاح العمل لتسويق المنتج في صورته النهائية.
يهدف المشروع حسب أصحابه وهم معاذ رويدي و أشقاؤه، إلى الجمع بين الجدوى التجارية و الفائدة البيئية، من خلال توفير منتجات مختلفة تكون صديقة للبيئة و غير ضارة بالمحيط، وهو ما دفعهم إلى السعي لتصنيع مواد تنظيف إيكولوجية والتركيز على المنتجات التي تحقق التنمية المستدامة وتكون بادرة لتشجيع المستثمرين في مختلف المجالات و الصناعيين على تبني نفس الطرح والاهتمام أكثر بالبيئة، حيث أشار معاذ، الذي استقبلنا في مؤسسته، بأن المشروع كان بمثابة مغامرة في البداية و ذلك كحال كل فكرة جديدة و غير رائجة، على اعتبار أن إنتاج خط بيئي لمواد تنظيف أمر غير شائع، ويتطلب التعامل مع زبون مهتم أو معني بالتوجه، كما أن فرض منتج مماثل في السوق صعب جدا بالنظر إلى قوة المنافسة.
وأوضح محدثنا، أنه وأخوته، قرروا رفع التحدي رغم كل الظروف وذلك إيمانا منهم بالفكرة و لالتزامهم تجاه المحيط و تشبعهم بثقافة حمايته و الحفاظ عليه ولذلك فقد اتفق الجميع على أن الانتقال من مجال التجارة العائلية إلى المجال الصناعي لا يجب أن يغفل هذا الجانب رغم كل التحديات و الظروف، وهكذا تقرر العمل على إنتاج مواد تنظيف غير سامة و صديقة للبيئة، مضيفا بأنها خطوة مهمة جدا وسابقة في هذا المجال تحديدا.
شراكة أوروبية للاستفادة من الخبرة التقنية
و قال المستثمر، بأن سياسة الجودة في الشركة واضحة منذ تأسيسها سنة 2015 وقد كرست عبر كل مراحل إنتاج و تسويق مواد التنظيف متعددة الاستخدامات ذات الطابع الإيكولوجي التي يتم إنتاجها، موضحا بأن هذا المسعى لم يتحقق دون اجتهاد، لأن تفعيل الفكرة تطلب ضمان التكوين بالدرجة الأولى، وذلك عن طريق الاستعانة بالخبرة الأوروبية من خلال الشراكة مع أكبر المتعاملين الاقتصاديين لتوفير منتجات ذات جودة تحمي المستعمل والسطح المعالج والبيئة عموما، حيث أقدمت الشركة على خطوة شاملة من أجل التحسين المستمر لمنتجاتها و خدماتها عبر وضع نظام لإدارة الجودة يتناسب مع المعايير الدولية، على غرار ضمان معدات إنتاج مناسبة في بيئة أمنة.
وقد واجه الإخوة كما أوضح المتحدث، العديد من الصعوبات للحصول على بعض التراخيص، وحصلوا كذلك في إطار عملهم على بعض التسهيلات، مشيرا إلى أن التحديات التي أحاطت بالمشروع أثمرت نجاحا مميزا في النهاية، تمثل في تقديم منتوج نوعي يعد علامة فارقة في السوق الوطنية، بالنظر إلى طابعه الإيكولوجي، الميزة التي دفعتهم كعائلة، للمضي قدما وعدم الاستسلام وتوسيع الأفق ليشمل السوق العالمية مستقبلا، مع زيادة العمل بهدف تغيير النظرة للمنتجات الإيكولوجية الصديقة للبيئة والتأكيد على فعاليتها.
وحسب معاذ، فإن مرحلة جائحة كوفيد19، كانت بمثابة نقطة فاصلة فيما يتعلق بالتفكير الصناعي، لأن العالم ككل أدرك المخاطر التي تحيط بالإنسان وجدية التفكير في التحول نحو صناعة صديقة للبيئة، وقد كانت تلك المحطة تحديدا بمثابة فرصة جيدة، لتسويق المنتوج الذي يقترحه مصنع العائلة والذي استطاع أن يحجز مكانا مهما بين باقي منتجات التنظيف و يتميز لدى الزبون الذي زاد اهتمامه في تلك الفترة بكل ما هو بيئي و مضمون و غير ضار بالجلد و المحيط.
ويعد المنتج شامل الاستخدامات وهو موجه للصناعيين و الحرفيين و للاستخدامات المنزلية كذلك، يختلف الصنف الأول عن الثاني، في كونه مركزا بدرجة عالية وبالتالي يستخدم للمهمات الصعبة وللأنشطة التي تستهلك كميات كبيرة من مواد التنظيف.
من جانبه أكد مفيد أحد الإخوة، أنه يتم العمل على تطوير خط الإنتاج مستقبلا عبر تصنيع سلسلة من المنتجات البيئية في مجال التنظيف و ذات الاستعمالات المتخصصة كذلك، وهو تفكير مهم للاستمرار و التوسع في السوق المحلية و لما لا الخارجية، في ظل التنافس العالمي و الوطني وتزايد الاهتمام بالمنتجات البيئية والصديقة للبيئة.
وقد سمح المشروع كما أوضح، بتوظيف يد عاملة مباشرة و غير مباشرة، مع السعي لمضاعفة فرص العمل عن طريق التفكير في توسيع المصنع، حيث تم التقرب من السلطات الولائية قصد الحصول على وعاء عقاري مناسب للمشروع بغية المرور إلى التصدير بعد تلبية حاجيات السوق الوطنية.
و ذكر العديد من الإطارات بالشركة، بأن الجميل في العمل مع الإخوة تفكيرهم المستمر و بنفس النهج من أجل تقديم منتوجات ذات طابع إيكولوجي مع التركيز على جانب البحث وحماية المستهلك و البيئة، وهي الخصوصيات التي تميز كل منتجات المصنع العائلي. كـ. طويل
تعرض صورا لكائنات حية و تشرح ظواهر جيولوجية
أستاذة علوم تصنع محتوى بيئيا مبسطا على فايسبوك
تقدم آمنة لطلاط، أستاذة العلوم الطبيعية سابقا، لمتابعيها عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، محتوى متنوعا وهادفا على شكل صور وفيديوهات علمية تبسط فهم الطبيعة وكائناتها و ظواهرها، وهو محتوى قالت للنصر، إنه موجه لعشاق الطبيعة و له غرض تعليمي، لأنه يهدف إلى توسيع المعرفة و تكريس ثقافة بيئية تضاعف وعي الأفراد بأهمية حماية الطبيعة و محيط عيش الكائنات بما في ذلك المجهرية، لأن الإلمام بكم كاف من المعلومات عن النبات والحيوان مفيد لتوسيع المدارك و الالتزام تجاه من يقاسموننا هذا الكوكب.
درست اَمنة لطلاط، ابنة الجزائر الوسطى، شعبة البيولوجيا، وقالت بأنها اجتهدت كثيرا لأجل تعريب جزء مهم مما درسته خصوصا وأن المقاييس في البيولوجيا و العلوم الدقيقة كانت تدرس باللغة الأجنبية في كافة الأطوار، ثم اشتغلت بعد ذلك في حقل التدريس لما يزيد عن 33سنة، وكانت أستاذة لمادة العلوم الطبيعية، كما درست الأقسام النهائية في الشعب العلمية و الرياضية وكانت لها تجربة مع العلوم الإنسانية كذلك، وكانت في هذه المرحلة كما عبرت، مهتمة جدا بالنشاطات العلمية البيداغوجية قائلة : « هي محطة عززت قدراتي العلمية الخاصة ليس فقط في التدريس بل في البحث والإطلاع على كل جديد في مجال البيولوجيا من خلال الاهتمام بمنتجات البحث العلمي و متابعة الوثائقيات والاشتراك في المجلات العلمية المتخصصة، ناهيك عن الاهتمام بالتجارب المخبرية».
مضيفة في حديثها مع النصر :» علاقتي بالطبيعة تمتد لسنوات الطفولة حينما كنت عاشقة للحيوانات كالقطط والكلاب و الطيور و حتى الحلزونات، كنت أتفحص سلوكها بدقة وهو فضول رافقني حتى كبرت ودفعني تحديدا للتفكير في إنشاء وصناعة محتوى مماثل، موجه لمن هم مثلي يعشقون الطبيعة و يتعطشون لفهم ظواهرها».
أقدم محتوى علمي هادف
قالت آمنة، إن ما تقدمه من محتوى على صفحتها الخاصة متنوع وهادف، وقد اختارت أن تصيغه على شكل ومضات علمية ثرية مرفوقة بصور تلتقطها عدستها بعناية، كي توفر دقة كبيرة للمشاهد، و تغذي فضوله لمعرفة التفاصيل، ثم ترفق الصور ببطاقات تقنية أو تعليق موجز أو مفصل يساعده على اكتساب رصيد من المعلومات عن الطبيعة والحياة وكذا عن فسيولوجيا النبات والحيوان، وتخصص كذلك منشورات للحديث عن الإنسان وعن الوراثة و شرح مفاهيم مختلفة مثل البصمة الوراثية والفصائل الدموية والمناعة، و التطرق أيضا للظواهر الجيولوجية وتفسير حدوثها لتصحيح المفاهيم الخاطئة.
أخبرتنا أيضا، أنها تختار المواضيع أحيانا انطلاقا من تعليقات متابعيها و تساؤلاتهم، حيث تبحث عن المواضيع التي تهمهم أكثر وتحاول إثراء معلوماتهم حولها سواء من خلال ما تعرفه بحكم تخصصها، أو من خلال البحث في المصادر و اختصار وتبسيط المعلومة.
سألنا محدثتنا عن علاقتها بتصوير الطبيعة فشرحت بأنها بدأت كهواية كرستها و هي طالبة ثم أستاذة علوم الطبيعة و الحياة، واعتبرت أن للخرجات الاستكشافية و الرحلات العلمية الجامعية دورا مهما في تغذية هذا الشغف و توجيهه كذلك، لأنها ركزت خلالها على تصوير التفاصيل الدقيقة و دراسة التنوع البيولوجي والغطاء النباتي للجزائر، قائلة « مكنني ذلك من جمع العديد من العينات وحفظها في علب خاصة بأسمائها وتواريخ تجميعها ومواقعها، كما جمعت حفريات و مستحاثات لقواقع رخويات كانت تعيش في الجزائر، وهناك منها من اشتريته من خارج الوطن، كما جمعت عينات من صخور أسفل جبل عرفة بالبقاع المقدسة بعدما استأذنت شيوخ المسجد الحرام لاستعمالها في حصة تدريس الصخور في الجيولوجيا.
و لا يفوتني تدوين وحفظ أي ملاحظة علمية تصادفني في أي مكان باستعمال اَلة تصوير جيبية احفظها دوما في حقيبتي ،وعندما يسألني المارة من الشباب عما أقوم به أشرح لهم الأمر وأحاول توعيتهم بأهمية الاهتمام بالطبيعة و كائناتها لضمان التوازن البيئي».
أي خلل يحدثه الإنسان في بيئته سيؤثر عليه سلبا
تواصل حديثها : « بدأت مشاركتي لما تلتقطه عدستي وكل ما هو في مفكرتي العلمية من ملاحظات ومعلومات سنة 2010، واخترت فيسبوك للنشر، نظرا لشعبيته بين الجزائريين، كما أن المنصة تمكنني من كتابة المنشورات بشكل مريح و نسخ الصور في وقت وجيز، كما أن فيسبوك يمكن المتابعين من مشاهدة منشوراتي والاستفادة منها في إطار استمرار رسالتي التعليمية التربوية وهذا هو هدفي المنشود، لأنه من المهم أن يساهم كل فرد في مجتمعنا في التوعية بكل ما يتعلق بمجاله، كالاهتمام بالتنوع البيئي وكذا تهذيب سلوكيات التعامل مع كل ما هو جميل في الطبيعة، وذلك لأن التعدي عليها و تدهور المحيط، سينعكس على حياتنا وسيقدم صورة غير حضارية عنا».
وأضافت المتحدثة: « البيولوجيا تساوي الحياة، والحياة حركة ودورات ونواميس مستمرة تؤثر فيها الكائنات الحية على بعضها البعض في نظام إيكولوجي دقيق، وأي خلل يحدثه الإنسان في بيئته سيؤثر عليه سلبا، ولهذا فإن التوعية و التثقيف و التوثيق مهام لا تتوقف على مجرد أخذ صور جامدة من هاو، ولا تنحصر في عمل الأكاديميين الموجه للنخب بل إن التطورات التي تعرفها الحياة، تفرض علينا أن نتعامل مع هذه التفاصيل كنمط حياة، بمعنى أن نجعل من العلاقة الصحيحة بالبيئة أسلوبا للعيش، وهو أمر لا يتأتى إلا إذا عززنا هذه العلاقة عبر المعرفة وتبسيط المعلومة لتصل إلى الجميع».
أخبرتنا، أستاذة العلوم الطبيعية، بأنها تطمح يوما إلى جمع المعلومات والصور التي اجتهدت في الحصول عليها، ضمن كتاب واحد عن طبيعة الحياة في الجزائر، وقالت إن تكوينها الأكاديمي و المتواصل يخولها لإنجاز موسوعة إن توفرت الظروف، خصوصا وأن مشروعا مماثلا يتطلب ميزانية معينة بالنظر إلى أن الموسوعة ترتبط بشروط تشمل بالعموم جودة الورق و دقة الصور و غير ذلك، مع ذلك اعتبرت بأن العمل مهم ويستحق فعلا أن ينجز، خصوصا وأن ألبوماتها تتوفر على مئات الصور للعديد من الأصناف الحية.ولا يتوقف نشاط محدثتنا على التعريف بالكائنات و خصائصها ونشر صورها، بل تقدم أيضا عبر صفحتها شروحات عن بعض الظواهر الطبيعية كتقلبات المناخ و الزلازل و الانقلابات الفصلية وحركة الطيور وذلك لتبسيط المعلومة العلمية للمتابعين، وتعميم الثقافة حول البيئة والمناخ.
و لا يمكننا بأي حال من الأحوال كما قالت، أن نغفل جدية التحديات المناخية و البيئية التي يواجهها العالم، ولذلك وجب علينا حسبها أن نحضر الناشئة للمستقبل، وأن نزرع في الصغار ثقافة بيئية، مؤكدة أنه مسعى يشمل الجميع على كافة المستويات، بداية بالبرامج التربوية و مرورا بالمبادرات الفردية و الفعاليات ذات الصلة.
لينة دلول
- التفاصيل
- الزيارات: 841
السد الأخضر .. مشروع بيئي ضخم بأبعاد اقتصادية
يحظى مشروع إعادة تأهيل وتوسيع السد الأخضر الجاري إنجازه عبر إقليم 13 ولاية، على امتداد 1500 كلم، من الحدود الشرقية للبلاد إلى حدودها الغربية، باهتمام كبير من طرف السلطات العمومية، التي سخرت كل الإمكانات المادية والموارد البشرية المؤهلة، الكفيلة بتحقيق الأهداف المرجوة منه باعتبار أنه مسجل ضمن استراتيجية الدولة لمكافحة التصحر و الجفاف و التأقلم مع التغيرات المناخية.ويأتي مشروع إعادة بعث السد الأخضر تنفيذا لمخرجات مجلس الوزراء ليوم 30 أوت 2020 بهدف إعادة تأهيل الفضاءات الطبيعية و الغابية وكل الحزام الذي تم تجسيده منذ فترة السبعينات إلى غاية 1994، وفق مقاربة جديدة، من أجل إقحام كل الفاعلين من أجل تطوير هذا المشروع الضخم ذي الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
روبورتاج: عبد الحكيم أسابع
وفي هذا الصدد أوضحت السيدة، صبرينة راشدي، المديرة الفرعية المكلفة بمكافحة التصحر، والسد الأخضر على مستوى المديرية العامة للغابات، في تصريح للنصر بأن مشروع السد الأخضر كان يقتصر في سبعينيات القرن الماضي على نظرة إيكولوجية محضة، تتمثل في إنجاز حزام أخضر للحد من زحف الرمال ومجابهة ظاهرة التصحر، إلا أن النظرة الجديدة اليوم مزدوجة وتتمثل في مكافحة التصحر ومجابهة ظاهرة التغيرات المناخية، فضلا عن المقاربة الاقتصادية.
وقد جاء مشروع إعادة بعث السد الأخضر - تضيف المتحدثة – لمجابهة التغيرات المناخية وذلك عن طريق تدعيمه وتأهيله بعمليات غراسة على مدى 7 سنوات، أي إلى غاية 2030، بالإضافة إلى عمليات فتح المسالك للولوج إلى المناطق الفلاحية والرعوية وتطوير هذه المناطق التي تمثل 63 بالمائة من هذا النطاق، الذي يتربع – كما ذَكَرَتْ - على مساحة 4.7 مليون هكتار وفق الجرد الذي قام به مكتب الدراسات الخاصة بالتنمية الريفية ‹›بنيدار››، على مستوى 13 ولاية من الشرق إلى الغرب (النعامة، البيض، الأغواط، الجلفة، المدية، البويرة، المسيلة، باتنة، خنشلة، تبسة، سطيف، برج بوعريريج وبسكرة)، وهو المشروع الذي سيجتاز 183 بلدية و 1200 منطقة، بينها 900 منطقة ظل.
وعن التكلفة الإجمالية الخاصة لإنجاز هذا المشروع أشارت ذات المسؤولة إلى تخصيص مبلغ بـ 75 مليار دينار لتجسيد مخطط العمل لإعادة تأهيل وتوسيع و تطوير السد الأخضر، مشيرة إلى أن عملية الإنجاز في شطرها الأول أسندت إلى مؤسسة مجمع الهندسة الريفية ‹› جي جي آر››، فيما تم إجراء دراسته من قبل المكـتب الوطني لدراسات التنـمية الريـفيـة ‹› بنيدار››، ضمن عديد المحاور، تشمل إعادة تأهيل وتوسيع المساحات الغابية التي تمثل نسبة 18 بالمائة وتأهيل الأراضي الفلاحية التي تمثل 15 بالمائة و الرعوية، حيث تم إعداد و ضبط العمليات المبرمجة بالتنسيق مع اللجان المحلية و مختلف الهيئات الفاعلة شملت محافظة الغابات و المحافظة السامية لتطوير السهوب و المصالح الفلاحية والمواطنين من خلال إدماج الفلاحين والمربين ومختلف القطاعات ذات الصلة والتي من خلالها ستنفذ العديد من المشاريع التنموية تخص كل منطقة من مناطق السد الأخضر في كل ولاية من الولايات المعنية بالمشروع.
و تنقسم عملية تجسيد مشروع السد الأخضر حسب الشروحات التي قدمت لنا خلال زيارتنا لبعض المستثمرات الفلاحية النموذجية التي تدخل في إطار مشروع السد الاخضر بالولاية المنتدبة ‹› بوسعادة ‹› مؤخرا، إلى ثلاث هيئات ممثلة في مديرية المصالح الفلاحية المكلفة بفتح و تهيئة المسالك الفلاحية و غراسة الأشجار المثمرة، و المحافظة السامية لتطوير السهوب المكلفة بفتح المسالك الريفية و الغراسة الرعوية و تهيئة السد التحويلي، فيما تقوم محافظة الغابات بتثبيت الكثبان الرملية و الغراسة الغابية و غراسة أحزمة خضراء من التين الشوكي المضاد للحرائق ولكونه يعد أيضا أحد مصادر الأعلاف.
و سيساهم مشروع إعادة تأهيل السد الأخضر وتوسيعه في تنشيط الاقتصاد المحلي في المناطق السهبية والهضاب العليا، و هو المشروع الذي سيعود– حسب أهدافه المسطرة - بالفائدة على أكثر من 7 مليون نسمة (ما يعادل 18 من المائة من ساكنة البلاد) ، وسيمكن من تطوير قطاعات مرتبطة بالزراعة مثل الصناعة التحويلية الغذائية، والمساهمة في تكثيف المنتجات الزراعية، ما سيمكن من توفير فرص عمل جديدة للسكان المحليين، وتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية لهم، سيما وأن مختلف العمليات المسجلة تتضمن تزويد المستثمرات الفلاحية بالطاقة من أجل تطوير الفلاحة على مستوى النطاق الفلاحي الذي يمثل 16 بالمائة من المساحة الإجمالية، تتطلب إدماج الساكنة في العمليات المسجلة.
تعزيز أسباب استقرار ساكنة المناطق السهبية والهضاب
ولأن المقاربة الجديدة تؤكد على ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال إنشاء المحميات ومنشآت الحفاظ على المياه والتربة، إلى جانب وضع الهياكل المائية و المراعي تحت الحماية وفتحها لفائدة الموالين، إلى جانب فتح المسالك والمسارات، وإنجاز السكنات الريفية وتزويد المستثمرات الفلاحية بالأشجار المثمرة مجانا، وإمدادها بالكهرباء الريفية أو بالطاقة الشمسية، من أجل تطوير القطاع الفلاحي، فإن ذلك سيشجع على تثبيت الساكنة المحليين واستقرارهم في مناطق تواجدهم.
ومن بين العوامل التي ستشجع ساكنة تلك المناطق المشمولة بمختلف عمليات مشروع إعادة الاعتبار للسد الأخضر، تعزيز غرس الأصناف العلفية و الرعوية لزيادة وحدات الرعي مع إنشاء شرائط غابية على طول الطرق وأحزمة خضراء حول المناطق المأهولة لاستغلال إنتاجها من طرف الساكنة المحلية، في الوقت الذي ستمس فيه الأشغال صيانة مساحات الحلفاء.
كما أن عمليات الغراسة في المناطق الطبيعية و الغابية، المبرمجة على امتداد الحزام الأخضر، في إطار تثمين جميع مساحات السد الأخضر ومنها الأراضي التابعة للخواص- كما تؤكد المديرة الفرعية المكلفة بمكافحة التصحر والسد الأخضر-ستحد من تدهور التربة إلى جانب الحد من تبخر المياه وندرة المياه الجوفية، في كل النطاق الذي سيمر عليه المشروع بطول 1500 كلم وعرض يصل إلى 40 كلم، أو يفوق في بعض المناطق، ما سيساهم في استدامة الموارد المائية واستدامة الموارد الطبيعية.
ومعلوم أن المقاربة الجديدة متعددة الأبعاد للسد الأخضر – بحسب المتحدثة – ترتكز على غرس أنواع خلاقة للثروة ومقاومة للتصحر وبعضها مقاوم لحرائق الغابات، من بينها الأشجار الريفية على غرار الزيتون وأشجار الفستق واللوز والخروب، وشجرة التين الشوكي التي تشكل حاجزاً طبيعياً أمام حرائق الغابات، فضلاً عن فائدة أوراقها المستعملة كعلف للماشية، إلى جانب أشجار أخرى لدورها البيئي الهام وفوائدها الاقتصادية كشجرة الأرقان المتميزة هي الأخرى بقدرتها على مقاومة للجفاف والتصحر.
تجدر الإشارة إلى أن انطلاقة المشروع – حسب ذات المسؤولة - بدأت في 2023 من خلال تنفيذ الشطر الأول الذي أوكل لمجمع الهندسة الريفية، أما الشطر الثاني المبرمج تنفيذه على نطاق محلي على مستوى الـ 13 ولاية من خلال إسناد مختلف العمليات سواء كانت غراسة أو فتح المسالك أو تزويد أو فتح نقاط المياه للمقاولين والمؤسسات المتواجدة على مستوى كل ولاية.
كما سيساهم في تأهيل وتوسيع السد الأخضر، الذي يعد كأهم مشاريع التشجير في افريقيا، المؤسسات الصغيرة و المؤسسات الناشئة في إطار المناولة، وفق دفتر شروط يشدد على ضرورة الالتزام بتنفيذ كل عمليات الغراسة المختلفة بمراعاة المسار التقني.
وكان رئيس الجمهورية قد أمر وزير الفلاحة والتنمية الريفية في هذا الإطار بإشراك الطاقات الشبانية في مختلف المجالات الفلاحية، لِمَا لها من أفكار مبدعة في تطوير الزراعة، خاصة مع توفر الإمكانات الطبيعية وكل المؤهلات التي تسمح بعصرنة القطاع الفلاحي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
خلفيات إعادة بعث وتوسيع المشروع وتطويره
أدى فقدان الجزائر آلاف الهكتارات من الغطاء الغابي والنباتي في السنوات الأخيرة، بسبب التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وانجراف التربة والحرائق وموجات الجفاف القاسية التي ضربت البلاد، والتي شملت جزءا كبيرا من السد الأخضر الذي تم البدء فيه مطلع سبعينيات القرن الماضي، إلى اتخاذ السلطات العمومية في البلاد قرار إعادة إحياء مشروع السد الأخضر لكبح ظاهرة التصحر التي أتت على مئات الآلاف من الأراضي الصالحة للزراعة.
ودفع الوضع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في أكتوبر 2020 إلى إصدار أمر بإعادة تهيئة السد الأخضر، وتوسيع مساحات تشجيره، وتنصيب الهيئة التنسيقية لمكافحة التصحر وإعادة بعث هذا المشروع في أكتوبر 2021.
وفي سبتمبر 2022، قررت الحكومة خلال اجتماع لها إعادة مشروع تهيئة وتوسيع وتطوير هذا المشروع، الذي يكتسي طابعاً وطنياً واستراتيجياً.
* الخبيرة البيئية البروفيسور عائشة باية معامرية
يجب أخذ العـبرة من دروس الماضي
أكدت الخبيرة البيئية البروفيسور عائشة باية معامرية، أن السد الأخضر كمشروع بيئي واقتصادي ضخم والذي تم الانطلاق في تجسيده لأول مرة في فترة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين، مطلع السبعينيات، حقق خلال سنواته الأولى نتائج باهرة، قبل أن يواجه صعوبات كبيرة بفعل عوامل مناخية أدت إلى تقلص مساحته على مر السنين بحوالي 50 بالمائة.
وأوضحت السيدة معامرية، في حديث للنصر بأن السد الأخضر ساهم كهيكل استراتيجي في استعادة وصيانة التوازن البيئي المحلي، بعد 10 سنوات من الخبرة، مبرزة بأن نسبة النجاح في تجسيد أهدافه وصلت إلى 75 من المائة، باعتبار أن هذا المشروع قد ساهم بشكل كبير جدا في تحسين الظروف المعيشية لسكان الأرياف، بعد فك العزلة عنها، وتطور تربية الأغنام بنسبة 80 بالمائة في منطقة السد الأخضر.
وذكرت الخبيرة، بأنه قد تم الأخذ بالاعتبار في إنجازه المشروع الأول، الخصوصيات الجغرافية والمناخية لكل منطقة، مع احترام النظم البيئية المحلية، ما شجع نمو مزارع الأعلاف والفواكه (البساتين العائلية)، وضاعف حملات التشجير وتربية النحل إلى جانب ازدهار السياحة والحرف اليدوية في محيطه.
وقد أدى نجاح هذا المشروع – تضيف السيدة معامرية – إلى تطور مفهوم الجدار الأخضر الكبير بشكل ملحوظ في عدد من دول القارة الإفريقية، حيث وفرت الخبرة والدروس المستفادة من السد الأخضر الجزائري فهمًا أفضل لتحقيق نتائج مستدامة للجدار الأخضر الكبير للصحراء والساحل، وهي المبادرة التي تمت الموافقة عليها خلال الدورة الثامنة للقادة ورؤساء الحكومات الأفارقة المنعقدة يومي 29 و 30 جانفي 2007 في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، من قبل زعماء وحكومات إحدى عشرة دولة من دول الساحل والصحراء (بوركينا فاسو، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، مالي، و موريتانيا والنيجر ونيجيريا والسنغال والسودان وتشاد).
إلا أنه مع مرور الوقت – كما ذكرت- تعرض السد الأخضر لضغوط مختلفة ناجمة عن عدة عوامل، مثل فترات الجفاف الطويلة، والأمراض المنتشرة بشكل متزايد، وقطع الأشجار غير القانوني، والرعي الجائر، إلى جانب الطبيعة القانونية للأرض.وأرجعت المتحدثة ذلك إلى قصور تقني يتعلق بنوعية البذور ونقل النباتات وتقنية الزراعة، لذلك فمجرد وصول المزارع الحرجية إلى مرحلة البلوغ، بدأت الأضرار في الظهور على السد الأخضر، بما في ذلك التعرض لليرقات الموكبية في ما يقرب من 100 ألف هكتار، وضعف النمو وموت الأفراد المزروعة.،
وذكرت بأن هذا هو السبب وراء إعادة إطلاق المشروع من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، الذي أعطى إشارة انطلاقه يوم 29 أكتوبر الماضي من سهوب الجلفة، على ارتفاع 1170 مترًا.
* الباحث في المجال الغابي عمار مناصري
إشراك المؤسسات العلمية والبحثية في المرافقة ضروري
يرى الباحث في المجال الغابي والمحافظة على الطبيعة، الأستاذ، عمار مناصري، أن النجاح في تحقيق الأهداف التي تم رسمها لمشروع إعادة بعث وتأهيل السد الأخضر يجب أن تتوقف على توفر العديد من العوامل، سيما ‹›القبول الاجتماعي للمشروع، من حيث التأييد والمشاركة الواسعة والفعالة للمجتمع المحيط بالمشروع مما يساهم في نجاحه واستمراريته بعيدا عن المقاومة والعرقلة››.
كما أبرز أهمية ضمان الديمومة الإيكولوجية، بما يضمن الحفاظ على التوازن البيئي والاستدامة البيئية في المنطقة المحيطة به، فضلا عن ضمان النجاعة الاقتصادية، بما يضمن تحقيق الأهداف بأقل قدر من الموارد المتاحة وبأعلى مستوى من الإنتاجية والكفاءة في استخدام الموارد المادية والبشرية والمالية.
ودعا الخبير في هذا الصدد إلى «إشراك وتكليف المؤسسات العلمية والبحثية التابعة للتعليم العالي والهيئات العمومية الأخرى بمرافقة هذا المشروع الكبير لضمان نجاحه’’، مشددا في ذات الوقت على ضرورة إعادة تأهيل المشاتل التابعة لإدارة الغابات والمؤسسات الاقتصادية العمومية التابعة لمجمع الهندسة الريفية، لضمان تربية وإنتاج الشتلات اللازمة للمشروع مع التقيد بجلب البذور من الأشجار أمهات البذور لكل منطقة لما لها من مقومات التكيف والتأقلم بمنطقتها.
كما دعا إلى ضرورة تنويع أصناف الشجيرات والمزج بين الورقية منها والإبرية والتي تتمتع بمقاومة كبيرة للظروف المناخية الحالية في ظل التغيرات المناخية التي تعيشها بلادنا والعالم أجمع، مع تجنب الاقتصار على غرس صنف واحد من الأشجار كما حدث في الماضي.
وبعد أن أكد أهمية وضرورة العمل على المتابعة الدائمة لمراحل المشروع والتدخل الآني لمعالجة أي خلل ممكن، ركز الأستاذ مناصري على إبراز عامل توعية المجتمع المحلي والمزارعين بفوائد مشروع السد الأخضر وأهميته في تحسين البيئة وتوفير فرص العمل وتحسين الأمن الغذائي، من خلال حملات توعوية، و ورشات عمل، واستغلال الإذاعة وقنوات التلفزيون العمومي والقنوات الخاصة، إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي وكل وسيلة من شأنها إيصال المعلومة.
وبحسب الأستاذ مناصري فإن الالتزام بتجسيد المقترحات المشار إليها كفيل ببعث السد الأخضر في حلته الجديدة بما يسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية من خلال فرملة ظاهرة التصحر وتقليل تدهور الأراضي، والتصدي لتغيرات المناخ بواسطة زيادة الغطاء النباتي وتحفيز التنمية المستدامة من خلال تحسين البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
* الخبير في حماية الأنظمة البيئية الشريف سبع
نثمن إشراك المجتمع المدني في الغراسة والتوعية
أكد الخبير في حماية الأنظمة البيئية، الشريف سبع أن مشروع إعادة تأهيل وتوسيع السد الأخضر، أصبح ضرورة حتمية في الوقت الحالي، بعد أن فقدت الجزائر آلاف الهكتارات من الغطاء الغابي والنباتي في السنوات الأخيرة، بسبب التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وانجراف التربة والحرائق وموجات الجفاف القاسية التي ضربت البلاد.
واعتبر المختص في حماية الأنظمة البيئية، إن مشروع السد الأخضر الذي أنجز في السبعينات بسواعد شباب الخدمة الوطنية وحملات التطوع، شكل في العشرية الأولى من إنجازه على وجه الخصوص، ثروة نباتية هامة، حيث أسهم في الاقتصاد الرعوي والغابي في المناطق التي يغطيها، غير أن التغيرات المناخية والرعي الجائر والعشوائي وصعوبة مراقبة المساحات الشاسعة – كما ذكر - حالت دون تحقيق النتائج المحددة منه.
وأعاب الخبير على المشروع أن الأشجار المغروسة في السد الأخضر اقتصرت على الصنوبر الحلبي، وهي شجرة شديدة الاشتعال تسببت الحرائق في تآكل مناطق غابية كبيرة في وقت وجيز.ودعا في هذا الصدد إلى ضرورة إجراء دراسة معمقة لإعادة تأهيل السد الأخضر، مشيدا في الوقت ذاته بالمقاربة الجديدة الاقتصادية والاجتماعية للمشروع الذي تم بعثه من جديد، لفائدة سكان المناطق المحاذية له، ومنحهم امتياز استغلال مساحات من المشروع لغرس أشجار مثمرة والأعشاب العطرية والطبية، ومنع الرعي العشوائي، وتنويع الأشجار المغروسة لتفادي الحرائق الكبرى. كما ثمن إقحام منظمات المجتمع المدني في الغرس والتوعية مع الدعوة إلى رفع مستوى الوعي لدى السكان المحليين لكل منطقة بأهمية التشجير والحفاظ على الاشجار وضمان الاستمرارية وضرورة المتابعة من قبل مصالح الدولة لضمان جدوى ونجاح المشروع.
* أحمد بشوع الرئيس المدير العام للمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية الهضاب
حتى المساجين أقحمناهم في المشروع في إطار سياسة الإدماج
كشف الرئيس المدير العام للمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية ‹›الهضاب››، أحمد بشوع، أن هذه المؤسسة تحت وصاية الفلاحة والتنمية الريفية، مكلفة بإنجاز جزء هام من العمليات أشغال توسيع وتطوير السد الأخضر على مستوى 13 ولاية من غراسة الأشجار الغابية والمثمرة والرعوية إلى جانب فتح وتهيئة المسالك الغابية إضافة إلى تهيئة المنابع المائية .
وقال السيد بشوع خلال لقائنا به في عملية تطوعية على مستوى بعض المزارع النموذجية للسد الأخضر ببوسعادة أن المؤسسة تتكفل بتخطيط وفتح الحفر وغراسة الأشجار ومتابعة عملية نموها لمدة ثلاث سنوات، من بينها الأشجار المثمرة والمقاومة للتصحر التي يتم تسليمها للفلاحين، أصحاب المستثمرات المعنية بالمشروع.
وإلى جانب ذلك تقوم الفرق التابعة للمؤسسة بتهيئة المسالك الفلاحية المؤدية إلى المحيطات الغابية، لتسهيل عملية الغرس، فضلا عن تهيئة المنابع والمجمعات المائية، وحفر الآبار لفائدة الفلاحين وتزويدها بالعتاد اللازم، مشيرا إلى أن 20 بالمائة من المشاريع المشار إليها يتم إنجازها في إطار المناولة من طرف مقاولين خواص أو من طرف مؤسسات مصغرة أو مؤسسات ناشئة مؤهلة.
كما لدينا اتفاقية مع المديرية العامة لإدارة السجون، التي تزودنا باليد العاملة من نزلاء المؤسسات العقابية في إطار سياسة الإدماج لتأهيلهم حال إتمام محكوميتهم حتى يتحولوا إلى أفراد منتجين مؤهلين للعمل في المجال الفلاحي أو في أملاكهم الخاصة.
- التفاصيل
- الزيارات: 533
اعتماد مواد بناء محلية إيكولوجية وإبراز نظام الواحات سر تفوق «تافيلالت»
تحدث مؤسس الشركة الفائزة بجائزة الطاقة العالمية، الدكتور أحمد محمد نوح في حوار خص به النصر، عن تفاصيل مشاركة مؤسسته «أميدول» صاحبة مشروع المدينة البيئية «تافيلالت» بولاية غرداية، في مسابقة الطاقة العالمية بالنرويج، وكشف عن المعايير الذي أهلته لافتكاك الجائزة الأولى من بين ألفي مشروع يمثل 180 دولة، من بينها اعتماد مواد بناء محلية بيئية تضمن العزل الحراري والصوتي، ناهيك عن إبراز الهوية العمرانية الثقافية للمنطقة ونظام الواحات، والجمع بين الأصالة والمعاصرة، واعتماد الطاقات المتجددة لإقتصاد الطاقة.
حاورته / أسماء بوقرن
النصر : بداية هنيئا على تتويجكم بالمرتبة الأولى عالميا، بإحراز مدينة»»تافيلالت» جائزة الطاقة لسنة 2023.
- شكرا لكم على شرف تثمين جهودنا وعلى هذا الحوار الشيق.
الدكتور أحمد محمد نوح، صيدلاني وأستاذ محاضر بجامعات جزائرية وأجنبية، يفتك جائزة عالمية خارج تخصصه، هل لك أن تعرفنا بك أكثـر؟
قبل الحديث عن تخصصي وتكويني، أنا ناشط في المجتمع المدني والعمل التطوعي، منذ أن كنت في سن 18، درست في معهد العلوم الطبية بجامعة الجزائر، تخصص صيدلة، وتخرجت سنة 1978، فتحت فيما بعد صيدلية ثم مخبر تحليل دم، وأدرّس بالتوازي فأنا أستاذ محاضر في عدد من الجامعات الجزائرية، أذكر منها جامعة وهران وتيزي وزو، وبجاية والعاصمة، وأخرى خارج الوطن، ببلجيكا وبروكسل وكندا وسلطة عمان.
التصميم مستلهم من قصور تيميمون والمنيعة
زاوجت في مسارك المهني بين الصيدلة والهندسة، بتأسيس شركة «أميدول» المنجزة لمشروع المدينة البيئية المعروفة «قصر تافيلالت» بغرداية، كيف حدث ذلك ؟
- مؤسسة «أميدول»، هي مؤسسة خيرية وليست ترقية عقارية أو شركة إنجاز، فكرة تأسيسها انبثقت من تبعات أزمة أكتوبر 1988، حينها أجريت ورفقائي بحثا علميا تحليليا دقيقا حول أسباب الأزمة وتبعاتها، والتي من بينها ضعف القدرة الشرائية للشاب الجزائري، بمن فيهم الإطارات الحاصلون على شهادات عليا، والذين لم يتمكنوا حتى من تأمين مسكن، حيث قمنا ببحث علمي أظهر بأن توفير مسكن لا يتأتى إلا بعد 64 سنة من اقتصاد الراتب، كانت حينها الأفق نوعا ما مغلقة أمامهم، لهذا حاولت من خلال هذه المؤسسة وضع حلول علمية اجتماعية، لتأمين مستقبل الشباب بما يتوافق والهوية الثقافية والمجتمعية، وذلك بوضع لبنات مدينة بيئية بلمسة ثقافية بيئية تراعي القدرة الشرائية للفرد، وخصوصية الهندسة العمرانية الصحراوية، وتزاوج بين الأصالة والمعاصرة، وتقتصد الطاقة، وقد تجلى ذلك في قصر «تافيلالت» بغرداية، الذي يوحي تصميمه الخارجي بأن عمره فاق سبعة قرون.
ومتى انطلق تجسيد قصر «تافيلالت»؟
الشروع في عملية تجسيد المدينة البيئية المعروفة بقصر «تافيلالت»، كان في أفريل 1997، حيث وضع رئيس الجمهورية آنذاك اليمين زروال حجر الأساس، وكان ذلك بعد شراء قطعة أرض من أملاك الدولة بالدينار الرمزي تقريبا، ودراسة الجوانب المجتمعية بأخذ الوضعية المادية للشباب بعين الاعتبار، لتقليص تكاليف المشروع وبالتالي تقليص قيمة السكن، حيث قررنا تشكيل جمعية تطوعية تضم مجموعة من المحسنين من المجتمع المدني، لتسيير المشروع، ما ساهم في تقليص نحو 25 بالمئة من تكاليف سعر السكن، حيث جُسد المشروع المخصص للطبقة المتوسطة، بتعاون المجتمع المدني ودعم الدولة، حيث قدم الصندوق الوطني للسكن في إطار صيغة دعم تسمى «السكن الاجتماعي التساهمي» دعما للمشروع، بقيمة 350 ألف دينار، وإعانة ثانية بـ 500 ألف دينار، كما تكفلت السلطات المحلية للولاية بالتهيئة الخارجية للمدينة، فيما يسدد المستفيد قسطا من السكن.
اعتمدنا العمارة العامية ومبدأنا عدم المساس بالأراضي الزراعية
باعتبار أن تخصصك طبي، هل اعتمدت على مهندسين لضبط تصميم مدينة بيئية بنظام الواحات؟
- حقيقة اعتمدنا نوعا من أنواع العمارة، وهي العمارة العامية، حيث استلهمنا هندسة المدينة البيئية من تصاميم هندسية لقصور قديمة صممها أجدادنا بالمنطقة، مع الالتزام الكلي بالجانب الايكولوجي، وهو ما أبهر الكثير، من بينهم أستاذ سعودي عند مشاركتنا في منافسة عالمية، سنة 2016، حيث تحصلنا حينها على الجائزة الأولى عالميا قدمتها منظمة مناطق العمل المناخي»R20»، حينها تم إطلاق اسم «المدينة الفاضلة» على قصر تافيلالت.
ما هي القصور التي تم أخذها نموذجا في وضع تصميم قصر «تافيلالت»؟
- التصميم تم استلهامه من هندسة القصور القديمة للصحراء كتلك الموجودة في تيميمون والمنيعة، للحفاظ على الهوية الثقافية والعمرانية للمنطقة، كما تم الاعتماد على نفس المواد التي شيدت بها، وهي مواد محلية الصنع، تتميز بالعزل الحراري والصوتي، حيث تم استخدام الحجارة والجبس والجير، في نفس الوقت تم مراعاة التطوارات الحاصلة في مجال البناء الحديث، وذلك على مستوى المرافق الداخلية للبيت، كالمطبخ مثلا، أين تم استعمال الإسمنت والسيراميك المقاوم للماء، وعلى المستوى الخارجي، تم مراعاة الخصوصية المجتمعية، حيث التزمنا في التصميم الخارجي بمعيار حماية الخاصة للأفراد، عند تصميم شرفات الشقق، وضبط إطلالتها، بحيث تختلف إطلالات الشقق، وذلك باعتماد طول محدد للبنايات، لا يتجاوز 7 أمتار و 60 سنتيما، كما راعينا في الجانب الهندسي شروق الشمس، لتشرق على كل بيت داخل القصر. أما فيما يتعلق بالأروقة، فتصميمها مطابق لتصميم أروقة القصور القديمة، ويختلف عنها فقط في مسافة العرض، التي تعد أكبر في تصميم المدينة وذلك للسماح بمرور السيارات، دون المساس بهندسة الرواق القديمة، لما له من دور كبير في الحماية من الزوابع الرملية التي تمتاز بها المنطقة، كما تم تخصيص فضاءات لركن السيارات وفقا لمعايير علمية عالية خاصة بتصاميم المدن البيئية، مع مراعاة جانب الاقتصاد في الطاقة، حيث اعتمدنا نظام الطاقات المتجددة، كالطاقة الشمسية للتزود بالطاقة.
6 آلاف ساكن بالمدينة البيئية «تافيلالت»
ما هي مساحة المدينة البيئية «تافيلالت» وعدد قاطنيها؟
- المدينة تتربع على مساحة قدرها 22.7 هكتار، حيث تم اختيار أرض غير صالحة للزراعة، لإيواء 6 آلاف شخص على مستوى 1050 مسكنا، وما أريد التنبيه إليه أننا تجنبنا اعتماد طريقة القرض البنكي لتسديد قيمة الشقة، حيث أطلقنا مبادرة «سلف الإحسان»، وذلك بجمع المال من محسنين، للتمكن من الانطلاق بسرعة في تجسيد المشروع، الذي كلفنا أكثر من 700 مليار، حيث شيدنا 50 شقة منها 10 شقق نموذجية لعرضها للزبائن، وأنجزنا ثلاثة أصناف من الشقق، وهي شقق صغيرة، وشقق متوسطة، وشقق كبيرة، وهذا لمراعاة كل الفئات العمرية والقدرة الشرائية للأفراد.
فكرة المشروع مميزة وتراعي خصوصية المنطقة، كيف يمكن تعميمها وطنيا؟
- تلقيت طلبات من عدة ولايات، لتعميمها بعدد من مناطق الوطن بما يناسب خصوصية كل منطقة، لكن لم أوافق بحكم عدم استطاعتي ذلك، لكن اقترحت عقد اتفاقيات مع جامعات جزائرية لتربص الطلبة السنة الخامسة في الهندسة وتسيير التقنيات الحضارية، للاستفادة من تربص تطبيقي يشمل كل التفاصيل بما فيها النقاط السلبية للمشروع.
التعهد بغرس نخلة وشجرة مثمرة من شروط الاستفادة
كنتم من بين ألفي مشروع مشارك في مسابقة الطاقة العالمية بالنرويج، شملت 180 دولة، ونجحتم في صنع التميز بالظفر بالجائزة الأولى، حدثنا عن تفاصيل المنافسة؟
- الجزائر كانت من بين 180 دولة المشاركة في المنافسة، التي نظمت في خمسة فروع، من بينها فرع الأرض، الذي شاركنا فيه بمدينة «قصر تافيلالت»، كنا متميزين على المشاركين ونجحنا في خطف الأضواء وإبهار اللجنة التي منحتنا لقب أحسن مشروع، لعدة أسباب في مقدمتها استعمالنا مواد محلية خالصة وتأكدت اللجنة بأنها فعلا مواد ايكولوجية، ناهيك عن التصميم الهندسي الذي يراعي نظام الواحات ويبرز الهوية الثقافية، ويساير في الآن ذاته التطور العمراني، فضلا عن الاهتمام بالجانب الطاقوي، والأبرز مضمون بنود التعهدات التي تم إمضاؤها مع المستفيدين، وتشمل الحفاظ على المدينة، وبالأخص نظافة المحيط، فضلا عن التزامات أخرى، وهي التعهد بغرس نخلة وشجرة مثمرة مع إلزامية الاعتناء بها، حرية الاستفادة من ثمارها.
هل لديكم في الأفق مشاريع في مجال الطاقة والاستدامة؟
في الوقت الحالي أسعى لنقل تجربتي للطلبة لتعميم الفكرة في مختلف ربوع الوطن.
أ ب
متنفس للعائلات ومقصد لعشاق التخييم
البحيرة الخضراء.. كنز طبيعي في قلب غابة إعكوران
تعتبر البحيرة الخضراء الواقعة في قلب غابة إعكوران، أقصى شرق ولاية تيزي وزو، وجهة سياحية بامتياز وكنزا طبيعيا حقيقيا نظرا للتنوع البيولوجي الذي تتمتع به، حيث تجمع بين الجمال والهدوء والنقاء، وتحيط بها الجبال وأشجار الأرز والفلين، بالإضافة إلى عدة أنواع من النباتات و الطحالب الخضراء المزرقة، التي تعطي المياه لونها الأخضر الزمردي الرائع، ما يضفي عليها جمالا ويجعلها وجهة أساسية لمحبي الطبيعة والهواء الطلق الرائع.
سامية إخليف
البحيرة مقصد للعائلات و الباحثين عن الراحلة و الهدوء، وهي مكان مريح للأعصاب بعيد عن صخب و ضجيج المدن يتيح فرصة التواصل مع الطبيعة، كما تعتبر الموقع المفضل لعشاق السياحة الجبلية ومحبي المغامرة والتخييم تحت النجوم، يقصدها شباب في إطار رحلات تنظمها وكالات سياحية من مختلف ولايات الوطن، و تعرف شعبيتها تزايدا بفضل الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يضاعف الإقبال عليها للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة ومسارات المشي لمسافات طويلة.
ويمكن الوصول إلى البحيرة الخضراء عبر الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو وبجاية، مرورا ببلدية إعكوران، أين يتم عرض منتجات تقليدية على غرار الأواني الفخارية والألبسة على قارعة الطريق، ثم يتفرع من هناك مسلك غير معبد على مسافة حوالي 5 كيلومترات في غابة إعكوران، التي تضم العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية، التي تزيد من سحر المكان و تمنح زواره تجربة رائعة في قلب الطبيعة العذراء، المميزة بمياه شلالات تتدفق من أعالي الجبال عبر الوادي و ينابيع مائية سخية، و حركة قردة لا تهدأ، وهي أجواء تشحن الإنسان بكثير من الطاقة الإيجابية.
وفي هذا المكان الهادئ، يمكن ركوب الخيل بمبلغ رمزي و التجول على ضفاف البحيرة واستكشاف المنطقة، كما يمكن قضاء ليلة كاملة في خيمة صغيرة بفضل توفر الأمن، فهذا الموقع الجميل يحث زائره على البقاء أطول مدة ممكنة للتشبع بطاقته و الاستمتاع أكثر بمناظر بانورامية خلابة وفريدة من نوعها، وهي فرصة لإعادة التواصل مع البيئة والتأمل في جمال الخلق.
كما توفر البحيرة للسياح أجواء مناسبة، لممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك المشي لمسافات طويلة، وممارسة الرياضة وحتى رصد تفاصيل الحياة البرية، و تتبع القردة وأنواع أخرى من الحيوانات التي تعيش في المنطقة وتتكيف مع الظروف المناخية.
ورغم جمال المكان، إلا أن الزائر إليه يلحظ العديد من النقائص و ضعف استغلال هذه الثروة البيئية السياحية، في ظل انعدام وسائل النقل وسلال القمامة و المرافق الخدماتية كالمطاعم و غيرها، وهو ما يحد من متعة التجربة و يجعلها أقل راحة.
وحسب ممثل وكالة سياحية تعنى بتنظيم رحلات إلى البحيرة، فإن الإقبال في تزايد، و الزوار يأتون من كل المدن وبالأخص العاصمة نظرا لقرب المسافة حيث تسحرهم الطبيعة، وقال بأن السياح يعبرون دوما عن سعادتهم بالعثور على أماكن عذراء تتوفر فيها الأشجار المختلفة والحيوانات، والمنابع الطبيعية و البحيرة تتمتع بكل هذه المقومات، مضيفا أن الموقع فريد من نوع يميزه الهدوء الكبير، ويعد قبلة مرغوبة جدا للباحثين عن العزلة قصد التخلص من التوتر.
خلال يوم دراسي بجامعة المسيلة
خبراء يدعون لاستكشاف مواد جديدة لتخزين الهيدروجين الأخضر
أكد أساتذة باحثون وخبراء في مجال الطاقات المتجددة، خلال فعاليات اليوم الدراسي حول الهيدروجين الأخضر، الذي انعقد بجامعة، محمد بوضياف، بالمسيلة، أمس الأول، حول التحديات المستقبلية التي تواجه الجزائر في مجال التحول الطاقوي، على ضرورة العمل على استكشاف مواد جديدة لتخزين الهيدروجين الأخضر، لضمان تحسين السلامة وكثافة الطاقة والاستدامة وتحسين عمليات إنتاج الهيدروجين الأخضر لزيادة الكفاءة مع خفض التكاليف.
وخلص المشاركون من أساتذة وباحثين وخبراء قدموا من جامعات الوطن ومركز تطوير الطاقة المتجددة بالجزائر في النقاشات والمائدة المستديرة والذين لبوا الدعوة لإثراء هذا الموضوع الذي يعد أحد المقترحات لمجالات البحث المستقبلية بكلية العلوم في جامعة المسيلة، إلى أنه من الضروري اليوم القيام بإجراء دراسات معمقة حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية للتبني واسع النطاق للهيدروجين الأخضر وكذا بحث سبل دمج الهيدروجين الأخضر مع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى لإنشاء أنظمة طاقة أكثر اكتمالا واستدامة.وضمن الباحثون مقترحاتهم في اختتام اليوم الدراسي يقول عميد كلية العلوم بن الطيب الساسي العمل على تطوير السياسات والمعايير الدولية التي تحكم استخدام الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع مع اقتراح فتح مركز أبحاث لإنتاج الهيدروجين وتخزين الطاقة لتدريب الباحثين والمهندسين والمهنيين في هذا المجال، بالإضافة إلى إعداد مشاريع بحثية كجزء من البرنامج البحثي الوطني «بي.آن.آر» واقتراح موضوعات الإشراف المشترك في مجال الهيدروجين الأخضر.
أما في إطار المقترحات التعليمية، فقد دعا المتدخلون، يضيف، إلى ضرورة تطوير برامج تعليمية مخصصة للهيدروجين الأخضر في الجامعة تغطي مختلف جوانب الكيمياء والهندسة والاقتصاد (لدراسة التكلفة) والاستدامة وفتح تخصص في الماستر بالكلية السنة المقبلة وإنشاء برامج التعليم المستمر متعددة التخصصات للباحثين والمهندسين والمهنيين العاملين في مجال الهيدروجين الأخضر.
كما أوصى المشاركون في صياغة التوصيات والمقترحات، بحتمية تشجيع ودعم الأبحاث التعاونية بين الجامعات والشركات في مجال الهيدروجين الأخضر وخاصة التعاون الدولي مع الجامعات المتمكنة في المجال.إلى جانب دمج وحدات حول الاستدامة والأثر البيئي في برامج التدريس التعليمية المتعلقة بالهيدروجين الأخضر و إطلاق مشاريع تجريبية توضح استخدام الهيدروجين الأخضر في تطبيقات العالم الحقيقي، ما يوفر فرص التعلم العملي.
وكان اليوم العلمي الذي جرت فعالياته بقاعة ابن الهيثم بالقطب الجامعي، قد عرف تقديم البروفيسور، علي شقنان، وهو خبير دولي وأستاذ بجامعة الأغواط، نتائج البحث الذي أجراه، مؤخرا، والتي توصل من خلالها إلى إنتاج الطاقة النظيفة عن طريق الموارد المائية باستعمال مياه الصرف الصحي في تجربة علمية، حيث تم من خلالها تصفية هذا المياه المستعملة باستخدام الطاقة الشمسية كمرحلة أولى، ثم استخدامها في المحللات الكهربائية بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر.
فارس قريشي
- التفاصيل
- الزيارات: 945
مختصون يحذّرون من زحف الإسمنت على مناطق خضراء بقسنطينة
تعرف ولاية قسنطينة في السنوات الأخيرة، توسعا عمرانيا متزايدا مس مناطق فلاحية مهمة، على غرار منطقة حامة بوزيان وبني حميدان، أين تنتج أجود المحاصيل الزراعية، وهو زحف إسمنتي يحذر منه مختصون قالوا بأنه يتطلب إعادة النظر في عمليات التعمير التي لا تحترم القوانين والتوصيات.
لينة دلول
تستنزف التوسعات العمرانية بديدوش مراد و علي منجلي وزواغي سليمان و عين سمارة و حامة بوزيان و بوالصوف العقار الزراعي نظرا لخصوصية هذه المناطق وجغرافيتها التي تلعب دورا بارزا في تشكيل اتجاه التوسع السكني، فضلا عن الحاجة المتزايدة للاحتياطات العقارية الضرورية لمواكبة النمو الديموغرافي المتسارع، وهو ما تحدث عنه مختصون، أكدوا للنصر، بأن موضوع التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية، يجب أن يحظى بأهمية قصوى في مخططات التنمية الاقتصادية و اجتماعية، ومن الناحية البيئية كذلك،
و ينبغي أن تتعمق فيه الدراسات التطبيقية بشكل أكبر كما يتوجب تحيين التشريع العقاري للإلمام بكل جديد، من أجل حماية العقار الزراعي و تحديد الاستدامة مقترحين، تصورا عن كيفية حماية المساحات الفلاحية من زحف الإسمنت و بالمقابل إيجاد مخارج لأزمة التعمير في المدينة.
* سامي دبابي باحث بمركز البحث في تهيئة الإقليم
انخفاض تكلفة التعمير على النسيج الفلاحي ضاعف استغلاله
أكد المختص في التعمير والتطور العمراني بمركز البحث في تهيئه الإقليم بقسنطينة، سامي دبابي، أن الأراضي الزراعية بولاية قسنطينة تعتبر من أهم الثروات الطبيعية التي وجب استخدامها بعقلانية لتستفيد منها الأجيال اللاحقة، خاصة وأن الوضع الحالي، فيما يتعلق بالتوسعات العمرانية التي تزيد يوما بعد يوم، وتتغذى على الأراضي الزراعية أصبح مثيرا للقلق، ويشكل عقبات عديدة في وجه التنمية المستقبلية للقطاع الزراعي بالولاية.
وأضاف المتحدث، أن الزحف العمراني ظاهرة مرتبطة بالتحضر والأرض، غالبًا ما يُنظر إليها على أنها عنصر مهم في فضاء التطور السكاني، مؤكدا أنه وبالرغم من المساحة الصغيرة التي تتربع عليها قسنطينة مقارنة بالولايات الأخرى في البلاد، إلا أنها تتمتع بأراض فلاحية شاسعة، تشكل نسبة 89 % من المساحة الإجمالية، علما أن 66 % من هذه المساحة هي رقع زراعية خصبة ومثمرة.
ويكمن سبب التوسعات العمرانية على حساب الأراضي الزراعية في قسنطينة، حسب الباحث، إلى الموقع الجغرافي للمدينة الذي تحيط به مساحات خضراء ذات قيمة زراعية كبيرة، فضلا عن أن طبيعتها الجيولوجية ملائمة ومستوية وهو ما يخفض تكلفة عمليات التعمير عليها ويجعلها منطقة جاذبة لمشاريع البنية التحتية الكبرى.
وقال المتحدث، إن الضغط السكاني على المدينة خلال السنوات الأولى من الاستقلال بفعل الهجرة الريفية، دفع إلى البحث عن الأراضي للتوسع العمراني والاقتصادي، وذلك عن طريق اختيار أسلوب تمديد النسيج العمراني للمدينة عبر المحاور المحاذية على طول امتداد الأودية الرئيسية «واد الرمال»، و» واد بومرزوق».
وتأسف دبابي، على هذه الوضعية التي آلت إليها المدينة بسبب الزيادة السريعة وغير المسبوقة في عدد السكان، وحركة المصانع التي تحجز مكانا لها في البيئة الزراعية، والزحف العمراني المدمر وغير المتناسب، مما يؤثر على هذه الثروة غير المتجددة، ويرهن مستقبل الأجيال القادمة التي لن يكون لها أراض لممارسة الزراعة إن استمر الزحف بهذه الوتيرة.
وأوضح الباحث، أن مشكلة زحف الإسمنت على حساب الأراضي الزراعية معقدة، لكونها متشعبة الأبعاد، كما تؤثر في نفس الوقت على مجلات الحياة المختلفة «الاقتصادية و القانونية و الاجتماعية و البيئية»، ولذلك يجب بحسبه دراسة المشكلة من خلال جميع العناصر المؤثرة في تشكيلها بما في ذلك النمو السكاني و نمط الحياة و الامتداد و المدينة وأدوات تخطيط المدن والمشاريع الاقتصادية وغير ذلك.
وأضاف الدكتور، أن وتيرة التوسع الحضري المتسارع بولاية قسنطينة قلصت من حجم المساحات الزراعية، مشيرا إلى أن الإحصائيات التي قام بها باحثو مركز البحث والتهيئة الإقليمية بينت بأنه تم استهلاك حوالي 22000 هكتار من إجمالي المساحة الزراعية خلال 35 عاما.
وأشار المتحدث، إلى أن العقار الفلاحي تعرض لعمليات استنزاف قصوى وحقيقية في كل مراحل التوسع العمراني للمدينة، سواء كانت المشاريع العمرانية تابعة للدولة أو القطاع الخاص، مشيرا في ذات السياق إلى أن هذا التوسع استهلك خلال 13 سنة (بين1987 - 2000) أكثر مما استهلك خلال 27 سنة بعد الاستقلال، وأكثر مما استهلك خلال قرن قبل الاستقلال.
وأكد، أن الاقتطاع من الأراضي الفلاحية لصالح العمران، ترتب عنه ظهور أزمة تعميرية حادة انعكست سلبا على المحيط البيئي، لأن مشكلة الزحف العمراني تؤدي حسبه، إلى تصحر الأراضي الزراعية وفقدانها للعناصر العضوية الضرورية لنمو النبات، ما يجعلها غير صالحة للزراعة .
ويرى الباحث، بأنه يجب اقتراح نموذج بديل لتطور المدينة ونموها العمراني، بحيث يمكن من التوفيق بين نموها والحفاظ على أراضيها الزراعية، وكذا تثبيت عدد السكان في المدن لتجنب حركة الهجرة العكسية نحو الأراضي الزراعية، مع إعادة إحياء مبدأ تكثيف الاستخدام الزراعي للأراضي حول المدن الكبرى كعامل أساسي لحماية الأراضي الزراعية» العقار الفلاحي» من التوسع المبرمج والفوضوي خصوصا.
* عبد الوهاب بوشارب باحث بقسم العمران
طبيعة قسنطينة كجاذبة للسكان أثرت على المناطق الخضراء
أكد الأستاذ بقسم العمران، بكلية الهندسة المعمارية بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3، الدكتور عبد الوهاب بوشارب، أن هناك نسبة كبيرة من عمليات البناء سجلت على أراضي فلاحية بقسنطينة، لكونها مدينة جاذبة للسكان، ما أدى إلى ظهور أحياء جديدة بمناطق مثل عين عبيد وديدوش مراد و حامة بوزيان و الخروب و علي منجلي و بوالصوف.
ويعرف التوسع العمراني بحسب الباحث في المجال، على أنه الزيادة المستمرة في أعداد السكان سواء كان ذلك في سكن منتظم أو غير منتظم وهذا ما يؤدي حسبه، إلى زيادة الطلب على الأراضي الزراعية لأجل توظيفها في البناء، مضيفا أن التوسع العمراني العشوائي على حساب الأراضي الزراعية، انعكس سلبا على النشاط الفلاحي بالمدينة، التي تحتاج إلى رئة خضراء تتنفس وتتغذى منها.
وأكد بوشارب، أن الأراضي الزراعية تعتبر مغرية بالنسبة للمقاولين الذين يشترونها من خواص، لتحويلها إلى إقامات سكنية فاخرة ومغلقة، ترضي زبائن مستعدين لدفع أكثر من 3 مليار سنتيم، من أجل الخروج من نمط السكن القديم و المكتظ في المدن، إلى فضاء أوسع وأكثر تهيئة تميزه معايير الجودة العالمية.
ويجب بحسب الأستاذ، وضع سياسة سكنية وطنية تتلاءم مع حاجياتنا الفعلية، لتفادي التبذير الكبير للعقار سواء الحضري أو الفلاحي، وكذا إعادة تهيئة وترميم النسيج العمراني القديم حسب معايير البناء الدولية، ليكون المحيط السكني نظيفا وصديقا للبيئة، مع وضع تصور يأخذ بعين الاعتبار كل المؤشرات والمواصفات الأساسية لاختيار مواضع عمرانية جديدة للتوسع المستقبلي، و إصلاح جذري لمصالح المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير بقسنطينة، قصد مواكبة التحولات الكبيرة الحاصلة وذلك من حيث التصور الوظيفي، ومن حيث الاعتماد على التقنيات والوسائل الحديثة، خصوصا وأن نمط التعمير و التوسع الحالي يأخذ إيقاعا واحد لا يواكب التطور الاجتماعي والاقتصادي والفكري.
ويرى الباحث، أن العناية بالأراضي الفلاحية تتطلب في الأساس تنظيم العمران واحترام قواعد النظافة، والمحافظة على المساحات الخضراء والثروات الطبيعية واحترام القوانين والنظم في كل ما يتعلق بالفلاحة وتنظيم البناء ومخلفاته.
تم اكتشافه لأول مرة
طائر النكات الأنيق يظهر في تبسة
قام في اليومين الأخيرين، أعضاء شبكة ملاحظة الطيور المهاجرة لمحافظة الغابات بتبسة، بخرجات ميدانية عبر المناطق الرطبة المتواجدة بالولاية، وهذا في إطار برنامج الإحصاء الشتوي للطيور المائية المهاجرة، كما هو مسطر من طرف المديرية العامة للغابات، وتمت ملاحظة صنف جديد من الطيور لأول مرة في ولاية تبسة، وهو طائر النكات الأنيق.
ع.نصيب
المكلف بالإعلام بمحافظة الغابات بالولاية، أوضح للنصر أن هذه العملية لها دور هام في معرفة حالة التنوع البيولوجي والمراقبة الدورية لعدد الأنواع، وكذلك حالة النظام البيئي للمناطق الرطبة وتأثرها بالتغير المناخي أو بعوامل أخرى، وبخصوص أنواع الطيور المائية الملاحظة هذه السنة، أفاد المتحدث، أنه تم تسجيل تزايد في عدد الطيور الوافدة مقارنة بشهر جانفي 2023، وهذا راجع لزيادة منسوب مياه الحواجز المائية، وأهمها طائر البط ذو العنق الأخضر بنسبة 74في المائة، من عدد الأنواع الملاحظة، وطائر غراب الماء الذي يأتي في المرتبة الثانية، فضلا على وجود أنواع نادرة أخرى مثل البط ذو الرأس الأبيض، وأما بالنسبة للأنواع الجديدة الوافدة فقد تمت ملاحظة صنف جديد لأول مرة في ولاية تبسة وهو طائر النكات الأنيق، وهو طائر مائي، يتميز بامتلاك منقار رفيع وطويل، يشبه السيف المغروس في رأسه، والذي يستخدمه في الصيد، و يتمكن الطائر من تحريك هذا المنقار في اليمين واليسار، ويمتلك هذا الطائر سيقان طويلة ورفيعة زرقاء اللون، يستخدمها أيضا في الصيد من المياه الضحلة، يغطي جسمه بريش بني وبعض الريش الأبيض لذا سمي هذا الطائر أيضا بالراهبة البيضاء.
وكشف المتحدث، أن هذه العملية المتواصلة، تندرج في إطار الإحصاء التقليدي للطيور المهاجرة الذي يتم في شهر جانفي من كل سنة من طرف مختصين في علم الطيور، وأضاف أن هذا الجرد الشتوي للطيور المائية المهاجرة الذي يشارك فيه ملاحظون تابعون لخلية التعداد بمحافظة الغابات، سيسمح بتحديد عدد الطيور المقيمة بالأحواض المائية المتواجدة بالولاية، حيث تتوقف بها لفترة معينة قبل مواصلة رحلتها نحو أوروبا، وانطلقت عملية التعداد على مستوى المناطق الرطبة، والتي يتوافد عليها عدد كبير من الطيور المائية باعتبارها ملاذا مناسبا لتعشيش العديد من أصناف الطيور، حيث ترسم هذه المواقع، حسب ذات المصدر، بمعية الطيور المهاجرة لوحة طبيعية جميلة ذات ألوان زاهية، تؤهلها كي تصبح محل جذب للزوار والسياح أيضا، وستتواصل عملية الإحصاء لتشمل بقية المسطحات المائية، ويتعلق الأمر بالمسطح المائي الطبيعي لمرتفعات كل من بكارية والحمامات، ووادي ملاق بالونزة، ووادي عين الزرقاء، وبحيرة نقرين، إلى جانب مسطحات مائية من صنع الإنسان على غرار الحاجز المائي لبورمان ببلدية بكارية، الذي تقصده منذ استلامه عام 2011 عديد أنواع الطيور المهاجرة أو المستوطنة.
تحت شعار "النفايات مصدر للثـروة"
الوكالة الوطنية للنفايات تطلق جائزة لأفضل إنجاز
أطلقت منذ أيام الوكالة الوطنية للنفايات، الطبعة الأولى لجائزة الوكالة الوطنية لتسيير النفايات لأفضل إنجاز، بهدف ترقية التسيير المدمج للنفايات.
المسابقة التي تأتي تحت شعار «النفايات مصدر للثروة» وتجسيدا لسياسة وزارة البيئة والطاقات المتجددة المتعلقة بترقية مختلف النشاطات الهادفة لترقية التسيير المدمج للنفايات، تم إطلاقها خلال لقاء إعلامي من قصر الثقافة مفدي زكرياء، بحضور جمعيات، مؤسسات ناشئة شاركت بعرض المشاريع المبتكرة الخاصة بها، طلبة ومستثمرين في مجال رسكلة النفايات، إلى جانب مؤثرين في مجال الاستدامة، فيما قدمت المعايير التي يتم على أساسها إنتقاء أفضل الأعمال.
وأكد مدير الوكالة السيد كريم ومان خلال كلمة ألقاها أثناء إشرافه على إطلاق المسابقة، على أن نجاح أي إستراتيجية أو برنامج في إدارة النفايات مرهون بمدى انخراط كل الفاعلين في هذا المسعى، معتبرا إدارة النفايات عمل جماعي وتشاركي بامتياز، مضيفا أن الهدف من هذه المسابقة هو تحفيزي وتوعوي عبر المساهمة في خلق روح المنافسة بين كل الفاعلين.
وقال المدير، إن المسابقة موجهة لكل من المؤسسات العمومية الولائية المكلفة بتسيير مراكز الردم التقني للنفايات، وذلك لإبراز دورها كهيئات عمومية في التخلص الآمن من النفايات المنزلية، ودورها في تنشيط قطاع الاسترجاع على المستوى المحلي، وهي الفئة التي أوضح مدير الوكالة أن التقييم بالنسبة للمشاركين فيها يكون على أساس قيمتها المضافة للقطاع من الجانب الاقتصادي، البيئي والاجتماعي، بحيث يشرف على إنتقاء أحسن مؤسسة ممثل عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.
أما الفئة الثانية، فقد قال السيد ومان إنها تخص الشباب حاملي المشاريع والمؤسسات الناشئة، بحيث تتيح هذه المسابقة لهم الفرصة للترويج لأفكارهم ومشاريعهم والمتمثلة في تطوير حلول مبتكرة من شأنها إحداث ثورة في مجال تسيير النفايات، ليأتي بعدها تقييم المشاريع وفق معايير دقيقة تحت إشراف لجنة برئاسة ممثل عن وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة.
فئة المجتمع المدني أيضا وبحسب ذات المسؤول، معنية أيضا بهذه الطبعة، وهذا بالنظر للدور الكبير والحيوي والجواري، الذي يلعبه المجتمع المدني في توعية المواطن، موضحا أن الفرصة متاحة لكافة الجمعيات المعتمدة من طرف الدولة والتي حققت تجارب ميدانية فعالة، ويشرف على الإنتقاء فيها ممثل عن المرصد الوطني للمجتمع المدني.
وتحت شعار «الإعلام شريك مستدام في مجال تسيير النفايات بين الحاضر والمستقبل» ونظرا للدور الهام الذي يكتسيه العمل الإعلامي من حيث النشر والترويج للمعلومة الصحيحة والدقيقة الخاصة بمجال تسيير النفايات، أكد السيد ومان أنه تم إدراج الإعلام في المسابقة بهدف إشراك الصحفي في عمليات التوعية والتحسيس للسياسة المنتهجة لإدارة وتسيير النفايات، أين تفتح المسابقة لكل الإعلاميين المهنيين في مجال السمعي البصري والمكتوب، و يشرف على إنتقاء أحسن إنتاج إعلامي، لجنة يترأسها ممثل عن وزارة الاتصال، فيما تشكل المسابقة فرصة للطلبة المتخصصين في مجال الإعلام من أجل التخصص أكثر في إدارة النفايات من خلال إعداد مقالات مكتوبة وربورتاجات سمعية بصرية تعالج مختلف المواضيع والإشكاليات المتعلقة بإدارة النفيات، وتسليط الضوء على أهم المشاكل والعراقيل المتعلقة بهذه المشاريع، إضافة إلى أهم الإنجازات فيها، وكل ذلك تحت شعار «الطالب المبدع في تسيير النفايات»، أين ينتقي أحسن مشروع ممثل عن المدرسة العليا للصحافة والإعلام.
ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن أسماء الفائزين تزامنا والمنتدى الدولي للنفايات المزمع إنعقاده من 07 إلى 09 ماي 2024، بحيث تعتبر المسابقة في طبعتها الأولى، فرصة لتسليط الضوء على مختلف الإشكاليات المتعلقة بقطاع تسيير النفايات من جهة، وخلق حلول فعالة تساعد على تحويل التحديات الراهنة إلى فرص ملموسة وناجحة، كما تهدف أيضا لتطوير وترقية القطاع من خلال استغلال التكنولوجيات الحديثة وخلق المنافسة بين مختلف الفاعلين في المجال.
إيمان زياري
المزيد من المقالات...
الصفحة 1 من 58